واستعرضت الشبكة مجموعة من المواقف التي اتخذها عدد من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس لمواجهة قرارات رؤساء ومديري الجامعات، في الوقت الذي دعا فيه البعض إلى سحب الثقة من رؤساء الجامعات ومحاسبتهم بعد حملات القمع التي استهدفت المخيمات، بحسب الشبكة الأمريكية.
دعوات بسحب الثقة من رؤساء جامعات أمريكية
ففي الأسبوع الماضي، وبعد بدء مخيم مؤيد للفلسطينيين في حرم جامعة إيموري، اعتقلت الشرطة 28 شخصاً من المؤيدين للمخيم الاحتجاجي.
وفي أعقاب عملية الاعتقال، وافق مجلس أعضاء هيئة التدريس في كلية إيموري للفنون والعلوم، إحدى كليات الجامعة التسع، على تصويت بحجب الثقة عن الرئيس غريغوري فينفيس، حيث صوت 75% من الأعضاء لصالح قرار سحب الثقة، بحسب لورا دايموند، مساعدة نائب رئيس الجامعة للاتصالات.
ورداً على التصويت، قالت الجامعة في بيان: "بينما نأخذ أي مخاوف يعبر عنها أعضاء مجتمعنا على محمل الجد، هناك مجموعة واسعة من وجهات النظر التي تتم مشاركتها".
ويوم الجمعة الماضي، ألقت شرطة نيويورك القبض على 43 شخصاً أثناء إخلاء المخيم الذي أقامه الطلاب المحتجين في جامعة المدرسة الجديدة في مانهاتن. وفي وقت لاحق من نفس اليوم، عقد أكثر من 200 من أعضاء هيئة التدريس والموظفين من جميع الكليات الخمس داخل الجامعة اجتماعاً طارئاً.
وشهد الاجتماع، الذي استضافه فرع جامعة المدرسة الجديدة للجمعية الأمريكية لأساتذة الجامعات، ثلاثة تصويتات، بما في ذلك التصويت بحجب الثقة عن الرئيسة دونا شلالا ومجلس الأمناء. وصوت لصالحه أكثر من 90% من الأعضاء.
كما صوَّتت الغالبية العظمى من المجموعة لصالح إسقاط جميع التهم والإجراءات التأديبية ضد الطلاب.
وقالت المجموعة في بيان يوم الجمعة: "إن نتائج هذا الاجتماع الطارئ هي مجرد خطوة أولى، بدأها العاملون في جامعة المدرسة الجديدة الذين يشعرون بالغضب الشديد والحزن بسبب معاملة الإدارة لطلابنا".
وأضاف البيان: "إن قرار الرئيسة دونا شلالا باستدعاء الشرطة إلى الحرم الجامعي لاعتقال الطلاب المشاركين في الاحتجاجات السلمية، في وقت لم يكن فيه أي دعم من أعضاء هيئة التدريس، أمر لا يمكن تحمله."
وفي جامعة تكساس في أوستن، حيث ألقت الشرطة القبض على 57 متظاهراً مؤيداً للفلسطينيين في 24 أبريل/نيسان الماضي، وقّع أكثر من 600 عضو من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة على رسالة مفتوحة يطالبون فيها بسحب الثقة من الرئيس جاي هارتزل.
وجاء في الرسالة: "لقد أظهر الرئيس أنه لا يستجيب لاهتمامات أعضاء هيئة التدريس والموظفين والطلاب الملحة. لقد فقد ثقتنا. لم تعد الجامعة مكاناً آمناً ومرحباً بالمجتمع المتنوع من الطلاب والعلماء الذين كانوا حتى الآن يعتبرون هذا الحرم الجامعي بيتاً لهم".
يأتي ذلك في الوقت الذي أدان فيه أعضاء هيئة التدريس في كلية التاريخ بجامعة كولومبيا استخدام الشرطة للقوة ضد الطلاب، وأشاروا إلى الاحتجاجات المماثلة المناهضة للحرب التي جرت في الحرم الجامعي في عام 1968.
الطلاب الرافضون لسياسات رؤساء الجامعات الأمريكية
ويتخذ الطلاب أيضاً إجراءات ضد إدارة الجامعة بعد حملة القمع على النشاط المؤيد للفلسطينيين.
ففي جامعة جنوب كاليفورنيا، أرسلت الهيئة الإدارية الرسمية لطلاب المرحلة الجامعية في الجامعة رسالة إلى الرئيس كارول فولت للتعبير عن خيبة أملها في استخدام الإدارة للقوة، بعد أن اعتقلت إدارة شرطة لوس أنجلوس ما يقرب من 100 شخص في 24 أبريل/نيسان.
ودعا طلاب جامعة جنوب كاليفورنيا إلى عدم اتخاذ أي "إجراءات انتقامية" أخرى ضدهم بسبب مشاركتهم في التجمعات السلمية.
وفي جامعة كولومبيا، قدم الطلاب شكوى إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأمريكية للتحقيق في التمييز ضد الطلاب الفلسطينيين وحلفائهم.
منظمات حقوقية رافضة لقمع الاحتجاجات
ولا تقتصر الدعوات بمساءلة رؤساء الجامعات على أعضاء هيئة التدريس والطلاب فقط، بل إن منظمات مجتمعية شاركت ضمن هذه الجهود.
ففي ولاية فلوريدا، سلّم تحالف من سبع منظمات – بما في ذلك فروع اتحاد الحريات المدنية الأمريكي بالولاية – رسالة إلى رؤساء الكليات والجامعات في فلوريدا يوم الجمعة الماضي، للتعبير عن قلقهم بشأن "الاستخدام غير الضروري للقوة من قبل سلطات إنفاذ القانون والتعدي على حقوق التعديل الأول للدستور". مستشهدين بردود فعل الجامعات على الاحتجاجات السلمية ووصفتها بأنها "مثيرة للقلق وخطيرة".
وكانت الجامعات الأمريكية قد شهدت تظاهرات متزايدة قبل نحو شهر من الآن، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات متزايدة من جميع أنحاء العالم وسط ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين في غزة.
فيما قوبلت الكثافة المتزايدة للاحتجاجات بحملة قمع شرسة من رؤساء الجامعات والشرطة، ما أدى إلى اعتقالات لمئات الطلاب وتعليق وإلغاء الفصول الدراسية، حسب ما ورد في تقرير لموقع Axios الأمريكي.
فيما قالت شبكة إن بي سي الأمريكية إن المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية تكتسب زخماً عالمياً.