وجدد بلينكن إلقاء اللوم على حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في عدم التوصل لصفقة تبادل أسرى، متجاهلًا أي حديث عن الموقف "الإسرائيلي" من المقترح.
وقال الباحث السياسي سعيد زياد، إنه على الرغم من حديث بلينكن عن بعض مطالب حماس التي يمكن تنفيذها، فإنه تحدّث عن مطالب أخرى لا يمكن التعامل معها، وهو موقف يؤكد انحيازه الشخصي الشديد لـ"إسرائيل".
وتابع، "لم يقف الأمر عند الانحياز "لإسرائيل" ومواصلة ترسيخ فكرة أن حماس هي من يحول دون التوصل لاتفاق، لكنه وصل إلى حد ترديد بلينكن بعض الأكاذيب التي لا دليل عليها". ولفت إلى أنه من بين الأكاذيب التي رددها وزير الخارجية الأميركي، حديثه عن عدم قبول حماس للخطة التي كشف عنها الرئيس جو بايدن رغم ترحيب الحركة بها بعد ساعات من إعلانها.
وأضاف زياد، "لم يتطرق بلينكن إلى رفض "إسرائيل" للخطة وعدم التعاطي معها إلا بعد 40 يومًا من طرحها أول مرة في مايو/أيار الماضي".
وأشار إلى أن التعديلات التي طلبتها حماس ويرى بلينكن أنها غير قابلة للتنفيذ تتعلق بحتمية انسحاب قوات الاحتلال من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، مؤكدًا أنه أمر يثير شكوكًا بشأن ما تريده واشنطن من بقاء قوات الاحتلال في هذين المكانين رغم ما يحمله من تعدٍّ على السيادتين الفلسطينية والمصرية.
وأكمل، " ترك بلينكن الباب مواربًا بحديثه عن مواصلة العمل من أجل تقريب وجهات النظر بين الطرفين". وأكد المحلل أن الفرصة سانحة جدًا لعقد اتفاق لو تحلّى وزير الخارجية الأميركي تحديدًا بشيء من الحياد وتخلّى عن سياسة تغيير مواقفه بشكل جذري كما يفعل منذ بداية الأزمة.
وبدوره، يرى رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن الولايات المتحدة أخذت على عاتقها إعفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من إعلان موقف واضح بشأن المقترح.
وقال الشوبكي، إن "واشنطن تعرف جيدًا أن نتنياهو يرفض هذا المقترح حتى لو لم تطلب المقاومة إدخال تعديلات عليه، لأنه ينص على إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.
وأشار المتحدث إلى تظاهرات ذوي الأسرى التي تطالب نتنياهو بقبول الخطة، قائلًا: إنها تعكس عدم ثقة هؤلاء في حديث بلينكن الذي يحمّل حماس مسؤولية تعطيل الصفقة التي راهن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" أساسًا على رفضها من جانب المقاومة لكي يتنصل من مسؤولية إعادة الأسرى. ويرى أن وزير الخارجية الأميركي يواصل تصوير حماس على أنها المعطل الوحيد للاتفاق، وهو يتحدث كطرف وليس كوسيط ويوجه كل كلامه ومطالبه ولومه للمقاومة ولا يتحدث أبدا عن الطرف الآخر.
وقال الشوبكي، "حاول بلينكن منذ البداية جر المقاومة والوسطاء إلى مفاوضات بلا معنى". وأشار إلى أن الجميع تنبّه لهذا الأمر وتعامل معه بذكاء؛ بدليل حديث رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن عن مواصلة العمل حتى وقف الحرب.
وتابع، "بلينكن ونتنياهو يتلاعبان بالألفاظ لإطالة أمد الحرب، مؤكدًا أن واشنطن "غير معنية بوقف هذه الحرب كما تدعي بدليل تجاهلها وجود إسرائيل في معبر رفح وفيلادلفيا ويبدو أنها تريد استغلال هذا لإحداث تغيير سياسي أو جغرافي في القطاع".
وأضاف، "المقاومة قدمت ردًا واحدًا وموحدًا ومع ذلك بلينكن لا يتوقف عن المطالبة بضرورة عزل حماس سياسيًا والقضاء عليها عسكريًا".
وخلص الشوبكي إلى أن موقف نتنياهو من الاتفاق لن يتغير إلا بتغيرات الميدان العسكري أو في حال انضم المستقيلون من مجلس الحرب إلى حراك الشارع من أجل الضغط والعودة "بإسرائيل" إلى ما قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما كانت مظاهر الحياة تتوقف بسبب الاحتجاج على التعديلات القضائية.