تجري حاليًا مشاريع تطويرية بقيمة 4 مليارات دولار في محافظة إيلام، التي ترحب باستثمارات القطاع الخاص وتهدف إلى تحسين وتطوير البنية التحتية للطاقة.
إن الموقع الجغرافي للمحافظة وثروتها من الطاقة مكّناها من أن تصبح مركزًا للطاقة لتصدير الغاز الطبيعي إلى العراق المجاور، وهو بلد تعتمد محطات توليد الطاقة فيه بشكل كبير على واردات الغاز من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تقع محافظة إيلام غربي إيران، بالقرب من الحدود العراقية، وقد برزت كمنطقة رئيسية لإنتاج الطاقة، لا سيما في مجال استخراج النفط الخام وتطوير الغاز الطبيعي.
يعتمد اقتصاد المحافظة بشكل كبير على الزراعة، مع تربية المواشي وأنشطة صناعية محدودة. وساهمت بحوالي 1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، لتحتل المرتبة 26 من بين 31 محافظة.
في ذلك الوقت، كان عدد سكان المحافظة حوالي 580 ألف نسمة، مما جعلها أصغر محافظة في إيران؛ مع أكثر من 55 ألف مزارع و3350 عاملاً صناعياً.
يُعد قطاع الطاقة في محافظة إيلام ركيزةً أساسيةً لاقتصادها، وقد نما بفضل احتياطياتها الكبيرة من النفط والغاز، والتي تُعدّ من بين الأكبر في البلاد.
تمتلك إيلام موارد هيدروكربونية هائلة، بما في ذلك 17 مليار برميل من النفط، والتي تُشكّل 11% من إجمالي احتياطيات النفط الإيرانية، وتحتل المرتبة الثالثة في البلاد بعد محافظتي "خوزستان" و"بوشهر".
كما تمتلك المحافظة 14 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، والتي تُشكّل 6% من احتياطيات الغاز الإيرانية، وتحتل المرتبة الثانية بعد حقل بارس الجنوبي للغاز في بوشهر.
تشمل حقول النفط والغاز المهمة في المحافظة "جشمة خوش"، "دانا"، "دانان"، وآذر في "دهلران"وجنوب "آبدانانط، بينما تتمتع مناطق أخرى مثل "درة بيجار" بإمكانيات استكشافية أيضًا.
تنتج إيلام حوالي 154,000 برميل من النفط الخام يوميًا، يُستخرج معظمه من حقل "جشمة خوش" ويُنقل عبر خطوط الأنابيب إلى مصافي التكرير في جنوب البلاد.
اكتشف حقل "جشمة خوش"، الواقع على بُعد حوالي 50 كيلومترًا جنوب دهلران، عام 1964م، وبدأ إنتاجه التجاري عام 1975م.

حقل جشمة خوش النفطي
يُعالَج النفط الخام المستخرج من هذا الحقل في وحدة التشغيل، ويُنقل عبر خط أنابيب بطول 153 كيلومترًا إلى مجمع الأهواز 3 التشغيلي في محافظة خوزستان.
وأخيرًا، يُرسَل هذا النفط إلى محطة "خارك" في محافظة بوشهر لتكريره أو تصديره إلى الأسواق العالمية.
وبدأ في السنوات الأخيرة، تطوير مشروعي النفط وللغاز، باسم دانا ودانان، باستثمارات تُقدَّر بحوالي 135 مليون دولار من صندوق التنمية الوطني.
من المتوقع أن يؤدي إطلاق مشروع نفطي كبير إلى زيادة إنتاج النفط الخام في حقل دانان من 8000 إلى 19000 برميل يوميًا.
يمتلك حقل "آذر"، الذي يتم تشغيله بالاشتراك مع العراق (المعروف باسم بدرة)، احتياطيات نفطية هائلة تبلغ 2.5 مليار برميل، وهو قيد الإنتاج منذ عام 2017.

حقل آذر النفطي
بدأ الإنتاج الأولي للحقل عند 15000 برميل يوميًا، وارتفع إلى 65000 برميل يوميًا بعد اكتمال خطة التطوير.
يسعى مشروع الاستكشاف في وادي "بيجار"، الذي يستمر لثلاث سنوات، والذي بدأ عام 2019، إلى اكتشاف احتياطيات غاز غير مستغلة. ويُظهر هذا المشروع، الذي يُنفّذ بدعم مالي من صندوق التنمية الوطني، الأهمية الاستراتيجية لإيلام في برنامج تنويع مصادر الطاقة في إيران.
ترتبط حقول الغاز في إيلام بالشبكة الوطنية عبر خطوط الأنابيب، على الرغم من أن بنيتها التحتية لا تزال غير متطورة مقارنةً بمراكز الطاقة الساحلية في البلاد مثل عسلوية، عبادان، ماهشهر، وميناء الإمام الخميني.
تُصعّب التضاريس الجبلية للمحافظة في جبال زاغروس تطوير البنية التحتية، وتُرتفع تكاليف النقل، وتُؤخّر تنفيذ المشاريع.
تُعدّ مصفاة إيلام للغاز، التي بدأت عملياتها عام 2007، والمُقامة على قطعة أرض مساحتها ٢٥٠ هكتارًا، مركزًا رئيسيًا للمحافظة، ويجري العمل على خطط لتوسيع قدرتها على معالجة المزيد من الغاز. وتُغذّي المصفاة حقول "بيجار" الضيقة.

مصفاة إيلام للغاز
بالإضافة إلى الغاز، يُنتج المجمع ٤٠٠ طن من الإيثان، ٦٧٠ طنًا من غاز البترول المسال، ٢٥٠ طنًا من الكبريت، و٤٠٠٠ برميل من مُكثّفات الغاز يوميًا.
في عام ٢٠٢٤، ساهمت محافظة إيلام بصادرات إيرانية بلغت ١٫١٦٩ مليار دولار، شكّلت منتجات الطاقة حصةً كبيرة منها.
ويجري العمل على تطوير البنية التحتية الحدودية لتسهيل تجارة الطاقة، إذ تتمتع إيلام بإمكانيات أن تصبح مركزًا لتصدير النفط والغاز، بحدودها الممتدة على طول ٤٢٥ كيلومترًا مع العراق.
تُصدّر إيران ما يصل إلى ٥٠ مليون متر مكعب من الغاز إلى العراق يوميًا، وتختلف الكمية وفقًا لاحتياجاته. ويلعب هذا الغاز دورًا حيويًا في توفير الكهرباء للعراق ومنع أزمات الطاقة.
وُقّعت اتفاقية مدتها خمس سنوات في عام ٢٠٢٤، بقيمة حوالي ٦ مليارات دولار سنويًا، لضمان استقرار إمدادات الغاز ومنع أزمات الكهرباء في العراق.
في عام ٢٠٢١، أعلنت وزارة النفط الإيرانية عن خطة لاستثمار ٤ مليارات دولار في مشاريع الطاقة في محافظة إيلام من خلال الشركات التابعة لها والقطاع الخاص.
بالإضافة إلى صناعة الوقود الأحفوري، تُعدّ محافظة إيلام ذات أهمية في قطاع الطاقة في البلاد، إذ يضمّ سد "سِيمرة" الواقع فيه، ثلاثة توربينات فرنسيس بقدرة 160 ميغاواط، وبطاقة إنتاجية تبلغ 480 ميغاواط.
وبفضل ظروفها الجغرافية والمناخية، تتمتّع محافظة إيلام بإمكانيات كبيرة لتطوير الطاقات المتجددة، لا سيما في مجالي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
على الرغم من أن حصة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء في المقاطعة منخفضة حاليًا، إلا أن الإشعاع الشمسي العالي وأنماط الرياح المواتية في بعض المناطق تجعلها موقعًا مناسبًا لبناء محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
كما تتوفر في المقاطعة موارد الطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية، مما يوفر فرصًا إضافية للتنويع وجذب الاستثمارات الخاصة.