البث المباشر

الصوم والوصول الى الكمال

الأحد 14 إبريل 2019 - 09:44 بتوقيت طهران
الصوم والوصول الى الكمال

الحلقة 17

تقبل الله صيامكم وطاعاتكم في هذا الشهر المبارك وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج القرآني وفيه نسعي لإستلهام دروس الصيام الحق من قوله عزوجل: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».
يشتمل هذا المقطع القرآني الكريم علي ثلاث فقرات فيها حكمان فقهيهان وإحدي كبريات اصول تربية الله لعباده وإيصالهم الي كمالهم المطلوب.
الفقرة الأولي: قوله عزوجل «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ» وفيها حكم شرعي بوجوب صوم شهر رمضان علي من شهد أي أدرك وأيقن بحلول هذا الشهر المبارك شريطة أن لا يكون مريضاً ولا مسافراً. ومن الدروس المهمة التي تشتمل هذه الفقرة هي الدعوة الضمنية للمؤمنين بأن يحرصوا علي أن يشهدوا هذا الشهر الكريم وإستقباله لكي يقوموا بواجب صيامه.
أما الفقرة الثانية: فهي قوله جل جلاله «وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، وفيها حكم شرعي بوجوب قضاء صوم شهر رمضان علي المريض والمسافر في أيامٍ آخر بعد الشهر المبارك.
هذه الفقرة القرآنية وردها ذكرها في هذه الآية وفي الآية التي قبلها، ومما يُستفاد منها حقيقة رأفة الله جل جلاله بعباده من جهة بحيث لا يوجب عليهم ما يصعب عليهم القيام به؛ ومن جهة ثانية حرصه تبارك وتعالي علي أن لا يحرمهم من بركات الصوم فأوجبه عليهم في أيام آخر إذا كان لهم عذر عن صيام شهر رمضان، وفي ذلك إشارة مهمة الي عظمة بركات هذه العبادة بحيث لا يحب الله عزوجل لعباده أن يتركوها بالكامل، بل عليهم أن يبادروا للقيام بها عند زوال الأعذار المانعة لهم من أدائها في شهر رمضان.
أما الفقرة الثالثة: فهي قوله عزوجل «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، وفيها بيانٌ لأصلٍ مهم من أصول تربية الله سبحانه لشؤون عباده، وهو أنه تبارك وتعالي يريد من كل تشريعاته وأحكامه لعباده أن ييسر حركة عباده للوصول الي كمالاتهم المطلوبة والحياة الطيبة السعيدة، إنه عزوجل يريد ذلك وهو يحرم علي المريض والمسافر الصيام، ويريد بعباده اليسر لا العسر وهو يفرض عليهم صيام شهر رمضان وتحمل صعوباته إذا لم يكونوا مرضي أو مسافرين. 
أي أن تحمل صعوبات الصوم هو في الواقع عاملٌ معين للإنسان للوصول بيسر الي الكمالات والسعادات الحقيقية وهذا يعني أن علي الصائم أن يتحمل هذه الصعوبات بشوق وشعور باللذة المعنوية لأن فيها صلاحه وكماله. 
قال رسول الله (صلي الله عليه وآله): ما من عبد دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وكف شره وغض بصره وإجتنب ما حرم الله عليه إلا أوجب الله له الجنّة.

*******


 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة