تحدثت الدكتورة "حنانة غُلشاهي"، عضو معهد ابن سينا للأبحاث في الجهاد الجامعي وباحثة بارزة في مجال هندسة الأنسجة والعلاج بالخلايا، عن الدور المؤثر لهذه المؤسسة في التطور العلمي للبلاد ومسيرتها المهنية، بالتزامن مع الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس الجهاد الجامعي.
كما أن السيدة "غلشاهي" خريجة الدكتوراه في الطب البيطري العام والحائزة على الدكتوراه في علم الأمراض البيطرية من جامعة طهران.
الدخول إلى الجهاد الجامعي؛ بداية لمسار مبتكر
صرحت "غولشاهي" عن بداية تعاونها مع الجهاد الجامعي قائلة:
"منذ عام 2017، انضممت مباشرةً بعد التخرج، إلى الجهاد الجامعي ومعهد ابن سينا للأبحاث كباحثة شابة، وأعمل الآن عضوًا في هيئة التدريس في قسم هندسة الأنسجة والطب التجديدي".
وقالت في معرض إشارتها إلى الدور المحوري الذي لعبه الجهاد الجامعي في نموها المهني:
"لم يكن الجهاد الجامعي مجرد بيئة عمل؛ بل كان نقطة تحول في مسيرتي العلمية والمهنية. وتعلمت فيه كيفية تحويل الأفكار إلى حلول عملية وبحثية. ولقد ساهم الجو العلمي والديناميكي، دعم الإبداع، ومهمة الجهاد الجامعي ، في مواءمة بحثي مع الاحتياجات الحقيقية للمجتمع".
التركيز على العلاج الخلوي والطب التجديدي
وصفت "غلشاهي" أنشطتها العلمية على النحو التالي:
تتركز أنشطتي بشكل رئيسي في مجال العلاج الخلوي والتكنولوجيا الحيوية، وخاصةً استخدام المنتجات المشتقة من الخلايا الجذعية الوسيطة. وتشمل هذه المجالات علاج العقم عند الرجال، أمراض القلب والأوعية الدموية، تجديد أنسجة الغضاريف والعظام، وشفاء جروح الجلد.
أربعة مشاريع رئيسية قيد التنفيذ
قدّمت "غلشاهي" مشاريعها الجارية وشرحت أهدافها ونتائجها وحددت قائلة:
المشروع الأول هو علاج انعدام النطاف غير الانسدادي باستخدام المنتجات البيولوجية للخلايا الجذعية، والذي يهدف إلى استعادة العملية الطبيعية لتكوين الحيوانات المنوية لدى الرجال المصابين بالعقم، وبنهج جراحي طفيف التوغل. وتشير النتائج الأولية لهذا المشروع إلى فعاليته الكبيرة في تحسين الأداء التناسلي.
المشروع الثاني هو تحسين جودة الحيوانات المنوية لدى الأبقار ذات القيمة الوراثية العالية، حيث تم تحقيق تحسن كبير في معايير جودة الحيوانات المنوية المجمدة باستخدام المنتجات الخلوية. ويمكن أن يلعب هذا الإنجاز دورًا فعالًا في تحسين كفاءة تربية الماشية عالية الجودة وتحسين إنتاجية قطاع الثروة الحيوانية.
المشروع الثالث هو أنه يجري تنفيذ مشروع تحسين بيئة زراعة الأجنة المختبرية، بهدف زيادة مقاومة الأجنة لعملية التجميد وتحسين جودتها. ويمكن استخدام هذه التقنية، مدعومة بالنتائج التي تم الحصول عليها، في علاج العقم البشري مستقبلًا.
في المشروع الرابع، المتعلق بتثبيط تطور قصور القلب باستخدام العلاج الخلوي، ينصب التركيز على منع تلف الأعضاء الحيوية مثل الكلى والكبد لدى مرضى القلب. وتستخدم في هذه الدراسة، الخلايا الجذعية للحد من تطور الضرر الجهازي، وهو إجراء يمكن أن يحسن بشكل كبير من جودة حياة مرضى قصور القلب.
وردًا على سؤال حول العقبات والصعوبات التي واجهت مسار البحث، قالت الدكتورة "غولشاهي":
"تمثلت أكبر التحديات في محدودية الوصول إلى المواد الخام ومعدات المختبرات بسبب العقوبات، بالإضافة إلى تأمين موارد مالية مستدامة لتطوير المشاريع. ومع ذلك، تمكنا من خلال التعاون متعدد التخصصات، ومشاركة الفرق، والدعم الداخلي، من التغلب على هذه العقبات إلى حد ما.
حلول مقترحة لدعم الجيل القادم من الباحثين
اقترحت الدكتورة "غولشاهي" سبلًا لدعم الباحثين الشباب بشكل أكبر، قائلة:
"يُمكن للجهاد الجامعي أن يُمهد الطريق لتحويل إنجازات البحث إلى منتجات وخدمات عبر تسهيل التواصل بين الصناعة والبحث، وبناء جسور التواصل مع صانعي السياسات الصحية. كما يُمكن للدعم المالي والمعنوي والتشجيعي المُستمر للباحثين الشباب أن يُعزز دافعهم الداخلي للبقاء في البلاد ومواصلة مسيرتهم العلمية".
وختمت حديثها قائلة:
"أثبت الجهاد الجامعي خلال هذه الأعوام الخمسة والأربعين، أنه يُمكن رؤية مزيج من المعرفة والثقة بالنفس والابتكار والالتزام تجاه الوطن في مؤسسة علمية. وآمل أن يواصل هذا المجمع تألقه في مسيرة التطور العلمي للبلاد ودعم الباحثين الشباب كما أُهنئ جميع الزملاء المُجتهدين في الجهاد الجامعي في هذا اليوم المُجيد".