البث المباشر

ما قصة هدية النساء الإيرانيات لامرأة لبنانية عجوز؟

الأحد 5 يناير 2025 - 13:36 بتوقيت طهران
ما قصة هدية النساء الإيرانيات لامرأة لبنانية عجوز؟

"لقد منت علينا الجمهورية الإسلامية في إيران، كعاصمة للمقاومة، ودعمتنا وساعدتنا". هذا ما قالته العجوز اللبنانية " فضة كساب".

هذه السيدة العجوز من قرية "مجدل زون" في جنوب لبنان. تقع قريتها على بعد 6 كيلومترات من الحدود اللبنانية وإسرائيل. لكنه لم يبق شيء منها بعد قصفها بالصواريخ الإسرائيلية. والآن جاءت هي وعائلتها إلى بيروت وتعيش في غرفة مساحتها 10 أمتار. استشهد ابنها "علي سلمان" في حلب، وحفيده "مصطفى سلمان" مفقود منذ بداية الحرب ولا توجد أخبار عنه.

تفتح السيدة "فضة كساب" ذراعيها بالبهجة وتقول باللغة العربية الحلوة:

"لقد منت علينا الجمهورية الإسلامية في إيران، كعاصمة للمقاومة، ودعمتنا وساعدتنا".

إن مصطلح "عاصمة المقاومة" بالنسبة لإيران مثير للاهتمام أيضًا من كلمات هذه المرأة اللبنانية العجوز.

ورداً على محبة الجدة اللبنانية، تقول ممثلة أمهات القدس إليها:

"باسم النساء الإيرانيات، أنقل إليك رسالة مفادها أنه في مواجهة كل الصعوبات التي تحملتها، لا يسعنا سوى هذا الدعم المعنوي والمادي". كنا نود أن نقف بجانبك أكثر من هذا."

وعندما تجاذبنا أطراف الحديث، تحكي لنا "فضة كساب" عن شهدائها:

"استشهد 28 فرداً من عائلتي في مجدل زون. حفيدي تزوج للتو. بعد ذلك صار مفقود الأثر. ومع ذلك، ما زلنا مصرين على إرسال أبنائنا إلى الجنوب للقتال. لأن هذا هو طريق الحق والعناية لأهل البيت (ع). "كنت أتمنى لو أنني أعطيت كل أبنائي حتى يبقى السيد حسن نصر الله حيا".

كنا قد سمعنا أن الإخلاص والحب للشعب اللبناني بالنسبة للشهيد السيد حسن نصر الله أمر مذهل. لكننا الآن نرى بأم أعيننا امرأة عجوزا، رغم أن عائلتها قدمت 28 شهيداً، إلا أنها تحزن على فقدان السيد حسن نصر الله. أم ترغب في التضحية بجميع أبنائها  لكي يكون الشهيد السيد حسن نصر الله على قيد الحياة.


عندما تتذكر قريتها، تنهمر دموعها. تتذكر اليوم الذي صارت قريتها "مجدل زون"  ملطخة بدماء الشهداء. تتجدد لها ذكرى كربلاء وهي تقول:

"إن ما حدث لنا وللسيد حسن نصر الله أظهر أننا أيضًا في كربلاء. جيء بابن أختي بدون رأسه بعد استشهاده. وبعد الهجمات الصاروخية على قريتنا، تلطخت دماء الشهداء ولحمهم وعظامهم بالتراب. ومع كل هذه الأحداث، فنرسل أبنائنا إلى الحرب مرة أخرى".

تتحدث "فضة كساب "عن إخلاصها لسماحة قائد الثورة الإسلامية:

"أبلغوا تحياتنا للسيد القائد. فنحن نكن الاحترام لسماحة القائد والآن وبعد فقدان السيد حسن نصر الله فنعلق آمالنا على سماحته".

وعندما يصل كلام الجدة إلى هنا فتدخل والدة الشهيد مصطفى. وبعد التحية تجلس بجانب والدة زوجته.

تتذكر "فضة كساب" ابنها وهي تقول:

"لقد استشهد عم مصطفى أيضاً في حلب". وفي اليوم الذي أُخبر علي بضرورة إرساله إلى حلب، كان سعيدا جدا ومرتاحا. عندما كان يتحدث الشهيد السيد حسن نصر الله عن البصيرة والإيمان في خطبه، فكان يقول الأعداء في الفضاء الافتراضي باستهزاء: "اذهبوا وانتصروا بإيمانكم".

لكن استشهاد السيد حسن نصر الله أظهر أن الدم انتصر على السيف. مثل زمن الإمام الحسين (ع). ومن خلال التضحية بدمه في سبيل الله، جعلنا السيد حسن نصر بأن ننتصر على إسرائيل.

إن الكلمة الأخيرة التي ألقاها الشهيد السيد حسن نصر الله في الأربعينية لاستشهاد القائد "فؤاد شكر" كانت غريبة جداً. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها السيد حسن نصر الله بهذه الطريقة. فقال: إلى اللقاء حتى انتصار الدم على السيف.

وهذا يدل على أن السيد حسن نصر الله نفسه كان يعلم أنه يريد أن يستشهد. عندما قال الشهيد السيد حسن نصر الله هذه الجملة: لقد انفطر قلبي، ربما لم يعتقد أحد أن مثل هذا الحدث كان ينتظرنا في ذلك اليوم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة