من خطة تغيير اسم "خليج المكسيك" إلى "خليج أميركا" إلى اقتراح ضم غرينلاند وكندا، ثمة دلائل على عودة سياسات الهيمنية القديمة في شكل جديد.
في الماضي، كان المستعمرون يسيطرون على موارد الأمم وسياساتها وهويتها من خلال احتلال الأراضي بشكل مباشر. وتبعت أمريكا أيضا نفس المسار؛ من خلال شراء لويزيانا وألاسكا إلى احتلال الفلبين وهاواي. لكن بعد الحرب العالمية الثانية، أفسح الاحتلال العسكري المجال للإمبريالية الحديثة: وذلك من خلال دعم الأنظمة العميلة، والسيطرة الاقتصادية، والتدخل غير المباشر.
مثال ذلك: النظام البهلوي في إيران. لقد كان النفط الإيراني في أيدي الغرب، والجيش الإيراني تم تجهيزه لضمان أمن الولايات المتحدة وإسرائيل، وقد تم قمع أي صوت معارض. وتكرر النمط نفسه في تشيلي ومصر والمملكة العربية السعودية.
لكن يبدو الآن أن أمريكا لم تعد راضية بالطرق القديمة. إن الفشل في العراق وأفغانستان، ومواجهة المقاومة الإقليمية، أجبرت هذه البلاد على التفكير في سياسات أكثر عدوانية. هل يشير هذا إلى الانحدار التدريجي للإمبراطورية الأمريكية؟.
لقد فتحت المقاومة الإقليمية في غرب آسيا، من فلسطين إلى لبنان والعراق، طريقاً جديداً ضد هذه السياسات.
ولعل السؤال الحقيقي هنا هو:
هل تعلمت البلدان من أخطاء الماضي، أم أن الإمبريالية الأميركية الجديدة سوف تطالب بضحايا جدد؟.