فَخْرَاً اَزُفُّ مِنَ البيانِ الزاهرِ * كَلِماتِ وُدٍّ لِلإمامِ الباقرِ
في يَومِ مَولِدهِ الغزيرِ مَباهِجاً * للسائِرينَ إلى السَبيلٍ الظافِرِ
للطالبينَ عُلُومَ آلِ محمدٍ * والراغبينَ الى العليِّ القادرِ
أهلاً بميلادٍ يُؤَسِسُ مَنهجَاً * في كُلِّ علمٍ بالدليلِ الحاضِرِ
ويكونُ نبراسَ الهِدايةِ مُفرِزَاً * صِدْقَاً تميَّزَ عن سقِيمٍ خاسِرِ
دِرْعُ العقيدةِ في نظامِ نِكايةٍ * بالدِّينِ عبرَ مُنافقٍ ومُخاتِرِ
ومُبدِّدُ المُتَقوِّلِينَ على النُّهى * وعلىَ الشريعةِ بانتهاكٍ سافرِ
فهوَ ابنُ طه والوصيِّ وفاطمٍ * ووَليدُ زينِ العابدينَ الطاهرِ
وفَمُ الحقيقةِ إنْ أرَدْتَ حقيقةً *** وصدىَ الزمانِ لثَورةِ المُتَصابِرِ
وأمينُ دِينِ اللهِ يَنطِقُ صادِقاً *** ووريثُ أحمدَ كابِراً عَنْ كابِرِ
وشهيدُ ملحمةِ المآثِرِ مَرَّةً *** في كربلاء ومرَّةً بتآمُرِ
وحدِيثُ عاشُوراءَ صوتاً خالداً *** وأَخُو الشهيدِ البَرِّ زيدِ الثائر
هوَ خامِسُ الأطهارِ ذُخْرُ نُبُوَّةٍ *** سَمَّاهُ أحمدُ في الحديثِ لجابرِ
مَنْ مِثلُهُ نَسَباً ومَجداً عالِياً *** جَدَّينِ جادا بالربيعِ الناضِرِ
وأَبٌ هو السجَّادُ آيةُ رحمةٍ *** وابنُ الحسينِ أبي الفداءِ الباهرِ
والاُمُّ جَوهَرةُ الإمامِ المُجتبى *** وكريمَةٌ هي بنتُ جُودٍ زاخِرِ
فَ(مُحمدُ بنُ عليِّ) كنزُ إمامةٍ *** أعطى بهِ {الحَسَنانِ} نَسْلَ أَكابِرِ
بَقرَ العلومَ على اقتدارٍ كامِلٍ *** وأزاحَ أوهاماً بِعقلٍ نائِرِ
مَحَقَ الطغاةَ بَني اُميَّةَ زُمرةً *** أَلقَوا بِدين اللهِ فتنةَ ناكرِ
قومٌ أشاعُوا كُلَّ شكٍّ باطِلٍ * ليَدومَ سلطانُ الطَّليقِ الجائرِ
لولا صُمُودُ مَحمدٍ ونفيرُهُ *** وعلُومٌ انتصرَتْ لدينِ الغافِرِ
لأعادَ أهلُ الجاهليةِ "لاتَهُمْ" *** وغزا ديارَ الوَحي دينُ الكافرِ
قد كنتَ يا مولايَ هبَّةَ صادقٍ *** ودليلَ إيمانٍ ونهضةَ ثائرِ
وحليفَ ذِكْرِ اللهِ تطلُبُ وَجهَهُ * ومُديمَ نهجٍ خَيِّرٍ مُتَواتِرِ
ورَفدْتَ مِعواناً بُطولةَ ماجدٍ *** ومجاهِدٍ يَمضي لفجرٍ زاهرِ
كلَّتْ حُروفيَ عن مديحِكَ قائدّاً *** فلأنتَ يا مَولايَ فخرُ الناظِر
طوبى لكلِّ مُثابرٍ مُستَبصِرٍ *** ميلادُكَ الآتي بِطُهْرٍ غامِرِ
بقلم حميد حلمي البغدادي