شمسٌ تُضيءُ مدى الزمانِ فراقدا ***** ومُطهَّرٌ خبِرَ الشدائدَ راصدا
سبطٌ تألَّقَ بالفضائلِ هادياً ***** جيلاً مِن العلماء صارُوا رافِدا
وغدَتْ مدينةُ جدِّهِ وطناً لمَن ***** أخذَ المعارفَ والعُلُومَ مُناشِدا
طوبى لمنْ غَنِمَ الجواهرَ عندَهُ ***** ومضى على نهجٍ يجودُ مَحامِدا
طوبى لمن سلَكَ الطريقَ مُزوَّداً ***** بعطاءِ جعفرَ مُستنيراً حاشِدا
الصادقُ الطُّهْرُ العظيمُ إمامُنا ***** طودٌ تحدَّى الظالمينَ مُجاهدا
وحباهُ ربُّ العالمينَ مَناقباً ***** فسَما خِصالاً واستطابَ مَوالِدا
فهو ابنُ احمدَ والبتولِ وحيدرٍ ***** وهُدى محمدَ سُؤدَدَاً ومَراشِدا
وعُلومُهُ صنعتْ مَعاقِلَ نهضةٍ ***** ومسيرةً عظُمَتْ وجيلاً واعِدا
ومُقاومينَ أبَوا مَظالمَ سلطةٍ ***** عَسَفَتْ وسارتْ في البلاد مَفاسِدا
وطغَتْ كثيراً واستباحَتْ اُمّةً ***** لم ترضَ بالإجحافَ ظُلماً خامِدا
وهُدُوا بجعفرَ واستقامُوا ثورةً ***** رفضَتْ خُضوعاً وانحرافاً سائدا
وقَساوةً عصفَتْ بكلِّ مروءةً ***** وغياهباً سَجَنَتْ تقيَّاً عابدا
ما كانَ جعفرُ يستريحُ وخَصمُهُ ***** يُفني الاُباةَ ولا يوفِّرُ زاهدا
ظُلْمُ الطغاةِ يكادُ يقتلُ اُمةً ***** ما لم تقُمْ لِتُزيحَ حُكْماً حاقدا
عَلَمُ الهدايةِ والسماحةِ جعفرٌ ***** سبطاً تَعفَّرَ للإلهِ مَساجِدا
سبطٌ هو القرآنُ في أفعالهِ ***** ويفيضُ ذِكْراً قائماً او قاعدا
ولهُ مِن الطلّابِ آلافٌ مَضَوا ***** بالخير وانتخبوا السبيلَ الراشدا
وغدَوا مناراتٍ وثُمَّ مَثابَةً ***** في كلِّ علمٍ يستحثُّ أماجدا
فهمُ تلامذةُ النَّقاءِ أعَاظمٌ ***** نَهَلُوا مِنَ الصدِّيقِ جعفرَ رائدا
طوبى لهم كسَبُوا الشُّمُوخَ مَكانةً ***** بالصادقِ البَرِّ الغزيرِ فوائِدا
شيخَ الأئمةِ يا خليفةَ أحمدٍ ***** ما زِلْتَ مُنتهَلاً وفخراً خالدا
فمَعينُكَ الرَقراقُ ينبُعُ دائماً ***** نَهْراً تفرَّعَ بالسَّقاءِ روافِدا
والمرجعيَّةُ مِنكَ تَنهَلُ مَورِداً ***** وأحِبَّةُ الهادي تَوُدُّكَ ماجِدا
وبنهجِكَ الراقي نُمَسِّكُ شيعةً ***** ذُبْنا بنهجِ الجعفريةِ راشدا
نستعذبُ الآلامَ حينَ تُمِضُّنا ***** ونصوغُ مِنْ حُلَلِ الصمودِ قلائدا
لكنّنا والنائباتُ تخبَّرَتْ ***** لا نستكينُ ولنْ نُطيعَ مُعاندا
إنّا فداءٌ للحقيقةِ مَطلَباً ***** يسعى إليهِ السالِمونَ عقائدا
والشعبُ في إيرانَ حقّقَ دولةً ***** بتراثِ جعفرَ يستهِلُّ تصاعُدا
والنهضةُ الكبرى تَقرَّبَ شرْطُها ***** وكتائبٌ عَزَمَتْ وتنشدُ قائدا
بقلم الكاتب والإعلامي حميد حلمي البغدادي