البث المباشر

تفسير موجز للآيات 41 الى 50 من سورة المرسلات

الأحد 22 أكتوبر 2023 - 13:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 1055

 

بسم الله وله الحمد حمد الشاكرين ثم الصلاة والسلام على حبيب إله العالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.. حضرات المستمعين الأطائب سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه تعالى وبركات، تحية طيبة لكم أينما كنتم وأهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامجكم القرآني "نهج الحياة" حيث سنكمل فيها تفسير ما تبقى من آيات سورة المرسلات المباركة نبدأها بالإستماع الى تلاوة آياتها الحادية والأربعين حتى الخامسة والأربعين منها فكونوا معنا على بركة الله..

إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلَالٍ وَعُيُونٍ{41} وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ{42} كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{43} إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ{44} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{45}

أيها الأفاضل، تحدث الله تعالى في الآيات السابقة عن خواص جهنم ودخانها والنار ذات الثلاث شعب المحيطة بها، وبالمقابل يتحدث في هذه الآية عن ثلاث نعم لأهل التقوى وهي (ظلال وعيون وفواكه).

وتستخدم كلمة "هنيئاً" في الموارد التي لا يكون فيها أي صعوبة أو ضيق ويكون موردها سائغاً وسهلاً بشكل كامل.

هنالك سؤال يتساءل به المتلقي وهو لماذا جاءت آية (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) بعد الآيات المرتبطة بالجنة أيضاً؟ والجواب هو أنه قد يكون بسبب أن حسرة الحرمان من نعيم الجنة هي في حد ذاتها من أعظم العذابات.

ومما تعلمه إيانا هذه الآيات البينات أولاً: لكل من الجنة والنار ظلال مختلفة.

ثانياً: وجود الماء إلى جانب الشجر دليل على النعيم الكامل.

ثالثاً: يعوض نعيم الجنة على المؤمنين ما حرموا منه في الدنيا.

رابعاً: المعاد جسماني وتتناسب نعم المعاد مع احتياجات جسم الإنسان.

خامساً: العمل ذو القيمة هو العمل الدائم الثابت لا العمل الموسمي المنقطع.

سادساً: السنة الإلهية في الثواب والعقاب واحدة لكل البشر.

وسابعاً: يدل تكرار التحذير على اللطف الإلهي، فقد يثوب المستكبرون إلى رشدهم ويتوقفون عن التكذيب بالحقائق.

أما الآن، أحبة القرآن الكريم، ندعوكم للإستماع الى تلاوة الآيات السادسة والأربعين حتى الخمسين وهي آخر آيات سورة المرسلات المباركة..

كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ{46} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{47} وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ{48} وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ{49} فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ{50}

أيها الأحبة، في العرف الإجتماعي يسمح الطبيب للمريض بتناول أي طعام في حالتين: الأولى أن يكون قد شفي من مرضه وتعافى، والحالة الأخرى أن يكون مرضه غير قابل للعلاج وقد يئس الطبيب من شفائه؛ وكذلك في القرآن، فإن أمر (كلوا) قد يدل أحياناً على السلامة والأمل، وأحياناً أخرى يدل على العذاب الإلهي، مثلما خاطب الله تعالى المجرمين في الآيات قائلاً (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إِنَّكُم مُّجْرِمُونَ) وكذلك آية (إعملوا ما شئتم) في الآية الأربعين من سورة فصلت المباركة.

وقد جاء في الرواية أن النبي الأكرم (ص) قد أمر قبيلة ثقيف بالصلاة، فقالوا: نحن لا نركع ونسجد لأحد، فقال (ص): (لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود).

و "الحديث" أيها الأحبة، هو الكلام الجديد والحديث الذي لم يسبق أحد إليه.

وحسب الآيات القرآنية، أن النبي إبراهيم (ع) قد طلب من الله تعالى بعد أن جدد الكعبة ألا يرزق إلا المؤمنين بقوله عز من قائل (وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم) ولكن الله تعالى قال: سأرزق في الدنيا الكافرين أيضاً وسأحاسبهم يوم القيامة.

وتشير هذه الآيات الشريفات، أيها الكرام، الى أن الركوع من أركان الصلاة، وهو شاخص وميزة خاصة بالصلاة؛ لأن السجود بنفسه يمكن القيام به خارج إطار الصلاة، مثل سجدة الشكر، ولكن لا يوجد موضع آخر للركوع غير الصلاة، ولهذا استخدمت كلمة ركوع في الحديث عن الصلاة (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ).

ومما نستقيه من منهل هذه الآيات المباركة أولاً: متاع الدنيا ليس شيئاً أمام متاع الآخرة.

ثانياً: التمتع بنعيم الدنيا، لا يشير بالضرورة إلى حب الله للشخص.

ثالثاً: إستفادة المجرمين من النعم الإلهية هي إستفادة مادية فقط.

رابعاً: مهما كانت الحياة الدنيا طويلة، فهي لا شيء أمام الآخرة.

وخامساً: ترك الصلاة من الدلائل على التكذيب العملي بالدين؛ فقد جاءت عبارة ترك الصلاة بين كلمتي المكذبين.

إخوة الإيمان، مع ختام تفسير سورة المرسلات المباركة وصلنا الى نهاية هذه الحلقة من برنامج "نهج الحياة" فحتى اللقاء القادم وتفسير سورة أخرى من سور القرآن الكريم نستودعكم الله والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة