وأجرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء حواراً مع الأدميرال شهرام إيراني، قائد القوات البحرية للجيش الإيراني، حيث تناول الحوار موضوعات مثل السفن الجديدة "زاكرس" و"كردستان"، والطائرات المسيرة اللوجستية الجديدة، وتحقيق إنجازات جديدة لصواريخ المدمرة "سبلان"، والغواصة "بعثت"، والقيادات البحرية المحيطية، وتركيب صواريخ دفاعية عمودية الإطلاق على السفن وغيرها من القضايا.
وقال الأدميرال إيراني، اليوم، وصلت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مستوى عالمي في جميع المجالات، وخاصة في المجال البحري، على الرغم من جميع التهديدات والمؤامرات والعقوبات المفروضة عليها. وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل القدرات المحلية.
وأضاف، نحن في المجال البحري نخضع للمراقبة المستمرة. ربما يتم رصد المجالات البرية والجوية بدرجة أقل، لأنها تقع ضمن حدودنا، ولكن عندما نغادر الحدود، يتم مراقبتنا بسهولة. يتم تقييم سلوكنا وأدائنا وأقوالنا وحتى تجهيزاتنا وقدراتنا. ومع كل هذه التقييمات، توصلوا إلى أن دولة تعرضت لأكثر من أربعة عقود من العقوبات، لا سيما في المجال العسكري، لكنها تمكنت من النمو في المجال البحري، وهو أكثر المجالات العسكرية تعقيدًا، وتمتلك غواصات وتصنعها بنفسها.
وتابع، هذه الإنجازات جعلتنا اليوم، بفضل الله، نتمتع بمكانة بارزة في العلاقات والحوار الدولي، والجميع يتوقعون منا مشاركة خبراتنا، خاصة في مجال التدريب والتعليم، الذي يُعد أساس أي عمل.
وأضاف، اليوم، بفضل الله، سواء في المعدات أو في التدريب والتعليم، وصلنا إلى مستوى يمكننا فيه الإبحار حول العالم باستخدام معدات من صنعنا.
وتابع، نحن متصلون مباشرة بالمحيط الهندي من مياهنا الجنوبية، ولدينا حدود بحرية مع العديد من الدول. ومع تطور الاقتصاد البحري، ستتوسع مصالحنا البحرية. ولذلك، تقرر إنشاء قيادات بحرية محيطية في المحيط الهندي والأطلسي والهادئ لدعم وحماية السفن. يتم حاليًا التحضير لهذه القيادات وتوفير التدريب والمعدات المناسبة. وستعمل السفن المستقرة في هذه القواعد مع تبديل طواقمها بدلًا من العودة.
وأكد قائد القوات البحرية للجيش الإيراني أن الأولوية لإنشاء هذه القيادات هي المحيط الهندي، ثم الأطلسي، وأخيرًا المحيط الهادئ.
وأضاف، في مجال السفن، ستكون أحدث سفينة لدينا هي "زاكرس"، التي تتمتع بقدرات كبيرة. كما تمت ترقية مدمرة "سبلان"، مما زاد من تنوعها ومدى صواريخها أربع مرات. وفي مجال الصواريخ الساحلية إلى البحر، وصلنا إلى مدى يتجاوز 1000 كيلومتر، مع إدخال ابتكارات جديدة.
وتابع، أما في مجال الطائرات المسيرة، لدينا نوعان استراتيجيان سيتم إضافتهما قريبًا، إلى جانب طائرات مسيرة محلية الصنع مخصصة للبحر.
وأضاف، سنفتتح أيضًا منطقة بحرية جديدة، وسيتم الكشف عن سفينة لوجستية جديدة تحمل اسم "كردستان" قريبًا.
وتابع، في مجال الطائرات المسيرة، أضفنا فئة جديدة مخصصة للأغراض اللوجستية، قادرة على نقل حمولات ثقيلة عبر البحر. هذا يشمل تقديم المساعدات الطبية الطارئة ونقل المعدات وحتى الأشخاص في حالات الطوارئ.
وقال، نحن نركز بشكل خاص على المراقبة والتعرف والتتبع البحري، نظرًا لمهمتنا في ضمان الأمن البحري. كما أننا وصلنا إلى مستوى عالٍ في مواجهة التهديدات.
لدينا جميع أنواع الطائرات المسيرة القتالية، سواء الانتحارية أو المزودة بأسلحة
وعن السفن المسيرة، قال الادميرال إيراني، نحن الآن نعمل على زيادة مدى استخدامها لتشمل مهام المراقبة والقتال والعمليات الانتحارية، وكل هذه الأجهزة تُصنع محليًا. وسيتم الكشف عنها قريبًا.
وعن إطلاق صواريخ كروز من الغواصات، قال الأدميرال إيراني: نعم، تم تنفيذها ودمجها بالفعل، وسيتم الكشف عنها مرة أخرى بفضل زيادة مداها.
وأضاف، تمت إضافة أنظمة الإطلاق العمودي إلى سفننا، ولدينا أنظمة للإطلاق العمودي للصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، وسيتم الكشف عنها قريبًا. أما الصواريخ بعيدة المدى، فنحن نعمل على تطويرها، وحاليًا يتم إطلاقها بشكل مائل. أما سفينة "كردستان"، فقد تم تجهيزها بصواريخ دفاعية عمودية الإطلاق.
تركيب صواريخ دفاعية طويلة المدى "صياد" على سفينة "كردستان"
وأعلن قائد القوات البحرية للجيش الإيراني تركيب صواريخ دفاعية طويلة المدى "صياد" على سفينة "كردستان" قريباً.
وحول ما يتم تداوله هذه الأيام في المجال البحري يتعلق بمضيق باب المندب والبحر الأحمر، والدفاع اليمني عن فلسطين وعن نفسه، قال الأدميرال الإيراني: الشعب اليمني مرّ بتجارب قاسية جراء الحرب، وهو على دراية كاملة بما يحدث في غزة. اليوم، ليس فقط اليمنيون الذين استثارهم الغضب، بل كل شعوب العالم، وجميع الأديان السماوية، وحتى غير المتدينين، يشعرون بالاشمئزاز مما يجري. الجميع يتساءلون: أين المجتمع الدولي وأين حقوق الإنسان؟ ويفكرون للحظة، هل يمكن أن يحدث لهم ما يحدث الآن؟
وأضاف، نشهد اليوم دولًا عديدة تجمع التبرعات من مواد غذائية وأموال وذهب ووسائل أخرى لدعم فلسطين، بينما اليمنيون، بسبب قلة الموارد، اختاروا الدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال موقفهم الصارم تجاه الكيان الصهيوني. الأهم أنهم التزموا بما أعلنوه ولم يتجاوزوه طيلة هذه المدة.
جاهزون لمرافقة السفن الأجنبية في البحر الأحمر
في اجتماع، قال لي أحد قادة القوات البحرية الأجنبية إن المنطقة غير آمنة. فأجبته بأنها آمنة تمامًا. ما يحدث من ردود فعل يمنية هو نتيجة لتراكم الغضب العالمي إزاء ممارسات الكيان الصهيوني. ومع ذلك، عمليات الملاحة تتم بأمان تام، ونحن نقوم بمرافقة السفن وتأمينها عند الحاجة. أخبرته أنه يمكنكم، وكذلك الدول الأخرى، طلب مرافقة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية دون مقابل، كخدمة للمجتمع الدولي.
نرى أن الحديث عن عدم الأمان في المنطقة هو للضغط على اليمنيين، رغم أن الأمن مستتب، وليس فقط من خلالنا، بل العديد من الدول تؤمن السفن ضد تهديدات القراصنة. بعض الدول تقوم بذلك بشكل مشترك، بينما دول مثلنا، الصين، وروسيا تعمل بشكل مستقل.
نحن نرافق سفننا، ليس خشية من تهديد يمني، بل لمنع القرصنة أو التهديدات المحتملة. وجودنا في المنطقة محترف، وهدفنا الحفاظ على سلامة الملاحة وتأمين المساعدات عند الحاجة.
الكشف عن مدمرة "سهند" قريباً
وعن وضع مدمرة "سهند" بعد الحادث الأخير، قال الأدميرال إيراني: كانت "سهند" تحتاج إلى صيانة دورية شاملة، وقد صادف ذلك الحادث. حاليًا، تخضع المدمرة لتحديثات شاملة، ومن المتوقع الكشف عنها في مناورة "ذوالفقار" أو خلال احتفالات "عشرة الفجر".