وسورة "التوحيد" أو "الإخلاص" المباركة هي السورة الـ 112 من المصحف الشريف ولها 4 آيات مباركات وتصنف ضمن الجزء الـ 30 من القرآن وهي سورة مكية وترتيبها 22 بحسب نزول السور على رسول الله (ص).
وسورة الإخلاص سُمّيت بذلك لأمرين:
الأول: أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته، والثاني: أنها تُخلص قائلها من الشرك إذا قرأها معتقداً ما دلت عليه وأيضاً لكونها مشتملة على أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات.
ويتلخّص محتوى هذه السورة كما هو واضح من اسمها (سورة الإخلاص أو سورة التوحيد) إنها تركّز على توحيد الله، وفي أربع آيات قصار تصف التوحيد بشكل جامع لا يحتاج إلى أيّ إضافة، فالسورة تصف الله تعالى بأحدية الذات، ورجوع ما سواه إليه في جميع حوائجه الوجودية من دون أن يُشاركه شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، وهو التوحيد القرآني الذي يختص به القرآن الكريم ويبني عليه جميع المعارف الإسلامية.
وقيل في شأن نزول السورة المباركة بأن المشركين سألوا رسول الله (ص) أن يوصف الله تعالى لهم فنزلت السورة المباركة في وصف البارئ عز وجل.
وتبدأ السورة المباركة بالآية "قل هو الله أحد" والأحد هو الذات التي لا تعد ولا مثيل لها فهي صفة لله وحده تعالى، وقد كانت هذه الآية بمثابة إعلان بوحدوية الله تعالى ودعوة لنبذ الأصنام وكل ما كان يعبده المشركون فالله واحد والخالق واحد والمعبود واحدٌ لا إله إلّا هو.
وفي الآية الثانية يقول تعالى "الله الصمد" والصمد هو الذي ليس بحاجة شيء ويمكنه تلبية حاجات الآخرين. والصمد هو المعبود والإله الذي لا تصلح العبادة إلّا له وفي هذا أيضًا تأكيدٌ على وحدوية الله -جلّ وعلا- وبأنّ هذا الإله الواحد هو الإله المعبود لا غير، وجاء في معنى آخر لكلمة الصمد بأنّه الذي لا يأكل ولا يشرب وليس بحاجة شيء بل هو كلّ شيء، وبهذا وصفٌ لله -تعالى- بأنّه ليس كسائر الخلق وأنّه متفردٌ بصفاته العلا.
وفي الآية الثالثة يقول الله تعالى "لم يلد ولم يولد"، وتؤكد هذه الآية نفي وجود الأب أو الابن لله تبارك وتعالى. فهو الله الواحد الذي لا والد له ولا ولد ولا يشبه أحد وليس بحاجة شيء وهو مقصد العبادة لسائر الخلائق فلا إله غيره.
وفي الآية الأخيرة يقول تعالى " ولم يكن له كفوا أحد" إذ يؤكد أن الله لا مثيل له ولا شبيه له.