وأدان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في افتتاحية أعمال القمة العربية الإسلامية الإستثنائية في العاصمة السعودية الرياض، أدان الحرب الشعواء التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، معلناً أنّ بلاده بذلت جهوداً لحماية المدنيين في غزة ووقف العدوان.
وقال بن سلمان، "الأمر يتطلب منا جهداً جماعياً وتحركاً فعالاً لإنهاء الوضع المؤسف في غزة"، مطالباً "بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وبتوفير ممرات إنسانية إلى القطاع".
بدوره، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنّ "شعبنا يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تخطت كل الخطوط الحمراء في قطاع غزة"، مشيراً إلى أنّ "الضفة الغربية والقدس تتعرضان أيضاً لجرائم قتل واعتداءات على يد قوات الإحتلال والمستوطنين".
وأضاف عباس: "لا أصدق أن ما يجري في غزة يحصل على مرأى ومسمع العالم من دون وقف فوري للحرب الوحشية"، مؤكداً أنّ "أحرار العالم لن يقبلوا بالمعايير المزدوجة وأن يبقى شعبنا ضحية لحرب الإبادة الجماعية".
وتابع أنّه "سنلاحق المحتلين في المحافل الدولية وسنحاسبهم في المحاكم الدولية"، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة الأميركية التي لها التأثير الأكبر على إسرائيل تتحمل المسؤولية عن غياب الحل السياسي".
كما قال: "نحن جميعاً أمام لحظة تاريخية وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته لإرساء قواعد السلام والأمن والاستقرار للجميع في منطقتنا"، مطالباً "مجلس الأمن الدولي أن يتحمل مسؤولياته بوقف العدوان فوراً على غزة وتأمين المواد الغذائية والوقود إلى غزة، ومنع تهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية"، مشدداً على رفض الحلول العسكرية والأمنية.
وأكد عباس أنّ "قطاع غزة جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين ويجب أن يكون الحل السياسي شاملاً لكامل هذه الدولة بينها الضفة والقدس"، مطالباً "مجلس الأمن بإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها وعقد مؤتمر دولي للسلام وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
الملك الأردني: منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير وتطال تداعياته العالم كله
بدوره، قال الملك الأردني عبد الله الثاني إنه "نجتمع اليوم من أجل غزة وأهلها الذين يتعرضون للقتل والتدمير في حرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً"، مؤكداً أنّ "منطقتنا قد تصل إلى صدام كبير، وتطال تداعياته العالم كله".
وأضاف عبد الله الثاني أنّ "العقلية الإسرائيلية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة"، معتبراً "حل الدولتين هو السبيل الوحيد للإستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود"، وأنّ "العالم سيدفع فشل حل القضية الفلسطينية ومعالجتها من جذورها".
وأكّد أنّه "لا يمكن السكوت عما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة، وعلى ضرورة أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة".
وأعلن أنّ "الأردن سيواصل القيام بواجبه في إرسال المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين بكل الوسائل الممكنة"، مشيراً إلى ضرورة العمل على بناء تحالف سياسي لوقف الحرب والتهجير أولاً وفوراً.
أمّا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إنّ "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية العمل على الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار ومحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة"، معتبراً أنّ "التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهة العسكرية في المنطقة".
ودعا السيسي إلى "صيغة لتسوية الصراع بناءً على حل الدولتين وإجراء تحقيق دولي في ما جرى من انتهاكات للقانون الدولي".
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من جهته قال "نجتمع لنبعث برسالة تضامن واحدة مع فلسطين سندعمها بخطوات عملية"، وإنّ "من يتشدقون بالقيم الإنسانية في الغرب لا يطالبون إسرائيل حتى بوقف إطلاق النار".
وأكد إردوغان أنّ "من يسكت حيال الظلم في غزة شريك في الدم، ويتحمل المسؤولية ذاتها التي يتحملها القتلة"، مشيراً إلى أنّ "العالم الإسلامي أظهر هذه المرة موقفاً متحداً أكثر لإيقاف النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة".
كما أضاف أنّ "أولويتنا وقف إطلاق النار في غزة بشكل دائم لا مؤقت، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة من دون انقطاع، وتوفير الوقود إلى الأماكن المهمة لا سيما المستشفيات، وتأمين السبل لإبقاء معبر رفح مفتوحاً".
كما طالب بالتحقيق في ما إذا كان هناك قنابل نووية في "إسرائيل"، ورأى أنّ "إسرائيل التي تتصرف كالولد المدلل في الغرب يجب إلزامها بدفع تعويضات عن مظالمها بحق الشعب الفلسطيني".
وأكد الرئيس التركي أنّ "القدس خطنا الأحمر".
أمير قطر: نطالب بتحقيق دولي لاستباحة "إسرائيل" قصف المستشفيات
أما أمير قطر فقال إنّ "المجتمع الدولي فشل في وضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق أهالي غزة، التي تشكّل خطراً على كافة المستويات"، مستهجناً "كيف أصبح قصف المستشفيات من الأمور العادية، رؤية الجثث تنهشها الكلاب في غزة لا تؤثر فيهم".
وأضاف: "لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجىء"، مطالباً "بفتح المعابر لوصول المساعدات لكافة انحاء قطاع غزة وهذا أضعف الإيمان، وبتحقيق دولي لاستباحة إسرائيل قصف المستشفيات".
ودعا إلى "حل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً للقرار الأممي 194 بضمانات دولية وجدول زمني"، معلناً "الاستعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية عامة تشمل كل الوطن الفلسطيني بما فيها القدس".
وأكد "على رفض استهداف المدنيين والمنشآت الصحية، وأمِل في التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل"، وتسائل "إلى متى سيسمح لإسرائيل بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين".