السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير ورحمة وبركة من الله أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين تبارك وتعالى رب العالمين.
تحية مباركة طيبة نستهل بها لقاء اليوم من هذا البرنامج، فأهلاً بكم ومرحباً، أيها الأكارم، لعل من أسمى مصاديق التوحيد الخالص والعبودية المطلقة التي تجلت في سيرة أهل بيت النبوة – صلوات الله عليهم أجمعين – هو عظيم تواضعهم لله عزوجل، فهم المعصومون الذين نزههم الله من كل الذنوب بمختلف مراتبها وطهرهم تطهيراً، ومع ذلك نجدهم عليهم السلام يكثرون في أدعيتهم وأشعار مناجاتهم الله من الإقرار بالضعف والذنوب بأدق مراتبها، وفي ذلك تعليم عملي بليغ للمؤمنين بأن يبعدوا عن قلوبهم أدق وأبسط أشكال الإغترار بالأعمال الصالحة ويحذروا من مكائد النفس بالسوء، وتوحيد آمالهم برحمة ومغفرة الله رب العالمين.
هذا أولاً وثانياً فإن في هذه النصوص الشريفة إنعاشاً للرجاء الصادق والأمل العميق بعفو الله ومغفرته في قلوب المذنبين وإبعاداً لليأس والقنوط من رحمة الله وهو أعظم الكبائر، وفي ذلك إعانة للمذنبين للتوجه الى الله عزوجل وطلب التوبة والغفران والعون منه للتطهر من الذنوب.
وهذا مستمعينا الأفاضل هو محور أشعار المناجاة السجادية التي تضمنتها الرواية التي إخترناها لها اللقاء، وقد رواها عديد من المؤرخين عن الأصمعي قال أنه قال:
يا مَن يُجيب دُعاءَ المُضطرَ في الظُلَمِ
يا كاشِفَ الضَرّ و البلوَى مَع السَقَمِ
قَد نامَ وفدُكَ حَولَ البَيتِ و انتَبَهُوا
و أنتَ يا حيُ يا قَيُوم لَم تَنَمِ
أدعوكَ رَبي حَزيناً هائِماً قَلِقاٌ
فارحَم بُكائيَ بِحق البَيتِ و الحَرَمِ
إن كانَ جُودكَ لا يَرجُوهُ ذو سَفَهٍ
فمَن يَجُود على العَاصِينَ بِالكَرَمِ
قال الراوي ثم بكى الإمام السجاد عليه السلام بكاءا شديدا
و انشد يقول:
ألا أيُها المَقصُود في كُلِ حاجة
شكوت إليكَ الضُر، فارحَم شِكايتِي
ألا يارجائي أنتَ تكشف كُربَتي
فَهَب لي ذُنوبيَ كُلها و إقضِ حاجَتي
فزادي قليل لا أراه مبلغي
اللزاد أبكي أم لبعد مسافتي
أتيت بأعمال قباح ردية
فما في الورى خلق جنى كجنازتي
أتحرِقُني بِالنَارِ يا غايةَ المُنَى
فأين رَجَائي؟ ثُم أينَ مَخافَتي
وبهذا نصل مستمعينا الأكارم الى ختام حلقة أخرى من برنامج (أناجيك يا ربي) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.