وخلال خطبته من على منبر الجمعة في مصلى الامام الخميني (رض) بطهران ذكّر حجة الاسلام صدّيقي على ان الثقافة التوحيدية للقرآن الكريم تؤكد على ألا ينبغي لنا أن نرى كل المشاكل في التفاعلات المادية، ويجب عدم الخضوع للشهوات والمغريات الدنيوية، واعتماد الأحكام الإلهية سلوكا لمسيرنا كي تنير دروبنا وبصيرتنا وتثبت من عزيمتنا لإنقاذ حياتنا، وبالاخص في عالمنا اليوم حيث نواجه الحرب المعرفية من قبل العدو.

وبالاشارة الى ايام عَشرة الفجر المباركة، رأى خطيب جمعة طهران بأن الثورة الاسلامية ليست مجرد حقيقة تاريخية، بل هي مثل عاشوراء، هي دروس وعبر الأمة الخالدة، وينبوعها المتدفق وشجرتها الطيبة المعطاء، موضحا بأن التحول والنهضة في المحتمع الايراني من انجازات الثورة الاسلامية المهمة التي فجرها فكر الامام الخميني (رض) وارسى قيم الثورة المبنية على الرسالة الالهية ورسالة الانبياء والرسل.

واعتبر حجة الاسلام صدّيقي ان أهم سمة من سمات الثورة الإسلامية هي الولاية حيث جمعت بين "الجمهور/الجمهورية" و"الإسلام/الاسلامية" وعلى رأسها صاحب العصر والزمان الامام الحجة (عج، وبالتالي فان هذه السمة هي التي صانت الجمهورية الاسلامية لانها تستمد قوتها من الشعب.

وأكد آية الله صديقي على ان الثورة الإسلامية قدمت بشكل مبتكر مسيرا جديدا "لا شرقي ولا غربي" للشعب الإيراني، وأنشأ نظاما اسلاميا مستقلا لا يعتمد على الأنظمة الغربية والشرقية، مما خلق القوة في روح الشعب وإرادته لتحقيق عبارة "نستطيع" دون الاعتماد على الشرق والغرب.

وأوضح بأن الشعب الإيراني اعلن منذ البداية أنه ليس في حالة حرب مع أي دولة ولن يطلق ولو رصاصة واحدة، ولكن إذا هاجمته دولة ما، فسوف يدافع عن نفسه ويجعل العدو يندم على ما اقدم عليه.

واضاف خطيب جمعة طهران : تألقت الثورة الإسلامية في بدايتها،وبُذلت فيها دماء المؤمنين وقاد الثورة أنقى علماء الدين،وقد بدأ الإمام الراحل (رض) الثورة مع الشعب ولم يسمح للناس بمغادرة المشهد، كما وضع عبء حماية الثورة على عاتق الشعب، وحدث أنه في هذه السنوات الـ 46 لم ينس الناس المُثُل، ولم تتلاشى علاقتهم برأس الهرم اية الله العظمى السيد علي الخامنئي .

وأشار آية الله صديقي الى ان يوم 22 بهمن (يوم انتصار الثورة الاسلامية) هو تجديد البيعة لإمام العصر (عج)، معربا عن تقديره بأنه يتم الاحتفال به كل عام بزخم أكثر من العام السابق، مبيّنا بأن الثورة الاسلامية هي علامة حياة الشعب ووفائه وبصيرته وقوته الفكرية وملكيته للثورة،هذا الشعب الذي يتدفق الى الساحات كل عام ليثبت وجوده ويوجه صفعة قوية لاعداء الجمهورية الاسلامية.

وفي إشارة إلى التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي الجديد، قال حجة الاسلام صديقي :"ترامب يخوّف ويهدد بالحد من قدرة إيران النووية ومكانتها الإقليمية، لكنه يتعين عليه أن يعلم انه وكما كان من قبله يُخطىء في حساباته تجاه إيران وتخيب آماله في تحقيق مبتغاه فإنه هو ايضا لن يحقق مبتغاه بخصوص إيران."ولفت آية الله صديقي الى ان حضور الشعب الإيراني غير المسبوق في تراسم 22 يهمن ، سيُظهر بأن ترامب وأتباعه قد فشلوا وهذه المرة سينهزمون بسرعة أكبر، متسائلا لماذا يتحدث البعض باستهتار ودون اعتبار بعد تجربة التفاوض مع الولايات المتحدة.