ويدور الكوكب المسمى Gliese 367 b، أو تاهاي (Tahay)، حول نجم قزم أحمر قريب ولم يعرف الكثير عنه حتى قرر العلماء مؤخرا التعمق أكثر في غموض تكوينه المعدني.
ونشرت الدراسة في مجلة The Astrophysical Journal Letter، والتي تعطي قياسات أكثر دقة لكتلة الكوكب ونصف قطره.
ويتكون تاهاي في الغالب من الصخور والحديد وهو بنفس حجم الأرض تقريبا ما سمح بالتقاطه من خلال التقنيات الحالية.
وقالت إليسا جوفو، المؤلفة الرئيسية بجامعة تورينو لموقع "ساين ألرت": "يمكنك مقارنة GJ 367 b بكوكب شبيه بالأرض مع إزالة غلافه الصخري".
وتم اكتشاف تاهاي لأول مرة في عام 2021، بواسطة طريقة القياس الضوئي الفضائي لمسح الكواكب الخارجية العابرة (TESS) التابعة لناسا أثناء دورانه بالقرب من نجمه المضيف القزم الأحمر الصغير الخافت. وأفاد العلماء حينها أنه كوكب ذو مدار قصير جدا، لأنه يدور حول نجمه المضيف في 7.7 ساعة فقط، وهي فئة غامضة وغير مدروسة جيدا من العوالم الخارجية.
وأشار العلماء آنذاك، إلى أن Gliese 367 b هو عالم صخري يبلغ حجمه نحو 70% من حجم الأرض و55% من كتلتها، ما يجعله أحد أخف الكواكب الخارجية المعروفة.
لكن الأبحاث الأخيرة أظهرت شيئا صدم العلماء، حيث وجدت النتائج أن تاهاي أكثر كثافة مما وجدته دراسة عام 2021.
وتم تعريف GJ 367 b على أنه كوكب خارجي فائق الكثافة. ووفقا للبيانات الجديدة فإن الكوكب الخارجي يبلغ نصف قطره 70% من نصف قطر الأرض، عوضا عن 72% التي تم تقديرها سابقا، وكتلته 63% من كتلة الأرض، عوضا عن 55%.
وخلص الفريق إلى أن كثافة تاهاي تبلغ ضعف كثافة الأرض. والسر هو أن الدراسة كشفت أيضا أن تاهاي ربما مر بحدث كارثي في الماضي أدى إلى تركه في الغالب من المعدن.
ووفقا لمؤلفي الدراسة، يمكن إثبات هذه المعلومات من خلال الجمع بين القياسات الجديدة التي تم الحصول عليها من TESS ومطياف HARPS، المتصلين بتلسكوب المرصد الأوروبي الجنوبي (ESO).
واقترحت جوفو أن هذا الجرم السماوي كان له عملية تكوين مشابهة لتلك التي للأرض، ويبدو أن له "نواة كثيفة تتكون بشكل رئيسي من الحديد، ومحاطة بغطاء غني بالسيليكات".
وقالت عالمة الفلك إن الفرضيات المرجحة حول أصله تشير إلى أن "حدثا كارثيا كان من الممكن أن يمزق الوشاح الصخري، ويترك نواة الكوكب الكثيفة عارية". وربما حدث هذا بسبب الاصطدامات بين GJ 367 b والكواكب الأولية الأخرى، والتي انتهت بإزالة طبقته الخارجية. وطرحت جوفو نظرية ثالثة أخرى، يعتقد فيها أن هذا الكوكب "ولد في منطقة غنية بالحديد في قرص الكواكب الأولية".