البث المباشر

المعرفة العلاقة بين الصيام والدعاء والرشد

الأحد 14 إبريل 2019 - 10:02 بتوقيت طهران
المعرفة العلاقة بين الصيام والدعاء والرشد

الحلقة 20

أهلاً بكم في هذا اللقاء وندعوكم فيه الي وقفة تأمليه أخري في قول الله عز من قائل: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
علي ضوء هذه هذه الآية الكريمة نسعي لمعرفة العلاقة بين الصيام والدعاء والرشد. 
أشرنا في الحلقة السابقة الي أن هذه الآية الكريمة جاءت وسط الآيات الخاصة بتشريع عبادة الصوم العظيمة في شهر رمضان المبارك، الأمر الذي ينبهنا الي أهمية الدعاء في تحقيق أو إكمال الثمار المرجوة من فريضة الصيام.
ولا يخفي عليكم أن الصيام بطبيعته يرسخ في الإنسان الشعور بفقرة الذاتي من خلال إشعاره بحاجته الي الطعام والشراب ونظائرهما من نعم الله عزوجل ومظاهر رزقه.
والشعور بالفقر الذاتي يبعث في الصائم كوامن التوجه الي الغني المطلق الذي بيده الرزق بجميع أقسامه فهو (الرزّاق المتين) حسب التعبير القرآني. 
من هنا نعرف أن عبادة الصيام من شأنها أن تعزز حالة التوجه الفطري في الإنسان الي الله عزوجل لكي يلبي إحتياجاته المادية والمعنوية؛ وهذه في الحقيقة هي جوهر حالة الدعاء.
وبظهورها في الصائم يأتيه الخطاب الإلهي عبر الرسول الأكرم (صلي الله عليه وآله) لكي يقول للعبد: إن الله تبارك وتعالي قريب منك بل هو أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ وهو يستمع لدعاءك ويستجيب لما تطلبه من إحتياجاتك الدنيوية والأخروية.
وبعد بيان هذه الحقيقة يأتي الأمر الإلهي الكريم لعباده بالتوجه إليه بالدعاء فيقول: «فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
وواضح من هذا الآية أن الله تبارك وتعالي هو الذي يدعو عباده لكي يدعوه وهو مجيب الدعوات.
وإذا رأوا آيات إستجابته عزوجل لدعاء الداعين بصدق إزداد إيمانهم به جل جلاله وإزداد بالتالي إرتباطهم به عزوجل وتكون الثمرة النهائية هي بلوغهم الرشد والكمال الحقيقي الذي فيه سعادتهم الدنيوية والأخروية.
وعلي ضوء ما تقدم يتضح سر كثرة الأدعية التي شرعها أهل بيت النبوة (عليهم السلام) للصائمين وحتي للمعذورين عن الصوم في شهر رمضان المبارك.
فهذه الأدعية تعينهم علي بلوغ ما يأملونه من التقرب الي الله عزوجل بفريضة الصوم وتعلمهم أيضاً ما الذي ينبغي أن يطلبوه من الله عزوجل أي تعرفهم في الواقع بالإحتياجات الأساسية والحقيقية لا الوهمية والتي فيها رشدهم وكمالهم وسعادتعم في الدنيا والآخرة. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة