واوضح حسن، أن الجانب المصري رفض مخطط التهجير جملة وتفصيلا، رغم أنه جاء مصحوبا بإغراءات مالية كبيرة، مع منح الدولة المصرية أراضي بنفس المساحة التي تتنازل مصر عنها في صحراء النقب (أقصى جنوب فلسطين المحتلة)".
وقال: "إسرائيل لديها منذ زمن طويل مُخطط حقيقي وخطير للغاية يقضي بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وربما إلى الأردن ولبنان أيضا؛ وهذا المُخطط سبق وأن تم عرضه على الرئيس مبارك، وكان يرتكز على أن تُقدّم مصر 600 كيلو متر مربع من مدينة رفح المصرية إلى أهل غزة، وفي المقابل تمنحنا إسرائيل 600 كيلو متر مربع مُماثلة في منطقة العوجا بصحراء النقب التي تقع على الحدود بين البلدين، بالإضافة إلى 12 مليار دولار".
وأضاف السفير رخا: "وبالتالي كنّا إزاء مُخطط خبيث لتبادل الأراضي، على أن يتم الدفع لنا مقابل تأهيل السكن والمعيشة لسكان غزة، والرئيس مبارك أعلن رفضه بشكل كامل وقاطع لهذا الأمر، وأكد حينها أنه لا يمكن مناقشته من الأساس أو من حيث المبدأ بعيدا عن أي تفاصيل أخرى يمكن طرحها".
وتابع: "لاحقا، أُعيد عرض هذا المُخطط مرتين في عهد الرئيس السيسي، المرة الأولى كانت حينما تحدث الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في كانون الثاني/ يناير 2020، عن خطته المزعومة للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي عُرفت آنذاك بـ (صفقة القرن)".
وأردف: "هذا العرض الذي طُرح على الرئيس السيسي قمنا بمناقشته آنذاك بشكل مُعمّق في الجمعية المصرية للأمم المتحدة، كما ناقشه مجلس الأمن القومي المصري، والمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورفض هذا المُخطط السيسي وكل مؤسسات وأجهزة الدولة".
وزاد: "في الواقع، كان سيُدفع لمصر – بموجب صفقة القرن المزعومة - 12 مليار دولار، والأردن سيأخذ 9 مليار دولار، ولبنان 6 مليار دولار، وأسقطوا سوريا من حساباتهم لأن فيها لاجئين فلسطينيين بالفعل، وكل هذه التفاصيل طرحها بشكل غير مُعلن جاريد كوشنر، صهر ومستشار ترامب، في ورشة المنامة الاقتصادية التي عُقدت في البحرين خلال شهر حزيران/ يونيو 2019، وحملت عنوان (السلام من أجل الازدهار)".
وأشار عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إلى أن "المرة الثانية التي عُرض فيها على الرئيس السيسي هذا المُخطط كانت قبل نحو عام، وكانت على مستوى ثنائي بين السيسي ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو ما لاقى حينها نفس المصير، الرفض الكامل والحاسم".
وواصل رخا حديثه بالقول: "الآن هناك مُخطط للتحايل على مُخطط التهجير السابق من خلال محاولة تنفيذه بالقوة والأدوات العسكرية من أجل التهجير القسري للفلسطينيين إلى سيناء، وبضغوط أمريكية وأوروبية متصاعدة، لكننا على ثقة مطلقة بأنهم لن ينجحوا أيضا في هذه المحاولة، وكما فشلوا في مساعيهم السابقة ستفشل مساعيهم ومحاولاتهم الجارية، مهما فعلوا ومهما قدّموا من اغراءات".
واستطرد رخا، قائلا: "الدولة المصرية على كل المستويات بدءا من الرئيس السيسي، ومجلس الأمن القومي المصري، والقوات المسلحة، والمخابرات، والبرلمان، يرفضون تماما هذا المُخطط، وهذا الرفض الصريح لا يقتصر على الجانب المصري، بل إن الجانب الفلسطيني والأردني يرفضونه أيضا لأنه بداية حقيقية وخطيرة لتصفية القضية الفلسطينية".
وأكمل: "هم (الإسرائيليون) يريدون كسر الحدود الدولة المصرية، بمعنى ألا تكون هناك حدود ثابتة لنا، وإسرائيل لها أطماع حقيقية في سيناء، ويعملون جاهدين الآن على تصفية القضية الفلسطينية من جذورها وأعماقها، وفي المستقبل سيعملون على إخراج الفلسطينيين المتواجدين داخل إسرائيل، والذين يُطلق عليهم (فلسطينيو 48) -وليس (عرب 48)- وقد مهدت إسرائيل لتنفيذ ذلك بإصدار قانون يهودية عام 2018، بحيث يصبح غير اليهود داخل إسرائيل ضيوفا يمكن إخراجهم في الوقت المناسب لإسرائيل".
المصدر: فلسطين الآن