وجاء في مقال كتبه طحان نظيف يوم السبت: في الأيام التي جرت فيها الجولة الثانية من انتخابات الدورة الثانية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي وكان المسؤولون منهمكين على تشكيل مجلس الشورى الاسلامي الجديد ومجلس خبراء القيادة، وقع حادث مرير ومؤلم نقل الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى مرحلة أخرى، اذ توفي رئيس الجمهورية آية الله إبراهيم رئيسي في حادث تحطم الطائرة المروحية مع مرافقيه وزير الخارجية الدكتور حسين أمير عبداللهيان، وامام الجمعة وممثل الولي الفقيه في محافظة اذربيجان الشرقية آية الله محمد علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية الدكتور مالك رحمتي، ورئيس فريق الحماية الرئاسي العميد مهدي موسوي وطاقم الطائرة.
وأضاف: منذ لحظة إعلان هذا الخبر المؤلم، كان الجميع يبحث عن إجابة للسؤال، ماذا سيحدث للرئاسة التي لها موقع مهم وحساس في الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟ لحسن الحظ، يجيب الدستور في المادة 131 على هذا السؤال، اي ما ينبغي فعله في حالة غياب الرئيس لأي سبب من الأسباب أو عدم قدرته على الاستمرار في مسؤولياته.
وتابع: إن التدبير الذي فكر فيه واضعو الدستور قبل خمسة وأربعين عاما، تماما مثلما طبق في الاعوام الأولى للثورة لمسالة شغور منصب الرئاسة، أي في شهر مرداد عام 1360 هـ.ش (انتخابات الدورة الرئاسية الثانية التي اجريت في 24 تموز عام 1981 بعد عزل بني صدر) وشهر مهر من عام 1360 هـ.ش (انتخابات الدورة الرئاسية الثالثة التي اجريت في 2 تشرين الأول عام 1981 بعد استشهاد الرئيس محمد علي رجائي)، استخدمت أيضا هذا العام لتبين استقرار وصلابة وقوة جمهورية إيران الإسلامية امام انظار العالم أكثر فاكثر ويعترف بها الكثير منهم.
وأضاف: بالطبع، تجدر الإشارة إلى أنه قد يكون قانوناً تقدمياً للغاية، لكن إذا لم يكن هناك تصميم على تنفيذه، فلن يحقق شيئا. وفي الحادثة الأخيرة لاحظنا أن ما أدى إلى التنفيذ الدقيق وفي الوقت المناسب للعمليات القانونية هو توجيهات قائد الثورة الاسلامية. ذات القيادة التي كانت للإمام الخميني (رض) في الستينيات (ثمانينات القرن الماضي)، تم تطبيقها مرة أخرى من قبل قائد الثورة الاسلامية.
وأوضح أنه في الساعات الأولى من وقوع هذا الحادث، قال قائد الثورة الاسلامية "لا ينبغي للمواطنين أن يقلقوا. سوف لن يحدث هناك أي خلل في الشؤون التنفيذية للبلاد"؛ هذه الكلمات القليلة من القيادة هدأت القلوب وأعطت الأمل. كما أظهرت مراسم التشييع الملايينية لجثامين شهداء الخدمة في مختلف المدن أن الشعب عازم على مواصلة طريق الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف: في هذه الحالة، فإن التنسيق الذي كان يستغرق عادةً أشهراً، تم في فترة زمنية قصيرة بالتعاون والتفاعل والتعاطف، وتمت العملية الانتخابية وفق القانون وبطريقة دقيقة وفي جدول زمني محدد.
وتابع: لحسن الحظ، في أقل من 50 يوماً، أجريت جولتان من الانتخابات كما هو مخطط لها ودون أي مشاكل، وشهدنا في الجولتين أنه تم الإدلاء بحوالي 55 مليون صوت في صناديق الاقتراع، وهذا حدث نادر في الأنظمة السياسية في العالم، انه في أقل من 50 يوماً من فقد الرئيس، تقام مراسم تشييع ملايينية ويبدأ عمل برلمانين مهمين ومؤثرين (مجلس الشورى الإسلامي ومجلس خبراء القيادة)، وتجرى جولتان من الانتخابات الرئاسية، ونسبة المشاركة في الجولة الثانية ترتفع أيضاً.
وأردف: إن الأحداث التي عاشتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الأبي والعظيم في الاعوام والعقود الماضية ربما كانت تهز اي نظام، إلا الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تحظى بدعم الشعب والتوجيهات الحكيمة لقائد الثورة، لم تدع ان يحدث اي اهتزاز فيها فقط بل أيضاً استغلت هذا الوضع كفرصة أخرى للتقدم.
وفي الختام وجّه المتحدث وعضو مجلس خبراء القيادة الشكر والتقدير لجهود السلطات الثلاث، وخاصة الحكومة والمؤسسات المختلفة التي لم تسمح بحدوث أي خلل في إدارة شؤون البلاد خلال هذه الفترة، وكذلك جهود وزارة الداخلية ومجلس صيانة الدستور ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وكافة الأجهزة التنفيذية والرقابية والشرطية والامنية على عملها الجاد والحثيث في إجراء الانتخابات، متمنيا التوفيق للرئيس المنتخب والحكومة المقبلة.