البث المباشر

الصوم والايمان

الأحد 14 إبريل 2019 - 09:23 بتوقيت طهران
الصوم والايمان

الحلقة 2

في هذا اللقاء نستضيء معاً بأنوار الهداية القرآنية من خلال التدبر في قولة تعالي من آيات الصيام في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ. فما الذي تهديه لنا هذه العبارات النورانية؟
هنا قضية عرفانية إشار اليها الإمام الصادق (عليه السلام) عندما علق علي استخدام وصف «الَّذِينَ آمَنُواْ» في هذا الخطاب بقوله:(لذةُ ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء) والمقصود هو أن الإنسان عندما يسمع الخطاب القرآني له يصفه بالإيمان يشعر بلذة روحية من تشريفه بهذا الوصف تهون عليه مشاق العبادة إذ أن وصف شخص بالأيمان هو نمطٌ من التكريم المتضمن للمدح والثناء: قال في تفسير مجمع البيان وهو يتحدث عن هذه الآية الكريمة: ثم بيّن الله سبحانه فريضة أخري فقال: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» أي: يا أيها المصدقون، وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: لذة ما في النداء أزال تعبُ العبادة والعناء، وقال الحسن: إذا سمعت الله عزوجل يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» فأرع لها سمعك، فإنها لأمرٍ تؤمر به أو لنهي تنهي عنه.
وكان من سنة أهل بيت النبوة (عليهم السلام) عند تلاوتهم القرآن الكريم أنهم يقولون عند كل قراءة قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ»في كل آية تمر بهم أن يقولوا بعدها: لبيك اللهم لبيك، أو ما يشابهها من العبارات.
وفي الإلتزام بهذه السنة المحمدية المباركة أثرٌ عظيم في زيادة بركات تلاوة القرآن الكريم علي التالي، لأنه عندما يخاطب الله عزوجل بعبارات التلبية عندما يمر بخطاب « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ» إنما يرسخ في قلبه التوجد لما يتلوه من الآيات وهو يستعشر بأن الله يخاطبه بصفة الإيمان والتصديقه فتنبعث في روحه لذة الشعور بهذا التكريم كما أشار لها الإمام الصادق (عليه السلام) في الحديث المتقدم. وتكون النتيجة المباركة لذلك أن يتعمق تفاعله الوجداني عقلياً وقلبياً مع آيات القرآن وما تشتمل عليه من حقائقه ومعارف، وبالتالي فأن ظهور القيم القرآنية في سلوكه يقوي يوماً بعد آخر. أما بالنسبة لقوله تعالي: «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ»فقد قال عنه المفسرون: أي فرض عليكم العبادة المعروفة في الشرع «الصِّيَامُ» وإنما خص المؤمنين بالخطاب لقبولهم لذلك ولأن العبادة لا تصح الا منهم، ووجوبه (أي الصِّيَامُ) عليهم لا ينافي وجوبه علي غيرهم.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة