وتحدّث حمدان، خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت، عن موافقة الحركة على المقترح الذي قدّمه الوسطاء في مصر وقطر، موضحاً أنّه جاء "نتيجةً لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقّدة ومتواصلة"، طيلة الأسابيع والأشهر الماضية.
وأشار حمدان إلى أنّ الفترة الماضية تخلّلها عرض مقترحات عديدة، لم تكن تلبي شروط المقاومة، أو مطالب الشعب الفلسطيني، مؤكداً أنّ حماس "تمسّكت بمطالبها، وأبدت المرونة حيث لزم ذلك، ووضعت خطوطاً حمراً لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها".
كذلك، أكد حمدان أنّ هذه الموافقة تأتي انطلاقاً من مسؤولية الحركة أمام الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن حرصها العميق على مصالحه وحقوقه وثوابته وتضحياته، وتجاوباً إيجابياً مع دور الوسطاء في إنجاز هذا الاتفاق.
"حماس أبدت روحاً إيجابيةً من أجل التوصل إلى اتفاق"
في السياق نفسه، شدّد القيادي في حماس على أنّ الحركة أبدت روحاً إيجابيةً ومسؤولةً في جميع المراحل، بحيث حاولت تذليل كل العقبات التي كانت تحول دون الوصول إلى صيغة مُرضية، وتحفظ في الوقت نفسه حقوق الشعب الفلسطيني.
وذكّر بمطالب المقاومة في أي اتفاق، والتي تضمن وقفاً كاملاً للعدوان، وانسحاباً من جميع مناطق قطاع غزة، وعودةً غير مشروطة للنازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، وإعادة إعمار القطاع وإغاثة أهله، وصولاً إلى صفقة جدّية لتبادل الأسرى.
وعبّر حمدان أيضاً عن التقدير والشكر للوسطاء في مصر وقطر لجهودهم في التوصل إلى اتفاق، الذي أمّن "القضايا الرئيسة لمطالب شعبنا ومقاومتنا".
وفي هذا الإطار، أوضح حمدان على أنّ الاتفاق الموافَق عليه حقّق الترابط في تنفيذ مراحله الثلاثة بصورة متواصلة، وقطع الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقّق فيها الإفراج عن أسراه، ليستأنف عدوانه، وهو ما رفضته الحركة.
وفي إشارة إلى وحدة الموقف الفلسطيني، أكد القيادي في حماس أنّ الحركة كانت على تواصل مع كل فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، ممثلةً بالأمين العام زياد النخالة، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ممثلةً بنائب الأمين العام، جميل مزهر.
"حماس جدية في التعاون الإيجابي مع الوسطاء"
حمدان أكد أيضاً أنّ توجيه قيادة الحركة وفدها المفاوض التوجّه من الدوحة إلى القاهرة، برئاسة خليل الحية، "تؤكد جدية موقفها في التعاون الإيجابي مع الوسطاء".
كما شدد على أنّ موافقة الحركة على مقترح الوسطاء، مقابل سلوك الحكومة الإسرائيلية، ومحاولة رئيسها، بنيامين نتنياهو، التهرب من الوصول لاتفاق، يضع الإدارة الأمريكية أمام "استحقاق التخلي عن انحيازها للاحتلال، والانتقال إلى الضغط عليهم من أجل إلزامه بوقف العدوان".
وأمام ذلك، أكد حمدان أنّ الكرة أولاً "في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرّفين، وأنّ سلوكهم بعد إعلان موافقة الحركة، يعكس إصراراً على تعطيل كل جهود الوسطاء، بمن فيهم واشنطن".
وثانياً، فإنّ الكرة في ملعب الإدارة الأمريكية، كما أضاف حمدان، التي عليها "أن تثبت جديتها وصدقيتها في إلزام حكومة نتنياهو بنتفيذ الاتفاق".
"معبر رفح فلسطيني - مصري خالص"
وتطرّق القيادي في حماس أيضاً إلى اقتحام "جيش" الاحتلال معبر رفح الحدودي مع مصر، فجر اليوم، واصفاً إياها بـ"الجريمة والتصعيد الخطير، ضدّ منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي".
وأوضح حمدان أنّ اقتحام المعبر واحتلاله يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في غزة، وذلك عبر إغلاقه ومنع تدفّق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره.
كما رأى حمدان في اقتحام معبر رفح محاولةً إسرائيليةً مكشوفةً لتخريب كلّ جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان، ومحاولةً يائسةً لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجه نتنياهو.
وإزاء هذا الهجوم، دعا حمدان، باسم حماس، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى "عقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية، واتخاذ موقف فاعل لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه"، والأمم المتحدة للضغط على الاحتلال ليوقف هذا التصعيد.
كما أكد في ختام مؤتمره الصحافي أنّ معبر رفح "كان وسيبقى معبراً مصرياً - فلسطينياً خالصاً، لا وجود فيه لأي قوة احتلال، مجدداً تأكيد أنّ المقاومة لن تستجيب لأي مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري.