موضوع البرنامج:
المهدويون أهل الذكر والتسليم
مستقبل اسرائيل والظهور المهدوي
وذقت رحمة الله
مضمرٌ والعلوم تظهر منه
ناشرٌ من ذرى المعالي لواها
تملأ الارض منه عدلاً وقسطاً
ومساعيه حجة لا تضاهى
بركات الهدى به تغمر الخلق
فتمحو شقاءها وعناها
يكشف الليل من محياه نور
ان بدا للسماء أخفى ذكاها
بسم الله والحمدلله الذي هدانا الى أبواب رحمته الكبرى للعالمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ومحطاته الرئيسة الثلاث وهي:
تربوية عنوانها: المهدويون أهل الذكر والتسليم
ثم إجابة عن سؤال الأخ أكرم المهتدي من العراق بشأن: مستقبل اسرائيل والظهور المهدوي.
ثم وقفة استلهامية من حكاية موثقة عنوانها: وذقت رحمة الله
تابعونا مشكورين وأولاً مع الفقرة التي نستلهم فيها وصايا النبي وآله –عليه وعليهم السلام- لمؤمني عصر الغيبة وذلك من خلال التأمل في أحاديثهم الشريفة، عنوان فقرة لقاء اليوم هو:
المهدويون أهل الذكر والتسليم
روي في كتاب (كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر) للحافظ الخزاز بسنده عن الصقر بن أبي دلف أنه سمع الامام التقي محمد الجواد –عليه السلام- يقول:
الامام بعدي ابني علي أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي، والإمام بعده الحسن، أمره أمر أبيه وطاعته طاعة أبيه.
قال الراوي بن أبي دلف: ثم سكت –عليه السلام- فقلت له: يابن رسول الله، فمن الامام بعد الحسن؟ فبكى –عليه السلام- بكاءً شديداً ثم قال: ان من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر، فقلت له: يابن رسول الله ولم سمي القائم؟ قال: لأنه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر القائلين بأمامته، فقلت له: ولم سمي المنتظر قال:
ان له غيبة يكثر أيامها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزىء به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون.
أيها الاخوة والاخوات، نستلهم من هذا الحديث الشريفه عدة وصايا يوصي بها مؤمني عصر الغيبة تاسع أئمة العترة المحمدية التقي الجواد –عليه السلام-.
فمنها أنه يوصينا بدوام ذكر سليله المهدي –أرواحنا فداه- وعدم الغفلة عنه، لأن في ذلك النجاة من إحدى مراتب ارتداد القائلين بأمامته –عليه السلام- بسبب غيبته.
ولتوضيح ذلك نقول: ان علامة صدق الاعتقاد بأمامة امام العصر في غيبته –عجل الله فرجه-؛ تمكن في الالتزام العملي بولايته وهذا ما يتجسد في دوام ذكره –عليه السلام- المتمثل بالعمل بوصاياه والدعاء لفرجه والتوسل به الى الله تبارك وتعالى ونظائر ذلك من المصاديق العملية للإيمان بكونه خليفة الله وحجته في هذا العصر.
مستمعينا الافاضل اما الوصية الثانية التي نستلهمها من حديث مولانا الامام الجواد –صلوات الله عليه- فهي أن نسعى في نفي الشكوك عن القلوب فيما يرتبط بوجود الامام وقيامه –عجل الله فرجه- بمهام الامامة حتى في عصر غيبته الظاهرية.
ويحذر الامام الجواد –عليه السلام- من أن عدم الجدية في مكافحة الشكوك التي يثيرها الشيطان بشأن امامة صاحب الزمان –عليه السلام- من شأنه أن يهدد ايمان الانسان بوجوده –عليه السلام- ويوقعه في انكاره اساساً كما جرى للبعض من المعاصرين وأشار لذلك التقي الجواد –عليه السلام- بقوله: (ان له غيبة يكثر ايامها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزىء به الجاحدون) وواضحٌ من هذه العبارة ان الريب –اي الشك- هو منشأ الوقوع في الانكار والجحود بنعمة وجود الامام المهدي –ارواحنا فداه- ولكن ما هو السبيل العملي لنفي هذه الشكوك؟
الإجابة عن هذا السؤال نجدها في هذا الحديث الشريف نفسه، فالذين ينتظرون خروج المهدي الموعود –عجل الله فرجه- هم المخلصون، وهذا يعني أن الاخلاص لله في طلب الحق والايمان به هو وسيلة الثبات على الايمان بخليفته صاحب الزمان والاستقامة على ذلك في عصر غيبته –أرواحنا فداه- بعد إتضاح الأدلة البرهانية النقلية والعقلية والوجدانية على امامته صلوات الله عليه.
وفي المقابل فان جحود هذه الأدلة والبراهين هو سبب الوقوع في الانكار والاستهزاء بالعقيدة المهدوية أجارنا الله واياكم من ذلك.
وواضحٌ أحباءنا أن مراجعة هذه الأدلة والبراهين والتأمل فيها خاصة صحاح الاحاديث الشريفة التي أخبرت بغيبة خاتم الأوصياء المحمديين قبل وقوعها بزمن طويل، نقول: إن مراجعة هذه الاحاديث بعين الانصاف كفيلة بترسيخ الاعتقاد بأمامته –عليه السلام- ونفي كل تلك الشكوك أعاذنا الله وإياكم منها.
أعزاءنا المستمعين أما الوصية الأخرى التي يوصينا بها مولانا الامام التقي الجواد –صلوات الله عليه- في هذا الحديث الشريف، فهي ان يكون انتظارنا لظهور أمامنا المهدي –عجل الله فرجه- مقترنا بالتسليم لامر الله وهو العالم بالوقت الاصلح لظهور خليفته المنقذ؛ يقول مولانا الجواد –عليه السلام- بعد ذكرها المهدي:
"ان له غيبة يكثر أيامها ... يكذب فيها الوقاتون، ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون".
وواضحٌ من التأمل في هذا النص الشريف ان من مصاديق العمل بهذه الوصية والتحلي بالتسليم لامر الله فيما يرتبط بوقت ظهور خليفته المهدي –عجل الله فرجه-؛ اجتناب التوقيت لهذا الظهور أي تحديد وقت له خارج اطار العلامات المذكورة في الأحاديث الشريفة.
أي أن علينا أن نكون مستعدين لظهوره –سلام الله عليه- في كل وقت معتقدين بأن الله عزوجل يمكن أن يأذن له بالظهور في كل حين ويصلح امره في ليلة اي يستكمل توفير مقدمات ظهوره في فترة زمنية قصيرة ببركة استجابة الداعين لوليه بتعجيل فرجه وظهوره –عجل الله فرجه-.
كما أن من مصاديق العمل بهذه الوصية والتسليم لأمر الله في إداء واجب الإنتظار، إجتناب مؤمني عصر الغيبة الاستعجال الذي يؤدي الى الهلاك والسقوط في شباك أدعياء المهدوية من الأئمة المضلين.
والمقصود من الاستعجال هنا هو عدم التدقيق في شعارات أدعياء المهدوية والإسراع في تصديقهم بدافع الرغبة في ظهور المهدي الموعود وعلى رجاء أن يكونوا من دعاته الصادقين؛ وفي ذلك غفلة عن التسليم لأمر الله عزوجل.
هو عين الله التي تلحظ
الغيب فلم تنطبق كرى جفناها
خاتم الأوصياء، به أنبياء الله
من قبل بشرت أوصياها
وهو الساعة التي وعد الله
بها خلقه وقد أخفاها
مستمعينا الاكارم، لازلنا معكم وحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تستمعون لها مشكورين من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران.
من الاخ الكريم اكرم المهتدي من العراق وصلت عبر البريد الالكتروني رسالة تضمنت سؤالاً يقول: هل ان سقوط اسرائيل يكون قبل ظهور المهدي المنتظر أم على يديه –عجل الله فرجه-.
نستمع معاً لأخينا الحاج عباس باقري وهو يقدم أجوبة الاحاديث الشريفة وما حققه العلماء بشأن هذا السؤال
المحاورة: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات
بالنسبة لسؤال الأخ أكرم المهتدي هل أن سقوط دولة اسرائيل يكون قبل ظهور المهدي عجل الله تعالى فرجه أم بعده او على يديه؟ أولاً اشير الى أن العلماء ألفوا عدة كتب وعدة تحقيقات فيما يرتبط بهذا الأمر على نحو الخصوص، هناك كتاب "زوال اسرائيل حتمية قرآنية"، بعض البحوث التي وردت في كتب ومؤلفات جملة من الذين ألفوا في قضية الامام المهدي أوردوا أحاديث شريفة من طرق الفريقين خاصة فيما يرتبط بتفسير الآيات الأولى من سورة الاسراء وإنهاء الإفسادين والعلوين في الأرض من قبل بني اسرائيل. بطبيعة الحال المقصود منهم محرفي التوراة والمنحرفين من اليهود اما المستفاد من أحاديث اهل البيت سلام الله عليهم هنالك دور لأهل قم، لأهل خراسان في مواجهة اليهود. روايات من الفريقين تشير الى هذا المعنى، تشير الى أن الذي يواجه الإفساد الاسرائيلي او الإفساد اليهودي المنحرف في الأرض هناك روايات تصرح بأنهم أهل قم وكذلك بنصب أهل خراسان راية في إيليا أي في بيت المقدس هذه رواية وردت في مصادر الجمهور في كتاب الترمذي في السنن ونص الحديث "تخرج من خراسان رايات سود فلايردها شيء حتى تنصب بإيليا". من هذا الحديث لايستفاد سقوط دولة اسرائيل على أيدي اهل خراسان بأنه المؤمنين من اهل خراسان وإنما لهم تأثير وراية مهمة في التأثير على هذه الدولة قد يستفاد هذا المعنى أما المقدار المتيقن بأن الامام المهدي عليه السلام له معركة أساسية مع اليهودية وهي معركة الدجال سواء كان قبل سقوط دولة اسرائيل او بعدها ولكن عندما نلاحظ أن احاديث اهل البيت تؤكد على أن هذه المعركة تقع في بيت المقدس او في فلسطين ونزول عيسى عليه السلام لكي يصلي خلف المهدي المنتظر أرواحنا فداه وبذلك يسقط حركة الدجال او يسقط الغطاء الاعلامي لحركة الدجال من خلال صلاته خلف امام المسلمين وهذا المعنى ايضاً متواتر من طرق الفريقين روته الأحاديث الشريفة وصرحت به واخبرت به في الواقع، يستفاد من مجموع هذه الأحاديث لأن هنالك معركة للمهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف تكون مع اليهود وفي أكناف وأطراف بين المقدس او في الشام او في القدس، يستفاد من ذلك أن اليهود يكون لهم وجود عند ظهور الامام المهدي سلام الله عليه في فلسطين سواء كان على شكل دولة، هذه الدولة قد تكون أضعفتها الرايات الخراسانية او طوقت وحجمت من نشاطاتها وتمددها وتوسعها أما السقوط النهائي وإنتهاء هذه الدولة فقد يكون المستفاد من مجموع الأحاديث أنه يكون على يد المهدي صلوات الله وسلامه عليه وتكون نهايتها بنهاية حركة الدجال بصورة عامة وتعلمون بأن الأحاديث الشريفة تصرح بأن الأصول اليهودية سواء كانت الصريحة او الخفية لحركة الدجال أعاذنا الله واياكم من هذه الحركة ومن جميع الأئمة المضلين كما دعا لنا بذلك وأمرنا بذلك وأن ندعو بذلك حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
مستمعينا الأحبة، أما الان فقد حان موعدكم مع حكاية لقاء اليوم والدرس التربوي الذي نستفيدها منها، وهذا ما نقدمه لكم تحت عنوان:
وذقت رحمة الله
أيها الاخوة والاخوات، ثمة دروس وعبر تربوية عدة نستفيدها من الحكاية التالية، منها أن الايمان الصادق بكون الامام المهدي –أرواحنا فداه- هو عين الله التي ترعى عباده من أهم وسائل نفي اليأس من رحمة الله ودفعه عن القلوب والتحصن منه وهو من كبائر الذنوب كما أشار لذلك القرآن الكريم وصرحت به كثير من الأحاديث الشريفة.
ومن الدروس المهمة في هذه الحكاية ان الالتجاء بقلب منكسر الى صاحب الزمان والتوسل به الى ربه الكريم جل جلاله يعتبر وسيلة مضمونة للنجاة من الشدائد والبلاءات التي يمر بها الانسان.
ومن تلكم الدروس أيضاً ان للتعبد لله في المساجد المقدسة والمشاهد المشرفة وخاصة المرتبطه ببقية الله المهدي –عجل الله فرجه-، عظيم الاثر في حصول المؤمن على ما يرجوه من ربه الكريم تبارك وتعالى.
هذه الحكاية مستمعينا الاطائب من الحكايات الموثقة في سجل توفيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان –عليه السلام- في قرية جمكران قرب مدينة قم المقدسة وقد نشرت في كتاب (كرامات المهدي) المترجم الى العربية في بيروت، وقد جرت لأحد المؤمنين من العاصمة طهران كتب حكايته بقلمه ورمز لنفسه بحرفي (قاف سين)، ننقل لكم أعزاءنا هذه الحكاية بعد قليلة فأبقوا معنا:
يقول هذا الأخ الطهراني ما ترجمته:
(مرت على زواجي ستة عشر عاماً دون أن أرزق بولد... وراجعت كثيراً من الأطباء دون جدوى، إذ لم يعرفوا سبب حرماننا من الإنجاب، واستغربوا حالتي اذ لم يكن فيّ ولا في زوجتي أي مؤشرات على العقم... كان الله ابتلانا بذلك لكي نتوجه اليه خاصة وأن اليأس من رحمة الله قد بدأ يتغلغل الى قلوبنا ووصلت مسيرة حياتنا الزوجية الى حافة الانهيار...
وذات يوم ظهرت لي بوادر الفرج اذ قال لي أحد أصدقائي:
خفف من مراجعاتك العقيمة للأطباء وأطلب حاجتك من طبيب الأروح صاحب الزمان –عليه السلام-!
استجبت فوراً لهذه النصيحة فذهبت الى مسجد جمكران... وأقمت صلاته المستحبة وبعد الصلاة توسلت بمولاي روحي فداه بقلب منكسر وحزين.. فسرعان ما جاء الفرج ورزقني الله بصبي جميل بصحة جيدة، فحمدت الله وأيقنت ان مولاي صاحب الزمان هو –سلام الله عليه- وسيلة الفيض الالهي ... وببركته أنقذ الله حياتي الزوجية من الانهيار.
ناشر راية النبي عقاباً
تستطل العقبان في افياها
ومواريث أحمد وعلي
للورى عنده يحمي حماها
لنبي الهدى معاليه تنمى
قد زكا فرعها وطاب شذاها
وها نحن نصل بتوفيق الله الى ختام حلقة اخرى من برنامج (شمس خلف السحاب) إستمعتم لها أيها الاطائب من إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نشكركم على طيب المتابعة ودمتم بكل خير.