البث المباشر

الانتظار الصادق/المسيح الدجال في العقيده اليهودية/سلم علي

الأحد 14 إبريل 2019 - 14:46 بتوقيت طهران

(الحلقة : 366)

موضوع البرنامج:
الانتظار الصادق
المسيح الدجال في العقيده اليهودية
سلم علي

سمي خير الورى المختار من مضى

خليفة الله فينا صاحب الزمن

الناصر الدين والمحي معالمه

الناشر العدل والايمان ذي المنن

يزيل ما اسس الأرجاس من بدع

بالافك منهم وبالاحقاد والظغن

يا حجة الله يابن العسكرى الى

متى تكابد اهل البغي والفتن

عجل وخلص محبيك الشتات فقد

تشرد الناس عن اهل وعن وطن

ومالهم ناصرٌ مولاي غيرك يا

محي فرائض دين الله والسنن


بسم الله والحمدلله غياث المستغيثين واتم صلواته على كهفه الحصين محمد وآله الطاهرين
السلام عليكم اخوتنا واخواتنا، أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج كان استهلاله بابيات مهدوية للشاعر الولائي الصادق ابن العرندس الحلي –رضوان الله عليه-:
أما الفقرات الأخرى في لقاء اليوم فهي تربوية عنوانها: الانتظار الصادق
ثم اجابة عن سؤال الاخ وحيد عبدالكريم عن المسيح الدجال في العقيده اليهودية
ومسك الختام قصة موثقة اخرى عنوانها سلم علي
معكم والفقرة التالية من برنامجكم (شمس خلف السحاب) تحت عنوان:

الانتظار الصادق

ايها الاخوة والاخوات، نشرت مجلة الانتظار الصادرة عن مركز الابحاث التخصصية في الامام المهدي –عجل الله فرجه-، وفي عددها الرابع مقالة نقدية لكتاب (الجغرافية السياسية للشيعة) وهو من تأليف المفكر الفرنسي (فرانسوا توال)، وقد تناول فيه عقيدة مدرسة أهل البيت –عليهم السلام- في المهدي المنتظر وآثارها، وقال في جانب من كلامه حسبما ورد في المجلة المذكورة:
"ان التشيع منذ ان وجد كان مذهب الاقلية المضطهدة والمحاصرة اجتماعياً، ومع هذه الحال استطاع أن يبلور نظرة مبدئية للتاريخ ولمستقبل البشرية، وقد شكلت هذه النظرة أساساً للمذهب المعتقد بظهور المصلح في آخر الزمان كأيمانه بقيام يوم القيامة، الأمر الذي جعل هذا المذهب حركة ثورية مستمرة.
ان اقتران هاتين الخصوصيتين: اي كون المذهب هو مذهب الاقلية وكونه يحمل تفسيراً نبوياً للتأريخ وللمستقبل جعل من عودة التشيع الى ساحة التأثير في الحياة السياسية والاجتماعية مشروعاً لانفجار كبير"
مستمعينا الافاضل، كلام هذا المفكر الفرنسي يعبر في الواقع عن شدة وضوح اثر الاعتقاد بالمهدي المنتظر –عجل الله فرجه- في بعث وترسيخ ارادة الاصلاح والتغيير في وجدان المسلم، وجعله يعيش حركة مستمرة من السعي في الاصلاح الفردي والاجتماعي وعلى اوسع نطاق تمهيداً لظهور المصلح العالمي الموعود ولكي يكون أهلاً لنصرته ومؤازرته –عجل الله فرجه-.
فهذا البعد المهم في العقيدة المهدوية هو من القوة والظهور بحيث شد اليه انتباه حتى المفكرين من غير المسلمين أمثال المفكر الفرنسي (فرانسوا توال) رغم انهم لا يؤمنون بالقضايا الغيبية ويتعاملون مع الامور على اساس المنطق المادي التجريبي.
من هنا فان المؤمنين بالغيب وبالتدبير الالهي لشؤون الخلق احرى وأولى بالانتباه لهذا البعد الاصلاحي والتغييري الاصيل في العقيدة المهدوية وهذا هو –مستمعينا الافاضل- جوهر وحقيقة الانتظار لظهور المهدي الموعود –عجل الله فرجه-، والذي اعتبرته الاحاديث الشريفة أهم واجبات وتكاليف المؤمنين في عصر الغيبة ومحور قيامهم بمسؤوليتهم في التمهيد للظهور المهدوي المبارك، نتأمل معاً بعد قليل في نموذج لهذه الاحاديث الشريفة، فابقوا معنا مشكورين:
روى الشيخ الجليل محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب (الغيبة) بسنده عن الامام جعفر الصادق صلوات الله عليه أنه قال ذات يوم لأصحابه:
"ألا أخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملاً الا به؟
قيل : بلى –يا ابن رسول الله-؟
قال –عليه السلام-: شهادة أن لا اله الا الله وأن محمداً –صلى الله عليه وآله- عبده، والاقرار بما امر الله، والولاية لنا والبراءة من اعدائنا... والورع والاجتهاد والطمأنينة والانتظار للقائم –عليه السلام-.
ثم قال الصادق –صلوات الله عليه-: ان لنا دولة يجيء الله بها اذا شاء.. من سره ان يكون من أصحاب القائم فلينتظر –يعني ظهوره عجل الله فرجه- وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر، فان مات وقام القائم –عليه السلام- بعده، كان له من الاجر مثل أجر من ادركه، فجدوا وانتظروا، هنيئاً لكم ايتها العصابة المرحومة."
وكما تلاحظون –اعزاءنا المستمعين- فان مولانا الامام الصادق –صلوات الله عليه- يربط بوضوح بين انتظار المهدي الموعود –عجل الله فرجه- وبين الاجتهاد في الاصلاح الذاتي والاجتماعي، كما يشير لذلك قوله (من سره ان يكون من اصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الاخلاق وهو منتظر) وقوله –عليه السلام-: (فجدوا وانتظروا).
وعليه يتضح أن انتظار المصلح العالمي الموعود ملازم للجد والاجتهاد في حركة تغييرية نحو الإصلاح المنشود بأعلى مراتبه التي تتحقق في ظل الدولة المهدوية العالمية، وبهذا الجد والإجتهاد في الاصلاح الذاتي والاجتماعي يفوز المؤمنون بالرحمات الالهية الخاصة ويكونون (العصابة المرحومة) حسب تعبير الحديث الشريفة سواءً أدركوا ظهور المهدي المنتظر –عجل الله فرجه- او لم يدركوه فهم في كلا الحالين أصحابه وانصاره الصادقين جعلنا الله واياكم من خيارهم ببركة العمل بوصايا اهل بيت الرحمة المحمدية –عليهم السلام-.
مستمعينا الاطائب
نتابع من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران تقديم حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب).
وننقل الميكرفون الى زميلنا الاخ عباس باقري وسؤال هذه الحلقة
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم سلام من الله عليكم أيها الأطائب ورحمة منه وبركات وسلام على أخينا وحيد عبد الكريم من اليمن. الأخ وحيد عرض على البرنامج السؤال التالي: هل أن المسيح الدجال الذي يعتقد به اليهود إستناداً لما ورد في التوراة هو نفسه الدجال الذي ورد ذكره في المصادر الاسلامية وأعتبرت ظهوره أحد علامات آخر الزمان او علامات ظهور المهدي؟ الأخ وحيد عبد الكريم أن يكون هناك ذكر للمسيح الدجال في التوراة في الواقع لاعلم لنا تفصيلياً. عقيدة اليهود في الدجال هي عقيدة فيها تحريف واضح لأنهم إعتقدوا أن روح الله عيسى بن مريم صلوات الله وسلامه على نبينا وعلى آله وعليه ايضاً وعلى أمه، هذه العقيدة قالت بأن المسيح هو المسيح الدجال وليس المسيح الحقيقي الذي كان اليهود ينتظرونه اذن هنالك أختار وصف الدجال لكي يبرروا عدم إتباعهم وايمانهم بعيسى بن مريم عليهما السلام. وهذا الوصف للدجال وللمسيح هم أرادوا أن يبقوا حالة الانتظار لدى اليهود وللمسيح المنقذ لقوم بني اسرائيل يحجزونهم بهذه العقيدة عن الايمان بعيسى عليه السلام وبعده الايمان بالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله. اذن هو نوع من التحريف كان الهدف منه تبرير او تسويغ عدم ايمانهم بعيسى بن مريم مع كل الآيات التي أتى بها وماجاء به من تصديق ما لديهم من التوراة وتبشيره ايضاً عليه السلام بنبي من بعده أسمه أحمد صلى الله عليه وآله، هذا فيما يرتبط بعقيدة المسيح الدجال عند اليهود. أما قضية هل ورد دجال يظهر في آخر الزمان في التوراة والتحذير منه؟ هذا الأمر لاعلم لنا به يعني على الأقل التوراة الأصلية الغير محرفة هي غير موجودة والموجود بين أيدينا كما تعرفون تطرقت اليه التحريفات. أما الدجال الذي يظهر في آخر الزمان، هناك روايات وردت من طرق الفريقين يعني عند جمهور المسلمين وفي أحاديث حفظة السنة النبوية أئمة العترة المحمدية عليهم السلام ولكن الروايات من طرق الجمهور أكثر فيما يرتبط بالدجال والكثير منها غير مسندة الى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والمسندة الى النبي الأكرم صلى الله عليه وآله عليها أصابع التحريف وفيها شواهد كثيرة تدل على أنها تلاعب بها. هل هذا التلاعب ورد من قبل الذين أظهروا الاسلام من اليهود ولم يدخل الايمان الى قلوبهم يعني أرادوا تثبيت هذه الفكرة في التراث الاسلامي بتفصيلات غير واقعية؟ هذا الأمر ممكن مال اليه بعض علماء المحققين عند دراسته لأحاديث الدجال. ولكن أصل فكرة الدجال وظهوره وردت من طرق الفريقين، وردت بعضها من طرق اهل البيت من أسانيد معتبرة يمكن الإعتماد عليها ولكن فيما يرتبط بالتفصيلات الكثيرة وكونه بقي حياً من زمن رسول الله وأنه كان موجوداً من زمن رسول الله ويبقى حياً في احدى الجزائر الى آخر الزمان والى ظهور الامام المهدي، هذا لايمكن الإطمئنان اليه والثقة به على نحو الإطلاق ولكن على أي حال حركة تصرح الأحاديث الشريفة من الحركات الخطيرة التي تستهدف عرقلة ومواجهة الحركة الاصلاحية الكبرى لقائم آل محمد صلى الله عليه وآله وعجل فرجه وجعلنا من خيار أنصاره في غيبته وفي ظهوره. شكراً لكم أيها الأحبة وشكراً لمستمعنا الكريم الأخ وحيد عبد الكريم.
ندعوكم الآن مستمعينا الاطائب الى واحدة أخرى من الحكايات الموثقة التي تحمل لعشاق المهدي –عليه السلام- اكثر من درس وعبرة عنوان الحكاية هو:

سلّم عليّ

ايها الاكارم، ان تقوية الارتباط الوجداني والقلبي بمولانا امام زماننا بقية الله المهدي –ارواحنا فداه- هو من أقوى العوامل التي تساهم في فتح أبواب الارتباط الصادق بالله عزوجل، وتفتح امام المؤمن آفاق الايمان العملي والشهودي بعوالم الغيب، ولذلك فقد صرحت الاحاديث الشريفة بأن الايمان بالمهدي المنتظر في غيبته –عجل الله فرجه- هو من ابرز مصاديق الايمان بالغيب وهو اهم وأول صفات المؤمنين الصادقين المشار اليها في الآيات الاولى من سورة البقرة:
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة بسنده عن الامام الصادق –عليه السلام- انه قال في قوله الله عزوجل "هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ{۲} الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ"، قال: من أقرّ بقيام القائم –عليه السلام- انه حق.
وهذا هو مستمعينا الاكارم الدرس الذي نستفيده من الحكاية التالية حيث جعل مولانا المهدي –ارواحنا فداه- التسليم عليه منطلقاً لايمان لسان القلب بالغيب الالهي؛ وانفتاح آفاق الارتباط القلبي به –عليه السلام-.
نقلت الحكاية التالية على الصفحة ۲٤ من الطبعة الفارسية لكتاب (كرامات الامام المهدي) الذي أصدرته منشورات مسجد (صاحب الزمان) في جمكران، وقد نقلت هذه الحكاية في محضر المرجع الديني التقي آية الله العظمى السيد الكلبايكاني –رضوان الله عليه- وشهد أقارب صاحب الحكاية بمحضره –قدس سره- على صحتها.
وصاحب الحكاية هو أحد خدمة حرم الامام علي الرضا –عليه السلام- يحدثنا عما جرى له قائلاً ما ترجمته:
(لم أكن أتوقع ان أسمع من طبيب الاسنان ما سمعته وقد ذهبت اليه لمجرد قلع ضرس نخره التسوس، لقد قال لي:
توجد في الطرف الجانبي للسانك غدة صغيرة يجب الاسراع في استئصالها قبل أن تتضخم وتسبب لك آلاماً مضاعفة.
استجبت لتحذير طبيب الاسنان واجريت لي عملية استئصال هذه الغدة بعد أيام، ولكنني صعقت عندما وجدت نفسي عاجزاً عن التكلم بعدها، وصارت الكتابة هي وسيلة تحدثي مع الآخرين.
راجعت كثيراً من الاطباء أملاً في استعادة قدرتي على التكلم ولكن دون جدوى حتى فقدت الأمل.
ومرة أخرى سمعت من احد الأطباء ما لم اكن اتوقع ان اسمعه من طبيب وليس مرشداً دينياً، انه الدكتور علوي حفظه الله، وهو من اطباء العاصمة طهران الحاذقين في معالجة حالات العجز عن النطق؛ لقد راجعته للعلاج فقال له بعد ان فحصني:
أرى أن علاجك الوحيد هو أن تتوصل الى الله الشافي بان تذهب الى دار شفائه في مسجد صاحب الزمان كل ليلة اربعاء لكي يشفيك عزوجل ببركة وليه المهدي!
مستمعينا الافاضل، وجد هذا الخادم الرضوي ميلاً قلبياً مبعثه الايمان بالغيب الصادق للاستجابة لنصيحة الدكتور علوي املاً بلطف الله عزوجل وقد بلغه الله جلت رحمته بفوق ما كان يرجوه، يقول حفظه الله في تتمه حكاية:
)اتخذت قراري بالتوسل الى الله بخليفته المهدي –روحي فداه- وفي كل ليلة اربعاء كنت آتي بالطائرة من مدينة مشهد الى طهران ومنها بالسيارة الى مسجد جمكران وفي الليلة الثامنة والثلاثين، سجدت بعد التسليم من الصلاة المندوبة في هذا المسجد المبارك، وشرعت في سجودي بأداء ذكر الصلاة على محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين، واثرها شاهدت بين اليقظة والمنام المسجد ينار بضياء قوي، ورأيت سيداً منير الغرة بهي الطلعة يدخل وخلفه جماعة يقول قائلهم: هذا صاحب الزمان فسلموا عليه، حزنت لانني لا استطيع النطق وبالتالي لا استطيع السلام عليه، فأقبل نحوي وقال:
سلم علي
وضعت اصبعي على فمي مشيراً الى عجزي عن التكلم فاعاد –عليه السلام- قوله:
سلم علي
وعندها انفتح لساني وهتفت ببهجة: السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء!
فتحت عيني فوجدت نفسي اسجد ثانية وانا اردد ذكر الصلاة على محمد وآله بابلغ النطق والحمدلله رب العالمين).
نشكر لكم مستمعينا الاطائب، طيب الاستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم له من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران، تقبل الله اعمالكم ودمتم بكل خير.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة