ماكُلُّ غارٍ قَسِيٍّ جامِدٍ غارُ بَعْضٌ مِن الْغارِ فِي جَنْبَيْهِ أَسْرارْبَ
عْضٌ مِن الْغارِ جَنّاتٌ بِها َثمَرٌ لٰكِنَّ ظاهِرَهُ صَخْرٌ وَأَحْجارُ
ذا غارُ حَرّاءَ فِيهِ الشَّمٰسُ طالِعَةٌ فِيهِ النُّجُومُ تَهاوَتْ، فِيهِ أَقْمارُ
فِيهِ انْفِجارٌ مِن الْخَيْراتِ قَدْ مَلَأَ تْوَجْهَ الْبَسِيطَةِ، شَعَّتْ فِيهِ أَنْوارُ
فِيهِ الْبَصِيرَةُ وَجْهَ والْفِناءُ هُدىًوَ الْحُبُّ رابِيَةٌ وَالْخَيْرُ َجَرّارُ
فِيهِ الْعَدالَةٌ سَيْفٌ لِلْحُقُوقِ أَتَىكُلُّ الرّذائِلِ مِنْ حَدَّيْهِ تَنْهارُ
فِيهِ الْعُلُومُ كُنُوزٌ وَ الْحُلُومُ نَدىًعَلىٰ الرَّوابِي مِن الْإِيمانِ أَشْجارُ
فِيهِ ظِلالٌ مِن الْإِحْسانِ وارِفَةٌ فِيهِ قُطُوفٌ لَذِيذُ الطَّعْمِ أَثْمارُ
فِيهِ النَّبِيُّ وَ جِبْرِيلٌ وَمَلْحَمَةٌ مِنَ الْفَضائِلِ، وَالْأَمْلاكُ أَنْصارُ
فِيهِ النِّداءُ أَتىٰ مِنْ عَرْشِ خالِقِهِإِ قْرَأْ أَبا فاطِمٍ، وَالْقَوْلُ إِصْرارُ
إِقْرَأْ فَبِسْمِ اللهِ رَبِّكَ إِنّ أَلْخالقُ الْفَرْدُ حارَتْ فِيهِ أَفْكارُ
يا أيّها الْغارُ يا بَيْتاً نُقَدِّسُه ُ فيكَ الرَّسُولُ لِدِينِ اللّهِ مُخْتارُ
ياباعثاً أَحْمَداً لِلنّاسِ أَجْمَعِهِمْأَ نزَلْتَهُ رَحْمَةً والنّاسُ كُفّارُ
تُحْيِي بِهِ أَنْفُساً شَيْطانُها نَكِرٌ ضاعَتْ بِوَسْواسِهِ، فَالْقَوْمُ أَشْرارُ
أَنْقَذْتَهُمْ مِنْ ظَلامِ الْجَهْلِ فَانْكَشَفَت لِلْحَقِّ أَشْرِعَةٌ، وَالشَّرْعُ إِبْصارُ
هذا مُحَمَّدُ وَالْأَخْلاقُ جَوْهَرُهُ خُلْقٌ عَظِيمٌ وَهذا الْخُلْقُ مِعْيارُ
قَد ساقَهُمْ بِالْهدىٰ وَالْخُلْقِ أَحْسَنِهِمِ عالَمِ الشِّرْكِ لِلْإِيمانِ قَدْ صارُ
والٰكِنّ عادِيَةَ الْأَيّامِ قَدْ كَشَفَتْ غِلَّ الصُّدُورِ وَما فِي الْقَلْبِ إِضْمارُ
آذُوكَ ياسَيِّدِي عُمْراَ فَما وَهَنَتْ مِنْك الْحَشاشَةُ، لَمّا شَحَّ أَنْصارُ
لَمْ تَخْشَهُمْ حاشاكَ رُغْمَ حِقْدِهُمُ واصَلْتَ نَهْجَكَ وَالْإِيمانُ فَوّارُ
صُنْتَ الْأَمانَةَ مَعْصُوماً وَمُحْتَسِباً حَفَّتْ بِرَكْبِكَ لِلْعَلياءِ أَبْرارُ
لَلّهِ مِنْ فِئَةٍ طابَتْ قُلُوبُهُمُ فِيهِمْ عَلِيٌّ وَ سَلْمانٌ وَعَمّارُ
طه وَما فِي الْوَرىٰ إِلّاكَ ذُو شَمَمٍ فَأَنْتَ بَحْرُ هُدىً وَالنّاسُ أَنْهارُ
الشاعر أبو صادق الظالمي