سلام من الله تبارك وتعالى عليكم إخوتنا وأخواتنا ورحمة منه وبركات.. تحية مبارك طيبة نفتح بها لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً.
أيها الأعزة.. بشرنا الله عزوجل في كتابه المجيد بأنه يحب التوابين، والتواب في اللغة صيغة مبالغة تفيد كثرة التوبة، أي أن التواب يسير في حركة تكاملية مستمرة يتوب باستمرار الى ربه الكريم من الذنوب بمختلف مراتبها طالباً المغفرة والغفران والرضوان من التواب الرحيم، ويتوب من جميع أشكال الضعف من القوي العزيز وهو ينعش في قلبه قبول كل هذه التوبات من خلال التأمل في سعة الرحمة الربانية المعطاء.. وهذا ما نلمحه في القصيدة المناجاتية للأديب الولائي العراقي نزار الفرج وهو يجاري قصيدة التلبية المشهورة لأبي نؤاس فيقول:
وقعَ المغامرُفي الشَّبكْ
والآن جاءَ ليسألَكْ
ربّاهُ هلْ مِنْ توبةٍ
يامَنْ يسامحُ مَنْ سَلَكْ
درب المعاصي انَّهُ
من سارَ فيهِ فقدْ هَلَكْ
لكَ رحمةٌ ياربّنا
وَسِعتْ مدارات الفَلَكْ
بكِ استعينُ وظامنٌ
هيهات افقدُ مَنهَلَكْ
الله ارحمُ راحمٍ
ياربنّا ما اعدَلَكْ
يامالكَ الدنيا وما
فيها وانَّ المُلكَ لَكْ
سبحانكَ اللهُّمَّ يا
منْ قد اضاءَ دُجى الحَلَكْ
سبحانَ مَنْ هوغافرٌ
يعفو ويعطي مامَلَكْ
لو انَّ عبداً تائباً
ناجاهُ في يومِ الضَّنَكْ
ربّاهُ انِّي تائبٌ
انتَ العظيمُ فجئتُ لَكْ
فيئستُ من كُلّ الدُنا
إلاّكَ ارجو من مَلَكْ
كُلّ الحياةِ وما بها
ياواهباً ما انبلكْ
كرماً وجوداً دائماً
الشكرُ لا لنْ يعدِلَكْ
حمداً يليقُ لخالقٍ
قلها ليملأ مَحملَكْ
رباه انت ملاذنا
ربي فليس شريك لَكْ
مَثّلتَ معنى الجودِ يا
جلّ الندى إذْ مثّلَكْ
تعفو وعوفكَ واسعٌ
ياربنا ما اجملكْ
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (أناجيك يا ربي) شكراً لكم وفي أمان الله.