وفيما حذر الكرملين من أن "مثل هذه الدعوات تهدد بزعزعة الاستقرار" معرباً عن أمله في أن تبقى في إطار الدعوات فقط، قالت الخارجية الروسية إن تغيير صفة مرتفعات الجولان بالالتفاف على مجلس الأمن يعد انتهاكاً مباشراً للقرارات الدولية.
وأكد الاتحاد الأوروبي موقفه الثابت في رفض الاعتراف بالجولان جزءاً من الأراضي المحتلة. فيما قالت ناطقة باسم الخارجية الفرنسية (الجمعة) ان الاعتراف بسيادة "اسرائيل" على الجولان يناقض القانون الدولي، خصوصاً ان من واجب الدول عدم الاعتراف بوضع غير شرعي.
وقالت ان الجولان ارض احتلتها اسرائيل منذ ١٩٦٧ وفرنسا لا تعترف بضم اسرائيل الجولان في ١٩٨١ وان هذا الوضع اعتبر باطلاً ولاغياً من قرارات عدة في مجلس الامن، وخصوصاً القرار ٤٩٧ لمجلس الامن.
الى ذلك، استدعت الخارجية الفرنسية السفير الاسرائيلي في فرنسا بعد دخول القوات الاسرائيلية الى المعهد الفرنسي في القدس الشرقية واعتبرت الخارجية هذا العمل خرقا خطيرا وغير مقبول للمركز الثقافي في القدس. مؤكدة عزم باريس على بقاء وتطوير علاقاتها الكثيفة والقديمة مع المجتمع المدني الفلسطيني.
من جانب آخر، أشارت جامعة الدول العربية إلى أن أي "اعتراف أميركي بسيادة إسرائيل على الجولان سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي- الإسرائيلي"، وأكدت تركيا أنها مع وحدة وسلامة الأراضي السورية ولن تسمح مطلقاً بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان.
وبعد ساعات على تغريدة قال فيها إنه "بعد 52 عاماً، حان الوقت لاعتراف الولايات المتحدة الكامل بسيادة تل أبيب على هضبة الجولان التي لها أهمية استراتيجية وأمنية حيوية لدولة "إسرائيل" والاستقرار الإقليمي". قال ترامب في لقاء مع قناة "فوكس" الأميركية: "فكرت بفعل ذلك منذ فترة طويلة (الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان المحتل). وهذا كان قراراً صعباً بالنسبة لكل الرؤساء، ولم يقم أي واحد منهم بذلك. وهذا يشبه مسألة القدس وأنا قمت بذلك".
هذا وأعلنت كندا، مساء أمس الاثنين، رفضها دعم قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة "إسرائيل" على الجولان، مؤكدة أن الهضبة أرض محتلة وفقا للقانون الدولي.
وقالت الخارجية الكندية في بيان صدر عنها بهذا الصدد: "إن كندا وبالتوافق مع القانون الدولي لا تعترف بالسيطرة الإسرائيلية الدائمة على مرتفعات الجولان. ولا يزال موقف كندا، الذي تتمسك به منذ زمن بعيد، دون تغيير".
وتابعت الوزارة: "إن ضم الأراضي باستخدام القوة أمر يحظره القانون الدولي. وأي إعلان عن تغيير أحادي الجانب للحدود يتناقض مع النظام الدولي القائم على القواعد".
هذا ونددت بدورها ايران الاعتراف الامريكي بالسيادة الاسرائيلية على الجولان المحتل ، فيما نددت الدول العربية والاسلامية المختلفة هذا القرار الغير شرعي.
ووقع ترامب، الاثنين، في البيت الأبيض، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على مرسوم ينص على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة "إسرائيل" على الجولان السوري المحتل، وذلك في إجراء يتناقض مع جميع القرارات الدولية حول هذه القضية.
وتحتل "إسرائيل" منذ حرب يونيو 1967 حوالي 1200 كيلومتر مربع من هضبة الجولان السورية، في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي، بينما لا يزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية.
وتعتبر الهضبة التي كانت قبل ذلك جزءا من محافظة القنيطرة السورية، حسب القانون الدولي، أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل منها.