موضوع البرنامج:
التأييد الإلهي للمهدي
الإجتهاد في عصر الظهور
استغاثة دون اختيار
أيا حجة الله الذي ليس جاريا
بغير الذي يرضاه سابق أدوار
ويا من مقاليد الزمان بكفه
وناهيك من مجد به خصك الباري
أغث حوزة الإسلام واعمر ربوعه
فلم يبق منها غير دارس آثار
وأنقذ كتاب الله من يد عصبة
عصوا وتمادوا في عتو وإصرار
يحيدون عن آياته لرواية
رواها أبو شعيون عن كعب أحبار
وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا
بآرائهم تخبيط عشواء معشار
وخلص عباد الله من كل غاشم
وطهر بلاد الله من كل كفار
وعجل فداك العالمون بأسرهم
وبادر على اسم الله من غير إنظار
بسم الله الرحمن الرحيم وله الحمد والمجد تبارك وتعالى رب العالمين والصلاة والسلام على صفوته الطيبين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين تحية مباركة طيبة نهديها لكم ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب.(
قرأنا لكم في مطلع هذا اللقاء شطرا من قصيدة (وسيلة الفوز والأمان التي أنشأها في مدح صاحب الزمان –عليه السلام– العلامة الموسوعي العارف الشيخ بهاء الدين الحارثي العاملي رضوان الله عليه.
أما الفقرات الأخرى في البرنامج فهي العقائدية وعنوانها في هذا اللقاء هو: التأييد الإلهي للمهدي
تليها إجابة لخبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن: الإجتهاد في عصر الظهور
أما حكاية لقاء اليوم فعنوانها: استغاثة دون اختيار
أطيب الأوقات نتمناها لكم أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية في إيران مع فقرات البرنامج وها نحن ندعوكم إلى العقائدية منها وعنوانها هو:
التاييد الالهي
روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين بسنده عن الريان بن الصلت قال: قلت للرضا – عليه السلام –: أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال – عليه السلام –: أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست بالذي أملاها عدلا كما ملئت جورا وكيف أكون ذلك على ما ترى من ضعف بدني وإن القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشبان قويا في بدنه حتى لو مد يده إلى أعظم شجرة علي وجه الأرض لقلعها، ولو صاح بين الجبال لتدكدكت صخورها، يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان – عليهما السلام – ذلك الرابع من ولدي يغيبه الله في ستره ما شاء ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
كل أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – هم أصحاب الأمر الإلهي فهم (أولوا الأمر) الذي قرنهم الله عزوجل بذاته الشريفة وبنبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – في وجوب الطاعة حيث قال عز من قائل في الآية التاسعة والخمسين من سورة النساء "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ".
فكما تلاحظون – مستمعينا الأفاضل – تقرن الآية الكريمة طاعة أولى الأمر بطاعة رسول الله – صلى الله عليه وآله – فهم خلفاؤه في ولاية الأمر الإلهي، والأمر الإلهي يعني خلافة الله عزوجل ومرجعيته في خلقه.
كما أنهم – عليهم السلام – الساعون لإقامة حكمه وعدالته في عباده، فكل منهم هو (صاحب الأمر) وهذا ما يصرح به مولانا الإمام الرضا _عليه السلام_ في مقدمة حديثه الذي استمعتم له في بداية الفقرة.
إن أئمة العترة المحمدية ساهموا – عليهم السلام – جميعا في التمهيد لتحقيق الوعد الإلهي بملإ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ولكن الذي يتوج جهودهم بأنجار هذه المهمة الإلهية الكبرى هو خاتمهم المهدي الموعود – عجل الله فرجه –. هذه هي الحقيقة الأولى التي يبينها مولانا الإمام الرضا – عليه السلام – في مطلع هذا الحديث الشريف.
والحقيقة الثانية التي يبينها الحديث الرضوي المتقدم هي أن الله عزوجل يؤيد الإمام المهدي _أرواحنا فداه_ بتجهيزه بما يحتاجه لإنجاز مهمة إنهاء كل أشكال الجور وملأ الأرض عدلا، ومن ذلك إظهاره بهيئة الشباب رغم طول عمره الشريف بسبب طول غيبته..
وكذلك تمتعه _عجل الله فرجه_ بقوة غير مألوفة عند الناس العاديين لكي يتيقن الناس بإرتباطه بالسماء مثلما أجراه الله عزوجل مع جده أميرالمؤمنين – عليه السلام – في حادثة قلع باب خيبر التي قلعها بقوة ربانية وليس إنسانية كما صرح الإمام علي _عليه السلام_ بنفسه في مقولته الشهيرة.
ونجد في الحديث الرضوي المتقدم ذكرا لنموذج مماثل هو قلع الإمام المهدي _عجل الله فرجه_ بيده الشريفة للشجرة الضخمة وللهدف نفسه يتقين الناس من أن قوته – عليه السلام – هي ربانية وليست بشرية.
مستمعينا الأكارم والحقيقة الثالثة التي يبينها مولانا الإمام الرضا _سلام الله عليه_ في الحديث المتقدم هو تأييد الله عزوجل لإمام زماننا خليفته المهدي المنتظر _أرواحنا فداه_ بجعل مواريث الأنبياء _عليهم السلام_ معه حيث يظهر بعد ظهوره _عجل الله فرجه_.
وقد ذكر الحديث منها عصا موسى وخاتم سليمان _عليهما السلام_، وفي ذلك جذب لاتباع الديانات الأخرى لحركته الإصلاحية الكبرى وتعريفهم بأن خاتم أوصياء العترة المحمدية – عليهم السلام – هو الذي يحقق الله عزوجل على يديه أهداف رسالات جميع الأنبياء – عليهم السلام –. ويختم مولانا الإمام الرضا – سلام الله عليه – حديثه بأخبار الأمة بحقيقة أن غيبة سليله المهدي هي بأمر الله وطبقا لتدبيره عزوجل فهو الذي يغيبه في ستره حفظا له – أرواحنا فداه – لكي ينجز عند توفر الشروط المناسبة مهمته الكبري ويقيم الدولة الإلهية العادلة لتتنعم البشرية جمعاء ببركاتها.
تابعونا أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران برنامجكم شمس خلف السحاب بالإستماع للفقرة الخاصة بأسئلتكم نستمع معا:
الإجتهاد في عصر الظهور
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم اهلاً بكم ايها الاحبة وشكراً لكم على جميل المتابعة لبرنامجكم شمس خلف السحاب معنا مشكوراً على خط الهاتف خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي للاجابة عن اسئلتكم، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: سماحة السيد الدكتور خضر محمد بعث برسالة عبر البريد الالكتروني للبرنامج يعرض فكرة لما يرتبط بالاجتهاد والحاجة اليه في عصر الغيبة ثم يعرض هذا السؤال يقول هل تبقى حاجة للاجتهاد بعد ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وكذلك بالنسبة للعلوم المتعارفة الان لتحصيل الاجتهاد في الحوزات العلمية في الحواضر الشيعية؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله الطيبين الطاهرين المعصومين ينبغي على الاخوة الكرام ان يعلموا ان الاجتهاد هو ممارسة تصل الى نتائج ظنية بمعنى ان الفقيه يأتي ويبذل جهده في دراسة النص الذي امامه ليخرج برأي فقهي معين، هذا الرأي الذي يخرج به هو رأي ظني في الحقيقة قد يصيب الواقع وقد يخطأ الواقع، لايوجد الان فقيه يقول ارائي التي اقولها او استنباطاتي هي كلها عين الواقع، عين الرسالة وعين الحكم الشرعي، يقول هذا اجتهادي في اطار النص ربما يكون هذا الاجتهاد موافقاً للواقع وربما يكون مخالفاً للواقع، غايته اذا كان موافقاً للواقع فبها وقد اصاب واقع الدين وان كان مخالفاً فهو معذر ويكون حجة وهذا هو معنى الحجية، هذا فيما يرتبط بعملية الاجتهاد. بالنسبة للائمة المعصومين سلام الله عليهم اجمعين شيعة اهل البيت، المدرسة الشيعية في مدرسة اهل البيت ينظر الى الامام لاعلى اساس انه مجتهد قد يخطأ وقد يصيب وانما الامام مايذكره ومايبينه من احكام شرعية ومن فقه ديني هو يمثل عين الواقع ويصيب عين الواقع فأهل البيت في نظر الشيعة، المدرسة الشيعية ليسن كمجتهدين كبقية المجتهدين وائمة المذاهب وانما مايبينونه هو عين الواقع وهو عين الدين وهو عين الاحكام التي انزلت على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. في النتيجة عندما يظهر الامام عليه السلام فالناس سوف تتجه اليه وسوف يبين لها واقع الدين وحقيقة الدين والاحكام الشرعية الواقعية من دون اجتهاد فالاجتهاد حقيقة تقل مساحته كثيراً، نعم ربما يقال انه الامام يحكم مساحة كبيرة، يحكم العالم كله فيحتاج الناس في الاصقاع المختلفة الى وجود علماء، فقهاء في كل منطقة وفي كل مدينة هؤلاء يبينون للناس الاحكام وما لى ذلك ويبينون لهم دينهم وهؤلاء بحاجة الى ان يجتهدوا حتى في الروايات التي تصدر من الامام وفي الاحاديث التي تصدر من الامام سلام الله عليه قد يقال هذا لكن الحقيقة ان هذا الزمان المعاصر الذي نعيشه القضية جداً سهلة يعني اي سؤال في اي مكان في العالم يمكن ان يصل الى الامام لو فرضنا وجوده بيننا الان بلحظات ويجيب عليه الامام صلوات الله وسلامه عليه فلم يكن لمسئلة الاجتهاد تلك الفاعلية، الموجود هو الامام المعصوم، الامام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو يبين للناس حقيقة الدين وواقع الدين بلاحاجة لأجتهادات المجتهدين وظنون المجتهدين فأعتقد ان هذه المرحلة ستنتهي عملياً ربما في مساحات ضيقة تكون موجودة لكن عملياً سوف لن تكون كما كانت عليه قبل الظهور اما الدروس الحوزوية والمدارس العلمية فلاشك انها ستستمر لأنه لابد ان يكون هناك كادراً يتربى في دولة الامام سلام الله عليه ويتعلم ويتفقه في احكام الدين ليفقه الناس، ليربي الناس دينياً فهذه ستستمر وتتصاعد وتيرتها وتصل الى مراحل متقدمة جداً والله العالم بحقيقة الحال.
المحاور: سماحة السيد هل يمكن القول انه يحدث تغيير في اتجاهات هذه العلوم الحوزوية يعني تتحول الى اتجاهات تناسب متطلبات دولة اهل البيت سلام الله عليهم ودولة الظهور؟
الشوكي: لاشك لاشك طبعاً اولاً الامام هو لما يأتي كما قلنا سوف تتغير الكثير من الاراء وربما حتى بعض النصوص الموجودة وليس في الحلال والحرام فقط، في التاريخ، في التفسير، في المبادئ الاخلاقية، في الاسس، في الكثير من القضايا لأنه نحن نعتقد ان الامام يمثل واقع الدين هذا من جهة ومن جهة ثانية ان الحياة ستكون حياة مختلفة ايضاً، حياة متطورة ولدينا في الاحاديث الشريفة هناك احكام خاصة بعصر الظهور والتظور سوف يشمل كل شيء بما في ذلك الحياة الثقافية والحياة العلمية والحياة العلمية بشقيها يعني العلوم الطبيعية وكذلك العلوم الدينية سوف تكون ثورة علمية كبرى على كل الاصعدة والاتجاهات ونسأل من الله عزوجل ان يبلغنا ذلك العصر ان شاء الله.
حان الآن أيها الإخوة والأخوات موعدكم مع حكاية أخرى من حكايات المتوسلين إلى الله بخليفته إمام العصر – أرواحنا فداه – عنوان الحكاية هو:
استغاثة دون اختيار
الحادثة التي ننقلها لكم في هذا اللقاء جرت لأحد علماء منطقة الإحساء الصابرة في أرض الحرمين الشريفين هو حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم السيد محمد الموسوي وقد كتب هذا السيد العالم حكايته في السجل الخاص بتوثيق الكرامات في مسجد صاحب الزمان – عليه السلام – في جمكران عند زيارته له ودونت تحت رقم (الكرامة الرابعة والخمسون بعد المئة).. ننقل لكم ما كتبه سماحته.
قال سماحة السيد هاشم الموسوي: وفقني الله جل جلاله في شهر جمادي الأولى من سنة الف واربعمئة وخمس للهجرة للتشرف بأداء مناسك العمرة وزيارة بيته الحرام في مكة المكرمة والمشاهد المشرفة في المدينة المنورة. وبعد أداء مناسك العمرة وزيارة النبي الأكرم وأئمة البقيع – عليه وعليهم أفضل التحية والسلام –، كنت عائدا مع ثلاثة من رفاق سفري في هذه الزيارة إلى منطقتي الإحساء التي تبعد عن المدينة المنورة حدود الف وثلاث مئة وخمسين كيلومترا..
كنا نستقل سيارة صغيرة في رحلة العودة، وكانت تسير بسرعة على الطريق عند ما انفصلت عنها إحدى عجلاتها الأربع وهي العجلة الخليفة من جهة اليسار أي من جهة السائق.. فسارت بسرعتها مسافة ثم أخذت تتقلب مرات كثيرة بسرعة ونحن داخلها فوجدت نفسي – ودون اختيار مني – أصيح: يا صاحب الزمان أدركني... يا صاحب الزمان أدركني...
ونبقي مستمعينا الأكارم مع أخينا سماحة السيد هاشم الموسوي وهو يتابع نقل حكايته وما رآه من ثمار توفيق الله عزوجل له للإستغاثة بخليفته المهدي وتوسله إليه عزوجل بوليه وبقيته _عليه السلام_.
قال سماحة السيد هاشم: عند ما توقفت السيارة عن التقلب وجدت نفسي وقد انقلبت إلى مكان السائق فيما انقلب السائق إلى المقعد الخلفي، وكانت السيارة قد استقرت على سقفها والعجلات إلى الأعلى...
في هذه الحادثة توفي فورا أحد رفاق سفري، وكان الثاني مشرفا على الموت والثالث قد تكسرت عظامه وأصابته جروح عميقة..
والشخص الوحيد الذي لم يصب في هذه الحادثة المهولة هو أنا! لم يصبني أي جرح ولو كان بسيطا وقد أيقنت أن نجاتي لم تكن إلا ببركة مولاي إمام العصر _روحي فداه_ وتوسلي إلى الله عزوجل باسمه الشريف..
أسأل الله أن يعجل فرجه وينير أبصار الجميع برؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين.
إنتهى إخوة الإيمان الوقت المخصص للقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) استمعتم له من طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله منكم حسن الإصغاء ودمتم في رعايته متنعمين.