البث المباشر

صناعة التكرير في ايران بعد انتصار الثورة الإسلامية

الخميس 6 فبراير 2025 - 12:16 بتوقيت طهران
صناعة التكرير في ايران بعد انتصار الثورة الإسلامية

تمكنت صناعة التكرير في إيران على مدى السنوات الـ46 الماضية، من إظهار مظهر رائع من مظاهر القوة المحلية والتنمية والتقدم من خلال المساهمات الفعالة، وسجلت سجلاً رائعاً في زيادة إنتاج المنتجات ونقلها الآمن والمستدام.

وبالتزامن مع انتصار الثورة الإسلامية، شهدت إيران ثورة لم تؤدي إلى تحويل البنية السياسية للبلاد فحسب، بل أدت أيضاً إلى تحول جذري في صناعة التكرير، وشهدت هذه الصناعة مساراً من الصعود والهبوط، مثل فقدان السيطرة على موارد النفط من قبل الشركات الأجنبية، واتجاهات الإنتاج غير الفعالة، والتحرك نحو التأميم والاكتفاء الذاتي.

زيادة إنتاج البنزين بمقدار 7 أضعاف
يعتبر البنزين من المنتجات التكريرية الأكثر استراتيجية، ولهذا السبب تسعى المصافي الإيرانية دائماً إلى زيادة إنتاج وجودة هذا المنتج من خلال تغيير وحدات المعالجة وتنفيذ مشاريع تحسين الجودة.

وتشير الإحصاءات إلى أنه بين عامي 1978 و1980 كان يتم إنتاج ما معدله 14 مليون لتر من البنزين يومياً، وقد زاد هذا المعدل الآن بنحو سبع مرات ونصف ليصل إلى 105 ملايين لتر يومياً. وتعتبر هذه الزيادة في الإنتاج على مدى 46 عاماً، رغم أن إيران خاضت حرباً مفروضة عليها لمدة ثماني سنوات وعقوبات شاملة عليها، إنجازاً كبيراً لصناعة التكرير باعتبارها الركيزة الأساسية لإمدادات الطاقة في البلاد.

وبحسب أحدث استطلاعات وضعت الحكومة الرابعة عشرة منذ تشكيلها أيضاً زيادة طاقة إنتاج البنزين على جدول الأعمال، بما يتماشى مع أهداف صناعة النفط وإمدادات الطاقة المستدامة في البلاد، بحيث بلغ متوسط إنتاج البنزين في المصفاة في الأشهر الخمسة من سبتمبر إلى يناير من هذا العام 105 ملايين لتر يوميًا، وهو ما يزيد بمقدار 8 ملايين لتر عن نفس الفترة من عام 1402. وتأتي هذه الزيادة البالغة 8 ملايين لتر في إنتاج البنزين نتيجة لإجراءات مثل إصلاح العمليات، وتشغيل مشاريع الأيزومرات في مصفاة شيراز، وتشغيل وحدة التكسير الهيدروجيني في مصفاة عبادان، وزيادة إمدادات النفط الخام ومكثفات الغاز إلى المصافي بمقدار 100 ألف برميل يومياً، وهو ما تحقق في الأشهر الخمسة منذ تشكيل الحكومة الرابعة عشرة (من بداية سبتمبر/أيلول إلى نهاية يناير/كانون الثاني).

زيادة إنتاج النفط والغاز بمقدار 4.5 مرة
شهد إنتاج البلاد من النفط والغاز (الديزل) العديد من التقلبات على مدى السنوات الـ 46 الماضية. ففي الفترة من عام 1978 إلى عام 1980، تم إنتاج حوالي 24 مليون لتر من النفط والغاز (الديزل) في البلاد يوميًا. وفي العام الماضي، زاد هذا الرقم بنحو 4.5 مرة مقارنة بعامي 1978 و1980، ليصل إلى 110 ملايين لتر يوميًا.

ولم يقتصر ارتفاع إنتاج النفط والغاز على 110 ملايين لتر يوميا، بل وعدت الثورة في ذكراها الـ46 بتسجيل أرقام قياسية جديدة في إنتاج النفط والغاز، حيث وصل متوسط إنتاج النفط والغاز في يناير 1403 إلى رقم كبير بلغ 124 مليون لتر يوميا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 14 مليون لتر في إنتاج هذا المنتج مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

كما بلغ إنتاج النفط والغاز في الأشهر الخمسة الثانية من عام 1403 (من شهريور إلى نهاية يناير) 118 مليون لتر يوميا مع تسارع مذهل، وهو ما يزيد بنحو 7 ملايين لتر عن نفس الفترة من عام 1402. كما ارتفع متوسط إنتاج النفط والغاز في الأشهر الخمسة الأخيرة مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من هذا العام بنحو 7 ملايين لتر يوميا.

زيادة توصيل الوقود السائل لمحطات الطاقة
ونظرا للوضع الخاص لخزانات الوقود السائل في بداية تشكيل الحكومة الرابعة عشرة وضرورة توفير الوقود اللازم لمحطات الطاقة ، قامت وزارة النفط بتسريع توصيل الوقود السائل إلى محطات الطاقة من خلال التركيز على زيادة القدرة على نقل المنتجات من مصافي الجنوب الى وسط وشمال إيران، ومن خلال تدابير مثل تطبيق رسوم الحوافز على أسطول النقل البري والسكك الحديدية، وزيادة قدرة أسطول شبكة توزيع الوقود السائل النشط في البلاد بشكل كبير (تمت إضافة ما مجموعه 1500 أسطول سكة حديد و2200 مركبة برية إلى شبكة نقل الوقود السائل في البلاد)، وتشغيل خطوط أنابيب نقل المنتجات إلى محطتين للطاقة، وتشغيل المرحلة الأولى من خط أنابيب بندر عباس - رفسنجان.

بلغ متوسط إمدادات النفط والغاز لمحطات الكهرباء خلال الأشهر الخمسة من سبتمبر إلى يناير 1403 38 مليون لتر يومياً، وهو ما يمثل زيادة قدرها 11 مليون لتر يومياً (ما يعادل 41 بالمائة) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، و58 بالمائة مقارنة بمتوسط الأشهر الخمسة الأولى. بلغت كمية النفط والغاز المسلمة خلال شهري ديسمبر ويناير من العام الجاري 51 و54 مليون لتر يومياً على التوالي، وهو أمر غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

كما بلغ متوسط تسليم زيت الأفران لمحطات الكهرباء خلال الأشهر الخمسة من سبتمبر/أيلول إلى يناير/كانون الثاني 26 مليون لتر يومياً، وهو ما يمثل زيادة قدرها 8 ملايين لتر يومياً، أي ما يعادل 44 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وزيادة قدرها 18 بالمئة مقارنة بمتوسط الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

الدفاع المقدس والسجل الرائع لصناعة النفط
في هذه الأثناء، يشكل عصر الدفاع المقدس والإجراءات المتخذة لإعادة بناء أنقاضه ركناً آخر من السجل اللامع لصناعة تكرير النفط على مدى أكثر من أربعة عقود منذ انتصار الثورة الإسلامية. ونظراً لما كانت تتمتع به المنشآت النفطية من خصائص من حيث توفير النقد الأجنبي وتوفير الوقود والطاقة لمختلف القطاعات الاقتصادية، فقد كانت هذه المنشآت في بداية الحرب المفروضة هدفاً مستمراً لهجمات وقصف العدو، وتعرضت لأضرار كبيرة. ومن هنا فإن إحدى الفترات الحرجة والحيوية في صناعة النفط هي فترة الدفاع المقدس الملحمية، والتي كان لها من ناحية مهمة جادة في مواصلة الإنتاج وتلبية احتياجات الشعب والاقتصاد من منتجات هذه الصناعة، ومن ناحية أخرى، تعاملت مع إعادة الإعمار ومعالجة الدمار الذي خلفته هجمات العدو.

مضاعفة عدد خطوط نقل المنتجات النفطية
إن قطاع نقل النفط، باعتباره المنصة الأهم للنقل الأمثل والآمن والمستدام للمنتجات البترولية، بما في ذلك النفط الخام ومكثفات الغاز ومنتجات البترول المختلفة، يحقق مهمته المهمة في سلسلة إنتاج وتوريد ونقل الوقود في 12 نقطة تشغيلية في جميع أنحاء البلاد. في السنوات التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في إيران، كان أحد الإنجازات الرئيسية في قطاع المصب للنفط الخام هو التقدم الكبير في بناء خطوط الأنابيب لنقل النفط الخام ومكثفات الغاز ومنتجات البترول من أجل توفير الوقود لمختلف المستهلكين في جميع أنحاء البلاد. في عام 1979، بلغ إجمالي طول خطوط نقل المنتجات البترولية 7000 كيلومتر، ووصل الآن إلى 14000 كيلومتر.

إنتاج البنزين والنفط والغاز في أوروبا؛ الإنجاز الأهم
ولقد حدث لأول مرة في الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة إنتاج البنزين والنفط والغاز من الدرجة الأوروبية في البلاد وزيادة جودة المنتجات المنتجة في مصافي البلاد. إنجاز يمكن أن نطلق عليه بكل جرأة اسم أحد أهم إنجازات الدولة في مجال الصناعات التكريرية. ولم يؤد الإنتاج والتوزيع الوطني للوقود النظيف إلى زيادة عدد الأيام التي يكون فيها الهواء نظيفاً في البلاد فحسب، وفقاً لإحصاءات وكالة حماية البيئة والإدارة الوطنية للأرصاد الجوية.

إنشاء 2500 محطة للغاز الطبيعي المضغوط
ويعد تنويع محفظة الوقود في الدولة وإنشاء أكثر من 2500 محطة للغاز الطبيعي المضغوط في الدولة منذ عام 2004 إنجازاً آخر تم تحقيقه تماشياً مع تحقيق الأهداف البيئية في صناعة التكرير. ارتفع استهلاك الغاز الطبيعي المضغوط في البلاد من 2.3 مليون متر مكعب يوميا (بين عامي 2005 و2008) إلى 19.5 مليون متر مكعب يوميا، بحيث أنه من خلال إنشاء وتطوير هذه الصناعة في البلاد تم منع استهلاك ما يعادل نحو 19.5 مليون لتر من البنزين يوميا في البلاد.

إنشاء نظام بطاقة الوقود الذكية
تم إنشاء وتنفيذ نظام بطاقة الوقود الذكية، وهو أكبر مشروع لتكنولوجيا المعلومات في الدولة، في عام 2007. وقد منع هذا المشروع الاستهلاك المفرط للبنزين وأوجد نمطًا مثاليًا لاستهلاك المنتجات البترولية، وهو إجراء مهم يتماشى مع إدارة استهلاك الوقود. ويعتبر هذا النظام أحد أهم إنجازات الصناعات النفطية اللاحقة في مجال التكرير.

إنشاء أكبر مصفاة لتكرير الغاز المكثف في العالم
ويعتبر مشروع مصفاة الخليج الفارسي النجمية الضخم والوطني، بطاقة تكرير يومية تبلغ 480 ألف برميل من مكثفات الغاز، أكبر مصفاة لمكثفات الغاز في العالم وأول مصفاة لمكثفات الغاز في منطقة غرب آسيا.

بدأ بناء مصفاة نجمة الخليج الفارسي في عام 2006 على قطعة أرض تبلغ مساحتها 730 هكتارًا، على بعد 25 كيلومتراً غرب بندر عباس، بجوار مصفاة بندر عباس. تم إنشاء هذه المصفاة بهدف صيانة ومواصلة عمليات استخراج الغاز من حقل بارس الجنوبي المشترك، وتقليل الملوثات البيئية، وضمان الاكتفاء الذاتي للبلاد في توفير منتجات الطاقة الاستراتيجية مثل البنزين والنفط والغاز. وتلعب هذه المصفاة حاليا دورا استراتيجيا في توازن الطاقة في البلاد والمنطقة، حيث تنتج 44 مليون لتر من البنزين يوميا. تعتبر مصفاة ستاره خليج فارس الأكثر إيرانية في البلاد، حيث يتم توفير أكثر من 70 بالمائة من معداتها من قبل الصناعات المحلية.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة