البث المباشر

الصوم والرأفة الالهية

الأحد 14 إبريل 2019 - 09:32 بتوقيت طهران
الصوم والرأفة الالهية

الحلقة 9

أهلاً بكم في برنامجكم هذا وفي هذا اللقاء نسعي معاً لإستلهام تفصيلات الطريقة الفضلي لأداء فريضة الصوم المباركة من خلال التدبر في قوله تعالي بعد ذكر وجوب الصيام في: أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ. فما الذي نستوحيه من هذه الكلمات النورانية؟ 
واضحٌ أن الفقرة المتقدمة من آيات تشريع الصيام تتضمن ذكر الذين رفع الله عنهم وجوب صيام شهر رمضان المبارك وأجاز لهم الإفطار ثم قضاء ما فاتهم في أيامٍ آخر قبل أن يحل شهر رمضان اللاحق إذا زال عنهم العذر كما بينت ذلك الأخاديث الشريفة.
ويستفاد من الأحاديث الشريفة أن جواز الإفطار في السفر هو من الأحكام التي إختص الله تبارك وتعالي الأمة المحمدية إذ روي عن رسول الله (صلي الله عليه وآله) أنه قال: إن الله تبارك وتعالي أهدي إليّ وإلي أمتي هدية لم يهدها الي أحدٍ من الأمم كرامةً من الله لنا.
قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ 
قال (صلي الله عليه وآله): الإفطار في السفر والتقصير في الصلاة فمن لم يفعل ذلك فقد رد علي الله هديته.
إن معني كون إجازة الإفطار للمسافر في شهر رمضان هدية من الله عزوجل هو أن الله تبارك وتعالي إنما شرع وجوب الصيام في شهر رمضان بالذات لخصوصية في هذه الأيام والليالي المباركة وببركة هذه الخصوصية يعطي الصيام آثاره المباركة، فعندما أهدي للمريض والمسافر إجازة الإفطار في هذا الشهر فذلك يعني أنه تبارك وتعالي بكرمه جعل في الأيام الأخر التي يقضي فيها المريض والمسافر الصوم الأثر المتحصل من صيام الصائمين في شهر رمضان المبارك. 
روي في كتاب تفسير العياشي رحمه الله مسنداً عن أبي بصير أنه سأل الإمام الصادق عنده حد المرض الذي يجب علي صاحبه الإفطار فأجاب (عليه السلام): هو [أي المؤمن] مؤتمن عليه مفوض إليه، فإن وجد ضعفاً فليفطر وإن وجد قوةً فليصم.
وفي هذا تكريمٌ آخر للمؤمن وإحترامٌ لقراره في الإستجابة لأي من الأمرين الإلهي وكلاهما واجب، الصوم عند القدرة أو إفطار عند الضعف والمهم أن يكون دافعه التعبد لله عزوجل في الصوم أو في الإفطار. 
كما أن في هذه الأجازة تعبير عن الرأفة والرحمة فالله تبارك وتعالي لم يجعل في دينه حرجاً وهو يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر.
روي عن الوليد بن صبيح من أصحاب مولانا الإمام الصادق أنه أصابته صُمي في شهر رمضان فبعث إليه الإمام (عليه السلام) بقصعةٍ فيها خل وزيت وقال له: إفطر وصل وأنت قاعد. 

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة