البث المباشر

الصوم الربيع الدعاء

الأحد 14 إبريل 2019 - 10:02 بتوقيت طهران
الصوم الربيع الدعاء

الحلقة 19

السلام عليكم أحباءنا وأهلاً بكم في لقاءٍ آخر من هذا البرنامج نتوقف فيه للتدبر في قوله عزوجل: «وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ».
وهذه الآية تتوسط الآيات الواردة في تشريع فريضة صيام شهر رمضان المبارك من سورة البقرة، فما سر ذلك؟ وما الذي تقدمه هذه الآية من دروس لطالبي أداء فريضة الصوم بالصورة التي يحبها ويرتضيها الله جل جلاله لعباده؟ 
عندما نتأمل في توسط هذه الآية الكريمة لآيات تشريع فريضة الصوم المباركة نجد أن في ذلك دعوة قرآنية للصائمين بالإهتمام بالدعاء عموماً وفي شهر رمضان المبارك خاصة. فبعد أن حثت الآيات السابقة الصائمين علي الإهتمام بالقرآن الكريم والإستهداء بآياته البينات والمحكمات؛ وبعد أن بينت لهم عظمة بركات فريضة الصوم وأنها توجد في الإنسان استشعاراً وجدانياً بنعم الله وإحسانه وبالتالي تعظيمه وتمجيده عزوجل والتوجه إليه بالحمد والشكر. بعد ذلك جاءت هذه الآية الكريمة لكي تعرّف الصائمين بالوسيلة المحورية والأساسية للتوجه الي الله المنعم والمحسن وشكره والإرتباط به عزوجل وهي وسيلة الدعاء؛ وعلي ضوء فهم هذه الحقيقة، نفهم سر كثرة الأدعية المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) في أيام وليالي شهر رمضان المبارك وأسحاره المباركة، فكأن أئمة العترة المحمدية عليهم السلام يقدمون هذه الأدعية المباركة إعانة للصائمين علي التوجه الي الله عزوجل بوسيلة الدعاء وعبر نصوص معصومة تتضمن أفضل آداب الدعاء بأسمي صيغ مخاطبة الله عزوجل والإرتباط به.
لقد ورد في الحديث القدسي المشهور المروي في مصادر الفريقين عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه كان يقول: قال الله عزوجل: كل عمل ابن آدم هو له غير الصيام، فهو لي، وأنا أجزي به، والصيام جنة العبد المؤمن من النار يوم القيامة، كما يقي أحدكم سلاحه في الدنيا وإن للصائم فرحتين، فرحة حين يفطر فيطعم ويشرب وفرحة حين يلقاني فأدخله الجنة.
هذا الحديث القدسي يشتمل علي إشارة ضمنية الي أثر عبادة الصوم في إشعار الصائم بقربه من الله جل جلاله، وهذه من الثمار المباركة المترتبة علي أداء فريضة الصيام بالصورة المطلوبة والدعاء يمثل الوسيلة المكملة لأثر الصيام في إشعار العبد بقربه من ربه الجليل؛ وهذا ما ينبه إليه الله عزوجل وهو يدعو الصائمين لمناجاته من خلال التأكيد علي قربه منهم، فهو أَقْرَبُ إليهممِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ لذلك فإن مناجاته أمرٌ يسير ممكن حتي بدون ألفاظ بل بمجرد التوجه القلبي.
والله تعالي هو أيضاً القريب من الإنسان والذي ينتظر منه أن يدعوه لكي يستجيب له، فإذا تحقق الدعاء من العبد تحققت الإستجابة من الله جل جلاله حتماً! 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة