وسورة الفلق المباركة هي السورة الـ113 من المصحف الشريف ولها 5 آيات وتُصنّف ضمن الجزء الـ 30 من القرآن الكريم وهي سورة مكية وترتيبها 20 بحسب ترتيب نزول السور على رسول الله (ص).
وسميت سورة الفلق بهذا الاسم لابتدائها بقول الله سبحانه وتعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ»، ويُقصد بالفلق الصبح؛ وذلك لأن الليل يتفلق عنه، وتناولت سورة الفلق في ثناياها الالتجاء إلى الله سبحانه وتعالى، والتحصن بقدرته من شر المخلوقات، ومن شر الظلام إذا انتشر، ومن شر النساء الساحرات، ومن شر أهل الفتن، ومن شر أهل الغيبة والنميمة، ومن شر الحسود.
وتبدأ السورة المباركة بالآية الكريمة "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ" ثم يأمر الله تعالى نبيه الكريم (ص) بالقول "من شر ما خلق".
ولا تعني الآية الكريم أن الله خلق شراً بل إن الخلق عندما يتمرد على الفطرة التي فطره الله عليها وعلى التعاليم السماوية يصبح شراً وعلى الإنسان الاستعاذة منه بالله.
ومن مقاصد سورة الفلق أيضاً لفت انتباه المسلمين إلى أنّ الليل إذا سكن فهو يحوي من الشر والمخاطر ما يستوجب الاستعاذة بالله منه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}.
فالغاسق هو الليل وإذا وقب أي إذا هدأ، فعند هدوء الليل تخرج شياطين الإنس والجن لتعيث فساداً في المجتمع الإسلاميّ ولهذا أمر الله المسلمين بالاستعاذة من هدوء الليل.
ويتبين من دراسة مقاصد سورة الفلق أنّ الله جلّ وعلا أمر بالاستعاذة من النفاثات في العقد وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}.
فالنفاثات في العقد هنّ الساحرات اللواتي يعقدن العقد وينفثن فيها حتى ينعقد السحر، فكان من مقاصد سورة الفلق الإقرار بكفر هؤلاء الساحرات مع الأمر بالاستعاذة بالله منهن للوقاية من شرّهن.
ويأتي المقصد الأخير من مقاصد سورة الفلق هو أنّ الله -سبحانه وتعالى- أمر بالاستعاذة من شر الحاسد وبغضه وذلك بقوله: {وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.
وفي هذا إشارة على أنّ الحسد النابع من نفس المرء قد يحوي شراً كثيراً وقد تكون من تبعاته تمني زوال الخير عمن تحسده النفس الشريرة الأمارة بالسوء -والعياذ بالله-، لهذا كان أمر الله بالاستعاذة من شر هذه النفوس وما تخفيه من الحسد.
وتحذّر السورة المباركة من الحسد إلى جانب تحذيرها من أمور أخرى اعتبرتها السورة المباركة شراً وهو دليل على أن مدى قُبح الحسد من منظور القرآن الكريم.