جاء ذلك في افتتاحية الصحيفة التي خصصتها للهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجدين بنيوزيلندا ظهر أمس الجمعة، وأدى إلى مقتل 51 شخصاً مصلياً.
وتابعت أن هذه البلاد التي تقع على حافة العالم، لا يشكل المسلمون فيها أكثر من 1% من مجموع السكان، وهي بلد لم تشهد سوى 35 حالة قتل خلال عام 2017، وبالتالي فإن الجريمة الإرهابية تستدعي أن تقوم نيوزيلندا بالتعامل بشكل جماعي مع هذه الصدمة التي لا ينبغي تحميل طرف دون أخر مسؤوليتها.
وأوضحت الصحفية أن القاتل برينتون تارانت، الأسترالي البالغ 28 عاماً لا يعرف إن كان له شركاء، غير أنه اتصل عبر الفيسبوك مع أشخاص التقى بهم أثناء سفره إلى باكستان، وقيل عنه إنه شخص جدي، وإذا كان فعلاً كذلك.
ورأت "الغارديان" أن وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في نمو حركة اليمين المتطرف الذي كان يعيش في غرف مظلمة، وأتاحت له نشر أفكاره ورسائله، إذ صار الإنترنت يعج بمثل هذه العمليات المروعة.
وعلى الصحافة المسؤولة، كما تقول الصحيفة، أن تميز بين وظيفتها المشروعة في نقل المعلومة ومحاولة بعض الفاشيين من تحويلها إلى منصة لوجهات نظرهم، حيث تشير الأبحاث أن وسائل الإعلام الأمريكية ساهمت خلال عامي 2016-2018 في تضخيم رسائل الكراهية.
وأضافت: "الساسة ساهموا في خلق مثل هذه الحالة وتفشي الفكر اليمني المتطرف، فالبيض في الولايات المتحدة يعتقدون أن لديهم صوت قوي في البيت الأبيض من خلال الرئيس دونالد ترامب الذي لم يبذل كثير جهداً من أجل نفي هذه الفكرة، بل لم يعمل أي شيء لمقاومة رغبة إثارة مفهوم الإسلاموفوبيا".
وفي بريطانيا يجري تجاهل رسائل العنف التي يوجهها اليمين المتطرف منذ فترة طويلة، وهو ما يستدعي فعلاً وقفة جادة من قبل الأجهزة الأمنية، بحسب الصحيفة.
وتابعت: "لقد فهمت رئيسة وزراء نيوزيلندا طبيعة التهديد الذي تشكله هجمات المساجد على مجتمع بلدها، فهو سيعرض القيم التي يعتز بها هذا المجتمع للانهيار، فسارعت للتعبير عن تضامنها وأكدت ضرورة أن يشعر الجميع بالأمان، وأن جميع الضحايا ربما يكونوا من المهاجرين أو اللاجئين مؤكدة أن من ارتكب الجريمة إنما ارتكبها ضدنا جميعاً".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول: "إن الإرهابيين يسعون لتقسيم المجتمع من خلال إشاعة الحزب والغضب، وهو ما يتطلب وقفة جماعية للتصدي لهم.
وصباح اليوم بدأت محاكمة الإرهابي، ووجهت له محكمة "كرايست تشيرش" الجزئية، تهمة قتل واحدة، بعد جريمة نفذها أمس قتل فيها 51 مسلماً بمعاونة إرهابيين آخرين في مسجدين بنيوزيلندا.
ومن المفترض أن تُعقد جلسة ثانية للمتهم في هذه القضية يوم 5 أبريل المقبل، وهو واحد من بين 3 أشخاص اعتقلتهم الشرطة النيوزيلندية إثر المجزرة التي هزت العالم.
الخليج أونلاين