فقد خطى معهد أبحاث الفضاء الإيراني خطوةً فعّالة في إدارة موارد المياه في البلاد باستخدام تقنية الاستشعار عن بُعد.
لقد خطى مركز أبحاث الفضاء التابع للمعهد خطوةً مهمةً نحو الإدارة المثلى لموارد المياه ومواجهة أزمة نقص المياه في البلاد من خلال تنفيذ مشاريع مبتكرة في مجال استخدام تكنولوجيا الفضاء.
تواجه إيران تحديات خطيرة في قطاع المياه منذ سنوات نظرا لموقعها في الحزام الجاف وشبه الجاف من الأرض، وخصائصها الجغرافية الخاصة، وتوزيع موارد المياه غير المتكافئ، وأنماط الزراعة غير الملائمة.
ويُعدّ الانخفاض الكبير في مستوى البحيرات والأراضي الرطبة، والانخفاض الحاد في منسوب المياه الجوفية، وحدوث موجات جفاف متتالية، من الدلائل على خطورة هذه الأزمة، التي خلّفت عواقب بيئية واقتصادية واسعة النطاق على البلاد.
لذلك يقترح في ظل هذه الظروف، استخدام التقنيات الحديثة، بما في ذلك تكنولوجيا الفضاء، وصور الأقمار الصناعية، كإحدى الأدوات الفعّالة في رصد وإدارة موارد المياه.
وتلعب تقنية الاستشعار عن بُعد دورا محوريا في التحليل البيئي واتخاذ القرارات الإدارية، من خلال توفير بيانات ذات تغطية واسعة، قابلية عالية للتكرار، وسرعة معالجة مناسبة.
وتشمل الإجراءات الرئيسية لمعهد أبحاث الفضاء الإيراني في هذا الصدد ما يلي:
- مراقبة موارد المياه السطحية، بما في ذلك رصد التغيرات في البحيرات والأنهار والأراضي الرطبة والسدود، من أجل تخطيط أكثر دقة ومنع جفافها.
- مراقبة رطوبة التربة بهدف مساعدة المزارعين على تحديد الوقت والكمية الأمثل للري.
- مراقبة الجفاف والتنبؤ به للحد من الخسائر الناجمة عن شح المياه وإعداد استراتيجيات للتكيف.
- مراقبة المعايير البيئية للمنتجات الزراعية، مثل درجة الحرارة، هطول الأمطار، التبخر والنتح، لتوفير أنماط ري ذكية.
- تصميم وتنفيذ نظام لرصد الفيضانات والتنبؤ بها للإنذار السريع والإدارة المثلى لها في المناطق المعرضة للخطر مثل حوض نهر "جرجان".
وفقًا لخبراء مركز أبحاث الفضاء التابع للمعهد، فإن استخدام بيانات الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى دقتها العالية، أسرع بكثير وأكثر فعالية من حيث التكلفة من الطرق التقليدية، ويمكن أن يكون فعالًا في صياغة سياسات المياه طويلة المدى للبلاد.
واستناداً إلى قدرات الخبراء المحليين والقدرات التكنولوجية المتقدمة، فإن معهد أبحاث الفضاء الإيراني عازم على لعب دور أكثر فعالية في حل الأزمات البيئية وقيادة المشاريع التطبيقية في مجال الفضاء.