البث المباشر

معني الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ"

الأحد 14 إبريل 2019 - 09:23 بتوقيت طهران
معني الآية الكريمة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ"

الحلقة 1

بسم الله وله خالص الحمد والثناء وأزكى صلواته على سادتنا النجباء المصطفى محمد وآله الأصفياء. نلتقيكم في شهر الله الأكبر ونحن نعيش في رحاب القرآن الكريم نتدبر بتأن آياته الكريمة التي تعرفنا بفضيلة الصيام وآدابه.
قال عز من قائل في الآية الثالثة والثمانين بعد المئة من سورة البقرة: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، صدق الله العلي العظيم.
هذه هي الآية المحورية التي ذكرت فيها فريضة الصيام المباركة، ووقفتنا في هذه الحلقة عند أولى فقراتها وهي خطاب «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ».
نتساءل بشأن الفقرة قائلين: ما هو سرّ استخدام وصف «الَّذِينَ آمَنُواْ» في مخاطبة الذين فرض الله عزَّ وجلَّ عليهم الصِّيَامُ؟ هل أن المخاطب بهذا التكليف هم المؤمنون وحدهم؟
من الثابت في المباحث الكلامية والعقائدية والفقهية أيضاً أن التكاليف الإلهية واجبة على جميع البالغين من بني آدم، عليهم أن يعملوا بها عند علمهم بها، وهذا الأمر يشمل من تصدق عليهم عناوين المؤمنين والفاسقين والكافرين وغيرهم، وقد دلَّت عليه كثير من النصوص الشريفة قرآناً وسنة.
من هنا يبقى أمامنا السؤال الأول وهو ما سرّ استخدام القرآن الكريم لوصف «الَّذِينَ آمَنُواْ» في مخاطبة الذين فرض عليهمالصِّيَامُ؟
لعلنا نجد نكتة تربوية على درجة كبيرة من الأهمية في إستخدام القرآن لوصف «الَّذِينَ آمَنُواْ» في هذه الآية الكريمة، وهي الإشارة الى متانة العلاقة بين صدق الإيمان والحصول على الآثار والبركات الكثيرة التي تشتمل عليها عبادة الصوم المقدسة.
ان من الثابت علمياً أن للصيام آثاراً تكوينية كثيرة صحية وعلاجية للأمراض وغير ذلك وهذه الآثار تحصل للصائم بدرجة أو بأخرى حتى لو لم يكن مؤمناً وقد سمعنا وسمعتم بأنّ كثيراً من غير المؤمنين يتعالجون بعلاجات تشبه الصيام أو تتضمنه.
ولكن ثمة آثار اخروية ومعنوية ونفسية وروحية أعظم بركة على حال الإنسان ومستقبله وكماله وقربه من الله عزَّ وجلَّ، وهذه الآثار لا تحصل إلا مع صدق الإيمان وحسن الإعتقاد بالله جلَّ جلاله، وخلوص النية في القيام بهذه الفريضة المباركة ودوام إستحضار هذه النيه الخالصة.
بل حتى الآثار التكوينية للصيام تتضاعف بركاتها مع توفر الإيمان بالله عزَّ وجلَّ وبحكمة ما يأمر به عبادة جلت وعظمت رأفته.
وقد أكدت النصوص الشريفة هذه الحقيقة كما ينبهنا لذلك الحديث الشريف المرويّ عن مولانا الصادق (عليه السَّلام) حيث قال: صوم شهر رمضان فرض في كل عام وأدنى فرض صومه العزيمة من قلب المؤمن على صومه بنية صادقة وترك الأكل والشرب والنكاح في نهاره كله وأن يجمع في صومه التوقي لجميع جوارحه وكفها عن محارم الله ربه متقرباً بذلك كله إليه، فاذا فعل ذلك كان مؤدياً لفرضه.

*******

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة