السلام عليكم – مستمعينا الأكارم – تحية مفعمة بكل رحمة وبركة من الله عزوجل نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأفاضل، من ديوان (جنات ونهر في نظم المناجاة الخمسة عشر للإمام زين العابدين عليه السلام) نقرأ قول العالم الأديب سماحة السيد هاشم الموسوي قوله في نظم مناجاة التائبين:
فوا أسفاهُ إنْ كُشِفَ الغِطَاءُ
وبانتْ سَيئاتي للبرايا
ووالهفاهُ مِن عملي ولؤمي
وواخجلاهُ من تلكَ الخطايا
فهبْ لي موبقاتٍ فاضحاتٍ
إذا مَا جئتُ مِن بين الضحايا
وأغْرقني بِبَرْدِ العفوِ إني
أرى النيرانَ قد حَرَقَتْ حَشايا
وظلِّلْني بظلِّك إنني في
لَهيبٍ جاءَ مِنْ كلِّ الزوايا
وأمطرني سَحَابَك إنني في
قِفَارِ الأرضِ يقتُلُني ظَمَايا
إلهي أينَ يمضي العبدُ إلا
لمن يَقْضي على الخَلْقِ المنايا؟
ومن سَيُجِيْرُ عُرْياناً ذليلاً
أتى والناسُ قَد بُعِثُوا عرايا
أتيتكَ نادماً مِنْ بُؤسِ حَالي
دَخَلْتُ بِحطَّةِ المُسْتَغْفِرينَا
لكَ العُتبى لكَ العُتبى إلى أنْ
يَميلُ رضاكَ نحوَ المُذنبينا
فتُبْ واعفُ بحلمكَ عن لئيمٍ
ورفقُكَ جنَّةُ المُتَعَذِبينا
فَتَحْتَ البابَ كي نأتِيكَ لكنْ
هَوى الدُنيا أغرَّ الغَافلينا
فما عذري وقد فَبُحَتْ ذنوبي
تركتُ البابَ مفتوحَاً سِنينا؟
وعدتُ إليكَ أرجو العفوَ عني
وربي قد أحبَّ التائبينا
فما أنا أولُ العاصينَ، ربِّ
وما أنا أولُ المُتَوَسِلينا
فكمْ ناداكَ مُضْطرٌ حَزِينٌ
فما خيَّبتَ في الكُرَبِ الظنونا
ختاماً تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامج (أناجيك يا رب) دمتم في أمان الله.