وقدم "بهزاد أكبري" نائب وزير الاتصالات الإيراني والرئيس التنفيذي لشركة البنية التحتية للاتصالات مقترحات للتعاون المشترك في مجالات نقل البيانات، تطوير الكابلات البحرية وإنشاء مراكز البيانات في الحدث الدولي لممر إيران 2025 المنعقد حاليًا في دبي بالإمارات العربية المتحدة وذلك في إشارة إلى البنية التحتية المتقدمة التي تمتلكها إيران.
وأشار "أكبري" في بداية كلمته إلى مكانة إيران التاريخية كمركز للتبادل التجاري والثقافي وقال:
"إيران اليوم مستعدة للعب دور مماثل في العصر الرقمي. إن مستقبل الاقتصاد الرقمي في منطقتنا يعتمد على البنى التحتية الرقمية القوية، المستقرة والآمنة".
وأضاف:
"إيران ملتزمة تمامًا بمشاركة بنيتها التحتية ومواردها لتمكين النظام البيئي الرقمي في المنطقة. وتم تنظيم هذا الحدث مع وضع هذا الهدف في الاعتبار".
التحديات والفرص الإقليمية
أشار نائب وزير الاتصالات الإيراني إلى التحديات الحالية التي تواجهها المنطقة وقال:
"يتم توفير معظم حركة الإنترنت المستهلكة في غرب آسيا من خارج المنطقة، وخاصة من أوروبا، ويتم تقديم أقل من 10 في المائة من حركة المرور المستهلكة محليا".
وتابع:
"من المتوقع أنه سيرتفع بحلول عام 2030 استهلاك حركة الإنترنت في غرب آسيا بمعدل نمو سنوي مركب (CAGR) يبلغ نحو 30%، ليصل إلى أكثر من 600 تيرابايت في الثانية. ولتلبية هذه الحاجة، يتعين علينا توطين حصة أكبر من حركة المرور الإقليمية من خلال توسيع البنية التحتية للاتصالات وربطها بين بلدان المنطقة.
آفاق التعاون الرقمي الإقليمي
وقال "أكبري" في إشارة إلى التطورات الرقمية والذكاء الاصطناعي:
"هذه التقنيات تغير العالم ويجب على منطقتنا أن تتحرك إلى الأمام من خلال التعاون. ويمكن للنظام البيئي الرقمي المترابط والتعاوني أن يساهم في النمو الاقتصادي، التقدم التكنولوجي وخلق فرص العمل".
وأكد:
"أن إيران مستعدة لتقديم مزاياها الاستراتيجية لتسهيل هذا التحول".
مقترحات إيران للتعاون الإقليمي
قدم الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات للبنية التحتية ثلاث مبادرات إيرانية رئيسية لتعزيز الاتصال الرقمي الإقليمي، وطرح نقل البيانات عالية السعة (عبر الحدود) باعتباره الاقتراح الأول، قائلاً:
" أصبحت إيران مستعدة لتقديم مدارات بسرعة 100 جيجابت في الثانية من كل حدود إلى الأخرى بفضل شبكات الألياف الضوئية ونقل البيانات الضوئية المتقدمة التي تغطي جميع حدود البلاد. ولن تخدم هذه المبادرة بلدان المنطقة فحسب، بل ستكون أيضًا بمثابة جسر لتدفقات البيانات بين آسيا، أوروبا وخارجها".
ووصف تطوير وصلات الألياف الضوئية البحرية بالمقترح الثاني، قائلا:
"إيران مستعدة للتعاون مع الدول المجاورة لتطوير كابلات الألياف البصرية في الخليج الفارسي وبحر قزوين. ويمكن إنشاء هذه الروابط من خلال اتفاقيات ثنائية أو كجزء من اتحاد إقليمي أوسع. ومن شأن هذا الإجراء أن يعزز الاتصال المباشر بين بلدان المنطقة، آسيا وأوروبا، ويجعل تبادل البيانات أسرع وأكثر موثوقية".
وقال "أكبري" في شرح اقتراحه الثالث، "إنشاء مراكز بيانات فعالة":
"توفر إيران الفرصة لاستخدام الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة العالية مع وجود خمس مناطق استراتيجية لمراكز البيانات السحابية وظروف الطقس المتنوعة. ويمكن أن تشكل مراكز البيانات هذه قاعدة لتطوير الخدمات الرقمية في المنطقة".
المزايا الاستراتيجية لإيران
وأشار "أكبري" في ختام كلمته إلى الموقع الجغرافي الفريد الذي تتمتع به إيران وقال: "يمكن لإيران أن تعمل كجسر بين الشرق والغرب، الشمال والجنوب، وتوفر ممرا بريا آمنا وفعالا لنقل البيانات. وعلاوة على ذلك، تمتلك إيران مواهب وفيرة في القطاع الرقمي وهم على استعداد للمساهمة في التقدم التكنولوجي في المنطقة".
وأشار إلى أنه يمكننا تحويل منطقتنا إلى مركز رائد في الابتكار الرقمي وبناء مستقبل مزدهر لجميع دول المنطقة من خلال التعاون المشترك".