موضوع البرنامج:
من علل الغيبة
معنى اليأس من ظهور المهدي
زر المعصومة نيابة عني
متى يا ولي الله تخفق راية
وتجتث أصل الظلم والجور مخذما
فما أعلن القرآن غيرك ملجئا
تلوناه تبيانا بذكرك مفعما
بوعد وبشرى للعباد وصيحة
ونصر وطوبى للقلوب وبلسما
فعجل بها يا شبل حيدر نهضة
تمزق ليلا بالغياهب مظلما
وأدرك محبيك الذين توجهوا
إليك نصيرا تستغاث ومعصما
بسم الله وله الحمد والمجد نصير المستضعفين العدل الحكيم وأزكى صلواته على أعلام صراطه المستقيم محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأحبة، معكم في لقاء جديد من هذا البرنامج اخترنا لمطلعه بعض أبيات قصيدة مهدوية للأديب المعاصر الأخ ناجي الحرز وفقه الله.. ولنا في هذا اللقاء فقرات أخرى هي:
عقائدية عنوانها: من علل الغيبة
ثم إجابة من خبير البرنامج سماحة السيد محمد الشوكي عن سؤال بشأن معنى اليأس من ظهور المهدي.
وحكاية موثقة عن الألطاف المهدوية عنوانها: زر المعصومة نيابة عني
أطيب الأوقات وأنفعها نتمناها لكم مع فقرات هذا اللقاء من برنامج (شمس خلف السحاب).. تابعونا على بركة الله.
معكم أعزائنا والفقرة العقائدية في لقاء اليوم وعنوانها هو:
من علل الغيبة
قال إمامنا باب الحوائج موسى الكاظم _عليه السلام_ أنا القائم بالحق،
ولكن القائم الذي يطهر الأرض من أعداء الله ويملؤها عدلا كما ملئت ظلما
وجورا هو الخامس من ولدي، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه، يرتد فيها أقوام ويثبت آخرون. ثم قال _ عليه السلام _: طوبى لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا، الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا، ونحن منهم، قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة، فطوبى لهم ثم طوبى لهم، هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة.
الحديث المتقدم مروي _أعزائنا المستمعين_ في عدة من المصادر المعتبرة منها كتابا كفاية الأثر في الإمام الثاني عشر للحافظ الخزاز وكمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق _رضوان الله عليهما_.
وهو من الأحاديث الشريفة الكثيرة التي أخبر فيها أهل بيت النبوة _عليهم السلام_ أشياعهم وأصحابهم بقضية غيبة خاتم الأوصياء قبل وقوعها بزمن طويل تمهيدا لها وإتماما للحجة عليهم في وجوب الإيمان بإمامة المهدي الموعود _عجل الله فرجه_ في غيبته.
والملاحظ في هذا الحديث الشريف أن الإمام الكاظم _ سلام الله عليه _ يصرح بأن هذه الغيبة ستكون طويلة أيضا حيث يقول (له غيبة يطول أمدها)، وعليه يكون المخاطب بذلك أجيال المؤمنين على طول عصر الغيبة لكي لا يؤثر طولها على ثبات إيمانهم بإمام زمانهم ولا يسمحوا لوساوس الشيطان أن تثير فيهم الشكوك بوجوده _أرواحنا فداه_ بسبب طول الغيبة. فالإمام الكاظم _عليه السلام_ يعلمنا أن ندفع هذه الوساوس والشكوك بمثل هذه الإخبارات عن طول الغيبة المهدوية قبل وقوعها بل وقبل ولادة الإمام المهدي بعدة عقود.
كما نلاحظ في هذا الحديث الشريف مستمعينا الأكارم إشارة من مولانا الإمام الكاظم _ سلام الله عليه _ إلى إحدى اثنتين من علل وقوع هذه الغيبة الأولى: خوف الإمام المهدي _أرواحنا فداه_ على نفسه، وواضح أن المقصود ليس الخوف العادي بل هو كسائر سلوكيات الأئمة المعصومين _عليهم السلام_ خوف على الرسالة الإلهية وبالتالي مصالح العباد وأن تخسف الأرض بأهلها إذا خلت من حجة الله المعصوم في حالة قتل الطواغيت للإمام المهدي _ أرواحنا فداه _. وبعبارة أخرى إن من علل الغيبة الأساسية هي ضرورتها لحفظ استمرار وجود الإمام المهدي _ عليه السلام _ إلى حين توفر الأوضاع اللازمة لظهوره وتحقق الوعد الإلهي على يديه بأن يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا.
أما العلة الثانية لغيبة خاتم الأوصياء المهدي والتي يذكرها إمامنا الكاظم _ عليه السلام _ في الحديث المتقدم فهي إجراء سنة الله عزوجل في تمحيص العباد تمهيدا لتربية الأنصار الحقيقيين للإمام المهدي _عجل الله فرجه_ من أهل الإيمان القوي الذي لا تضعفه فتن عصر الغيبة. وهذه العلة هي المشار إليها في قول الإمام الكاظم _عليه السلام_ عن الغيبة بأنها (يرتد فيها أقوام ويثبت آخرون).
حان الآن أعزائنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران موعدكم مع الفقرة الخاصة بالإجابة عن أسئلتكم للبرنامج، نستمع معا للإتصال الهاتفي التالي:
المحاور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله اهلاً بكم احباءنا ومرحباً معكم ومع سماحة السيد محمد الشوكي وهو على خط الهاتف للاجابة عن اسئلتكم للبرنامج مشكوراً، سماحة السيد سلام عليكم
الشوكي: عليكم السلام ورحمة الله
المحاور: سماحة السيد الاخت ايناس في رسالة عبر البريد الالكتروني، الاخت ظاهراً طالعت كتاب الامام المنتظر في الفكر الاسلامي نقلت منه بعض الاحاديث من ضمنها الاحاديث التي ترتبط باليأس فتقول ما معنى اليأس من ظهور الامام المهدي سلام الله عليه وهو قد ذكر في الكتاب بأنه من علامات الظهور، هل ان هذا اليأس يقع بين عموم المسلمين من المذاهب الاخرى ام من الشيعة الذين لهم تعلق خاص واعتقاد خاص بالامام المهدي سلام الله عليه ثم كيف ينسجم مع علامة اخرى ذكرت في العلامات وهي كثرة ذكر الامام المهدي كعلامة لطهوره سلام الله عليه؟ تفضلوا سماحة السيد
الشوكي: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وال محمد
ايتها الاخت الكريمة بالنسبة الى الاياس واليأس وارد في الاخبار انه يظهر بعد أياس من الناس او بعد يأس من الناس طبعاً انا لم ار في حدود ذكر اليأس من الامام المهدي بالذات كأنهم أييس ما يكونون بهذا الشكل وارد في الاخبار او حتى يظنون انه لافرج فاليأس من الفرج على اية حال...
المحاور: سماحة السيد يمكن ان يكون اليأس من اصل الاصلاح والتغيير..
الشوكي: هو هذا الذي اريد قوله فالوارد أياس مطلق فالناس قبل الظهور، تعرفون ان العالم هو جرب وسيجرب الكثير من النظريات لكي يحل مشاكله ولكي يرتقي الى حياة افضل لكي سوف يرى المجتمع البشري ان كل الحلول وكل النظريات البديلة عن الحل الالهي يعني الان البشرية تريد ان تجد حلاً بعيداً عن الله، بعيداً عن رسول الله، بعيداً عن كتب الله وبعيداً عن الدين هيه الحلول سوف تتهاوى واحدة تلو الاخرى، طبعاً تهاوى بعضها كالنظرية الشيوعية وبعضها في طور التهاوي كالرأسمالية تعاني الان من مشاكل وهزات عنيفة خصوصاً في هذه السنتين الفائتة تعرفون ان الوضع الاقتصادي والازمات الاقتصادي والى الان لايعرفون كيف يحلونها فكذلك سوف تهوي هذه النظرية الرأسمالية الغربية وبعد ذلك بعد هذه النظرية ربما تظهر لاادري ربما نظريات جديدة لكنها لاتستطيع ان تحل مشكلة الانسان، سوف يظل الجوع، سوف يظل الفقر، سوف يظل المرض، سوف يظل الارهاب وعدم الامن، المشاكل البشرية فتصل البشرية الى حالة من اليأس خلاص، استنفذنا كل اوراقنا ولانستطيع ان نحل المشكلة ولايوجد حل ووصلنا الى طريق مسدود عند ذلك يأتي الفرج الالهي ان شاء الله تعالى ربما اذا كان الاياس من الامام المهدي هو من قبيل قوله تبارك وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم "أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ" يعني حالة استنفاذ كل الاوراق وهذه حالة الاستنفاذ وحالة اليأس هي بنفسها تؤدي الى ذكر المهدي وتؤدي الى ان يتجه الناس الى الحل الالهي وحل الرباني وعند ذلك ان شاء الله سوف يظهر المهدي صلوات الله وسلامه عليه وهذا تخطيط الهي، الله عزوجل قال للبشرية اعطيكم فرصة لكي تعتمدوا على عقولكم فهل تجدون حلاً لمشاكلكم ام لا؟ في نهاية المطاف وبعد قرون سوف يدركون انه لايمكن لهم ان يحلوا مشاكلهم وان يبنوا مجتمعاً سعيداً وكل الحلول تتساقط ويصلون الى طريق مسدود ويقولون سلمنا ياربنا ليس لنا الا لك وليس لنا الا وليك عند ذلك يظهر صلوات الله وسلامه عليه.
نتابع أيها الإخوة والأخوات تقديم البرنامج بنقل حكاية موثقة ولطف مهدوي كريم بأحد العلماء الأعلام، اخترنا للحكاية عنوانا هو:
زر المعصومة نيابة عني
حكاية هذه الحلقة ننقلها لكم مستمعينا الأفاضل مما كتبه بخطه سماحة العالم الجليل والفقيه التقي آية الله السيد حسين الموسوي الكرماني، وهو من أساتذة حوزة قم المقدسة، وقد كتبها حسب ما ذكره في ذيلها بتأريخ الثاني والعشرين من شهر ربيع المولود، أي ربيع الأول، سنة ۱٤۱٦ للهجرة المباركة. وقد جرت الحادثة التي ذكرها أيام شبابه وفي ذروة التضييقات التي فرضها الملك الإيراني رضا خان على علماء الدين ومساعيه لإضعاف الحوزات العلمية.. ننقل لكم مختصر ما كتبه هذا العالم الجليل بعد قليل فكونوا معنا أعزائنا.
مستمعينا الأفاضل، كتب آية الله السيد حسين الموسوي الكرماني قصته في رسالة بعثها إلى حجة الإسلام الشيخ أحمد القاضي الزاهدي ونشرها الأخير في الجزء الثالث من كتابه (عشاق الإمام المهدي عليه السلام) وجاء فيها: أحمد الله عزوجل أن وفقني منذ الصغر لتعلم العلوم الإسلامية، فطويت في مسقط رأسي أي (مدينة كرمان) مراحل المقدمات إلى السطوح العالية من دروس فقه آل محمد _صلوات الله عليهم أجمعين_.
وعند ما بلغت التاسعة عشرة من عمري شملني قانون التجنيد الإجباري وكان يفترض أن أعفى من ذلك لاستمراري في دراسة العلوم الدينية، لكن الحكم البهلوي أصدر أمرا بإلغاء الإمتحان الذي يؤخذ من طلبة العلوم الدينية لإعفائهم من التجنيد الإجباري في جميع حوزات المدن غير مدينة قم المقدسة، ثم الغى هذا الإمتحان أيضا في سنة ۱۳۱۹ هجري شمسي أي في السنة نفسها التي بلغت التاسعة عشرة.. وكانت قد صدرت أوامر سرية إلى رجال الشرطة الملكية باعتقال طلبة العلوم الدينية الشباب وإرسالهم إلى معسكرات التجنيد. ولذلك توجب علي السفر إلى قم ولكن السفر لها كان يستلزم الحصول على إجازة من مديرية التجنيد العسكري، وكان الحصول عليها أمرا محالا مع صدور تلك الأوامر السرية.. وقد اشتد الضغط علي عندما أصبح بيتنا مراقبا على مدار الساعة من قبل الشرطة الملكية للقبض علي.
أعزائنا المستمعين، ويتابع آية الله السيد حسين الموسوي الكرماني نقل حكايته وكيف واجه هذه الضغوط الشديدة لحرمانه من متابعة دراسته الدينية قائلا: بقيت أكثر من شهر مختفيا في بيت أحد أقربائنا.. لم أكن أستطيع النوم في الليالي بسبب الأذى الذي كان يسيطر علي، فكنت أقضيها في التضرع إلى الله عزوجل متوسلا إليه بمحمد وآله الطاهرين أن ينجيني من هذه الأزمة ولا يحرمني من شرف خدمة صاحب الأمر مولاي المهدي _أرواحنا فداه_.
وذات ليلة وقع في قلبي أثناء الدعاء والتوسل، أن أنهي هذه الحالة بالذهاب إلى دائرة التجنيد العسكري وأعرف نفسي وليحدث ما يحدث، وهذا ما عملت به فعلا وخرجت في الساعة السابعة صباحا لا أحمل سوى بضعة صور إدارية، وتوجهت إلى دائرة التجنيد العسكري، ولكنني عند ما وصلتها فوجئت بعدم وجود أحد فيها حتى الحراس الذي يتناوبون على الحراسة فيها، ذهلت من هذا المشهد غير المألوف حتى في أيام العطل الرسمية. تقدمت نحو الرواق الرئيسي فيها فوجدت بابه مفتوحة فدخلت لكنني لم أر أحدا أيضا وكانت جميع غرف الرواق مغلقة، وفجأة فتحت إحدى الغرف وخرج شخص يرتدي الزي العسكري عاملني بلطف ورأفة وأدب أذهبت عني الخوف والرهبة، سألني عن هويتي وحاجتي فقلت له: أنا من طلبة العلوم الدينية ولا أرغب بالتوقف عن دراستها وجئت إلى هنا للحصول على إجازة السفر إلى قم لأداء امتحان الإعفاء من الخدمة العسكرية.
نعم مستمعينا الأفاضل، استمر إستغراب السيد الموسوي مما رآه من هذا الشخص من سلوكيات تناقض بالكامل السلوكيات المعهودة من مسؤولي النظام الملكي وبدا له وكأنه ليس منهم أصلا وإنما حضر إلى دائرة التجنيد لإصدار إجازة السفر، وبلغ تعجب السيد ذروته عندما سمع ما طلبه منه هذا الشخص بعد أن أصدر له إجازة السفر، قال آية الله السيد حسين الكرماني في تتمة حكايته ما ملخصه: تعجبت كثيرا من جميل تعامل هذا الشخص في الوقت الذي إعتدنا من العاملين في هذه الدوائر أن لا يردوا حتى علي السلام، وتعجبت من وجوده وحده في دائرة التجنيد.. وتعجبت أكثر عند ما لم يطلب مني أن أحضر ضامنا في حين كانوا لا يعطون إجازة السفر إلا بضمانة ثلاثة من التجار كل منهم يضمن إحضار طالب إجازة السفر في غضون يومين عند استدعائه وإلا أعطاهم خمسين تومانا وهو مبلغ كبير جدا يومذاك... لقد أصدر هذا الشخص إجازة السفر لي دون ضامن وأعطاها لي وقال لي: إذهب سالما.. لم أدر ما أقول له وقد غمرني السرور أردت شكره فقال لي: إذهب سالما لا حاجة للشكر ولكن إذا وصلت قم زر نيابة عني السيدة فاطمة المعصومة سلام الله عليها وعند جهة الرأس الشريف..
نعم لم يكن الأمر عاديا وبقيت أتساءل من هو هذا الشخص الذي حل مشكلتي بهذا اليسر؟ لم أنتبه في البداية للأمر لأن من غير الصالح إنتباه الإنسان لما يرتبط بالإمام _ عليه السلام _ عند حصول التشرف بلقائه.. وعلى أي حال رجعت إلى المنزل وأخبرت أهلي بما جرى فتعجبوا جميعا ثم تهيأت لي بصورة غير عادية أيضا أسباب السفر إلى قم، وفي قم المقدسة كان التعجب يظهر على كل العلماء الذين أخبرتهم بالحكاية وكان قولهم: ماكان لهذا الأمر أن يتم إلا بلطف ورعاية مولانا صاحب الأمر روحي لمقدمه الفداء...
اللهم أرنا الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة بحق محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين يا أرحم الراحمين. كتبه الضعيف الفاني السيد حسين الموسوي الكرماني المولد والقمي المسكن عفى الله عنه وعن والديه في ۲۲ ربيع المولود سنة ۱٤۱٦ هجري قمري..
كانت هذه خاتمة حكاية العالم الورع آية الله السيد حسين الكرماني حسبما كتبه بخطه وبها نختم أيها الأعزاء لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران تقبل الله أعمالكم ودمتم سالمين