وتأتي الخطوة الأمريكية بعد فشل شبكة الدفاع الجوي الإسرائيلية بجميع أنظمتها في التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، وتأكيد إيران نجاحها في استهداف 3 قواعد جوية إسرائيلية بينها قاعدة نيفاتيم، التي توجد بها مقاتلات "إف - 35" الشبحية، التي تمثل رأس الحربة للقوات الجوية الإسرائيلية.
وتمتلك إسرائيل 3 أنظمة دفاع جوي هي القبة الحديدة ومقلاع داوود و"حيتس" أو السهم، وهي مخصصة للتصدي للصواريخ القصيرة والمتوسطة والبعيدة المدى، على الترتيب، إضافة إلى أنظمة "باتريوت" التي حصلت عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، وهي منظومة دفاعية مضادة للصواريخ الباليستية.
لكن بعد فشل كل تلك الأنظمة في التصدي لصواريخ إيران، أقدمت واشنطن على إرسال صواريخ ثاد الأكثر تطورا إلى إسرائيل مع أطقم من جنود أمريكيين لتشغيلها.
تصنعها شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية، وهي مصممة لاعتراض الصواريخ الهجومية داخل الغلاف الجوي للأرض وخارجه، كما يمكنها اعتراض صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وتعتمد نظرية عمل صواريخ "ثاد" على تحقيق إصابة مباشرة بالهدف المعادي وتدميره، وهو ما يطلق عليه نظرية "هيت تو كيل"، لكنها لم تحقق حتى الآن أي إنجاز فعلي في حروب حقيقية، باستثناء مهام التدريب السابقة في العديد من المناطق ومنها التدريبات المشتركة الأمريكية الإسرائيلية عام 2019.
وبحسب البيانات الأمريكية عن المنظومة، فإنها مصممة للعمل مع أنواع أخرى من منظومات الدفاع الجوي البري والبحري، كما يمكنها التكامل مع وسائل الدفاع الجوي الطائرة لحماية لحماية المدن والمنشآت الحيوية ضد الهجمات الصاروخية.
وتتكون "ثاد" من 4 مكونات أساسية، هي منصات الإطلاق، والصواريخ، ومراكز القيادة والسيطرة، ومحطة الرادار الأرضي"، بحسب موقع "ميسيل ثريد" الأمريكي، الذي أوضح أنها مصممة للتصدي للصواريخ التكتيكية والباليستية في مدى 200 كيلومترا، بحسب موقع "ميسيل ثريد".
وتكون صواريخ "ثاد" مسؤولة عن تدمير الأهداف على ارتفاعات عالية ومسافات بعيدة، وتكون مسؤولة عن الطبقات العليا من الجو، وتعمل مع منظومات باتريوت الصاروخية، المصممة لتدمير الصواريخ المعادية على ارتفاعات منخفضة ومسافات قريبة، ضمن ما يطلق عليه "الدرع الصاروخي".
وتستخدم الصواريخ الأمريكية نظام توجيه يعمل بالأشعة تحت الحمراء، التي يمكنها رصد الهدف ومتابعته بصورة تسمح لها بتحديد أدق نقطة للاصطدام معه، وتضم كل بطارية صواريخ من هذا النوع، 9 منصات، يحمل كل منها 8 صواريخ، يرافقها مركبتي قيادة وسيطرة، إضافة إلى رادار أرضي.
كشفت الهجمات الصاروخية الإيرانية وخاصة الهجوم الأخير، الذي تمكنت فيه إيران من قصف العديد من المناطق داخل إسرائيل، أن قدرات الدفاع الصاروخي لإسرائيل، التي تتلقى دعما هائلا من الولايات المتحدة الأمريكية غير فعالة في مواجهة هجوم صاروخي واسع.
ويؤكد ذلك أن إسرائيل لم تكن وحدها خلال محاولات التصدي للهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، حيث أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية أنها قدمت كل الدعم الممكن لتعزيز قدرات إسرائيل في مواجهة الصواريخ الإيرانية وشمل ذلك الأنظمة الصاروخي الموجودة في المنطقة والطائرات الاعتراضية وكل وسائل الرصد الأرضي والجوي والفضائي.
ويزيد من احتمالات عدم حدوث تغيير كبير في قدرة إسرائيل الدفاعية ضد صواريخ إيران، أن الأنظمة الصاروخية الأمريكية الجديدة لم يتم اختبارها فعليا في حروب حقيقية إضافة إلى أنها مصممة للتصدي لصواريخ تنطلق من مسافات تصل إلى 5 آلاف كيلومترا إلى 11 ألف كيلومترا، وهو ما يمنحها وقتا كافيا لتحديد مسار الهدف والتصدي له في الوقت المناسب.
لكن مع تطور الصواريخ الفرط صوتية، التي يمكنها الانطلاق بسرعات تصل إلى 6 آلاف كيلومترا في الساعة أو أكثر وقدرتها على تغيير مساراتها بصورة مفاجئة، يمكن أن يكون وجود أنظمة "ثاد" غير مؤثر ولن يقلل من خطورة الصواريخ الإيرانية.
يذكر أن إيران أعلنت أن القصف الصاروخي استهدف أيضا قاعدة رادارات استراتيجية في إسرائيل، بينما أشارت أنباء متداولة أن من بين الأهداف التي تم تدميرها خلال الهجوم الإيراني مكونات تابعة لأنظمة "ثاد" الصاروخية كانت موجودة بقاعدة نيفاتيم الجوية.