وشارك في هذا المؤتمر فضيلة الشيخ محمدي كلبايكاني مدير مكتب سماحة السيد قائد الثورة، وفضيلة الشيخ أحمد المروي متولي العتبة الرضوية المقدسة، واللواء سلامي القائد العام لقوات حرس الثورة، واللواء قاآني قائد قوة القدس في حرس الثورة، وعدد من القادة في الجيش وحرس الثورة، والمسؤولين الحكوميين، وجمع كبير من عوائل الشهداء الكبار من إيران والعراق ولبنان وفلسطين وسوريا واليمن وأفغانستان والباكستان.
وكان سماحة السيد قائد الثورة قد التقى أعضاء مقر مؤتمر شهداء الدفاع عن الحرم، حيث قال في هذا اللقاء: لقد أبعد المجاهدون المدافعون عن الحرم الخطر عن المنطقة والبلاد.
وأضاف: لو بقيت حركة داعش وذيولها وكذلك الحركات الإرهابية المنافسة لها بتنظيماتها وأدواتها في العراق وسوريا لأدّى ذلك إلى حرمان كلّ دول المنطقة ومنها إيران من الأمن والاستقرار، وكنّا سنواجه في كلّ يوم مظهرا من مظاهر انعدام الأمن؛ من قبيل الهجمات الإرهابية التي حصلت في مرقد شاه جراغ في شيراز وفي كرمان، وهذا ما كان عليه الحال في العراق وسوريا، ولكنّ مجاهدي الدفاع عن الحرم قد أنقذوا المنطقة من هذا الخطر الكبير.
وأوضح أن النظرة العالمية للثورة الإسلامية أحد أبعاد قضية الدفاع عن الحرم وقال: "إن أي نهضة وثورة تتجاهل محيطها الدولي والإقليمي ستضرر حتما كما تضررت حركة الشعب الإيراني في قضيتي الثورة الدستورية وتأميم صناعة النفط، ولم تتحقق أهدافه في هاتين الواقعتين لأن الناس اهتموا فقط بالقضايا الداخلية وأهملوا وتجاهلوا القضايا الخارجية".
ومتولي العتبة الرضوية المقدسة: جبهة المقاومة امتداد لنهج الأئمة الأطهار في الجهاد ومجابهة الظالمين.
وفي كلمته في المؤتمر أكدّ سماحة متولي العتبة الرضوية المقدسة أنّ المقاومة والوقوف في وجه الظالمين والمستبدين سنة مشتركة في سير جميع الأئمة المعصومين عليهم السلام، وإنّ دراسة حياة وتعاليم الأئمة عليهم السلام تثبت هذه الحقيقة.
وشدد فضيلة الشيخ أحمد المروي على أنّ حرم الإمام الرضا (ع) هو أفضل مكان لإقامة المؤتمرات حول جبهة المقاومة، وقال: مثل هذه الفعاليات يجب أن تقام في مثل هذا المكان القدسي، فالمقاومة والصمود في وجه المستكبرين والظلمة هي من العناصر البارزة في تعاليم مدرسة أهل البيت(ع).
كما تضمن المؤتمر الدولي لشهداء الدفاع عن الحرم وجبهة المقاومة في مشهد المقدّسة قراءة رسالة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله، حيث أكَّد أنَّ جبهات المقاومة في لبنان واليمن والعراق تساند أهالي قطاع غزة وفلسطين المحتلة في ظلِّ ما يقدمونه اليوم من عشرات آلاف الشهداء والجرحى مع التهجير والجوع والحصار وأعمال الإبادة.
وأشار سماحته إلى أنَّ "هذه الإنجازات والانتصارات وضعت أمتنا على طريق الانتصار الكبير والنهائي والذي يعني تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني وتحرير منطقتنا كلّها من الهيمنة والتسلط الأميركي.
وشدَّد السيد نصر الله على أنَّ "هذا الانتصار النهائي يحتاج إلى مواصلة العمل والجهاد دون كللٍ أو مللٍ ويحتاج إلى المزيد من الوقت بطبيعة الحال وأن نكون واثقين جدًا وعلى يقين بوعد الله تعالى للمؤمنين الصادقين بالنصر والغلبة، ولفت إلى أنَّ "هذا الانتصار يحتاج إلى وحدتنا وتكاملنا ولا يجوز لأحد بعد هذه التضحيات أن يتردد أو أن يضعف أو يتوقف.
وبدوره أكدّ القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي أنّ فسلطين تجسد بدقة معنى مقولة "يجب أما أن نحيا بعزة أو نموت بعزة" وأضاف: إن المقاومة عظيمة ورائعة وجذابة لدرجة أن جاذبيتها تغلغلت حتى في الجامعات الأمريكية وفي ساحات المدن الأمريكية وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإسبانيا وأستراليا وغيرها.وتابع: اليوم يمكن العثور على جغرافيا فلسطين في قلوب كل شعوب العالم.
وقال: إنّ تاريخ الإسلام يشهد أنّ عزة ورفعة المسلمين مرهونة بالجهاد والشهادة، وقال: لقد حقق شهداء الدفاع عن الحرم بتضحياتهم العزة والاقتدار للأمّة الإسلامية، وتابع مخاطبا عوائل الشهداء: أنتم مصابيح الهداية لهذه الأمة، ونحن نفتخر بكم وبشهدائنا الأبرار، ونحن على يقين أن الشهادة هي طريق وصول المسلمين إلى العزة والكرامة.