وسورة "الماعون" المباركة هي السورة الـ 107 من القرآن الكريم ولها 7 آيات وتُصنّف ضمن الجزء الـ 30 من المصحف الشريف وهي سورة مكيّة وترتيبها 107 بحسب نزول السور على رسول الله (ص).
وسمِّيت سورة الماعون بهذا الاسم لورود كلمة الماعون في آخر السورة وفيها إشارة إلى ذمِّ البخل، ولأنَّ كلمة الماعون تشير إلى المنافع اليسيرة التي ينتفع الناس بها.
وتتضمن السورة المباركة تهديداً صريحاً لكل من اعتبر نفسه مسلماً ولكنه تعامل كالمنافقين وقاموا بترك الصلاة والنفاق واجتناب الزكاة وهي أمور لا يقوم بها المسلمون المؤمنون بيوم القيامة.
وتتمثل مقاصد سورة الماعون الإجمالية في إنذار وتهديد شديد بالهلاك للمصلين الذين يكذّبون بالآخرة والحساب ويقسون على اليتيم ويحرمون المسكين من الطعام ويراؤون في صلاتهم وأعمالهم ويمنعون ماعونهم عن ذوي الحاجة إليه. فهذه أفعال وصفات المنافقين والمرائين، وليست صفات المصلين الفائزين المفلحين.
وتشير السورة المباركة إلى صفات الكافرين بيوم القيامة فتبدأ بالآية الكريمة "أَ رَأيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ" وقيل في تفسير لفظ "الدين" بالآية الكريمة أنه يعني القيامة، ويرى البعض أنه مكافأة أو عقاب على الأعمال.
وأيضا تشير السورة إلى أعمال الكافرين بالقيامة وأفعالهم السيئة لأنهم لا يؤمنون باليوم الآخر الذي عليهم فعل الخير من أجل أن يكون لهم زاد وبالتالي هم لا يرون إلا الحياة الدنيا.
ويظهر أحد مقاصد السور الرئيسية في الآية الثانية "فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ" حيث تشير الآية إلى من يقهر اليتيم ويظلمه ويأكل رزقَهُ ومالهُ، ومن المعروف إنَّ اليتيم هو من مات عنه أبوه قبل أن يصلَ سنَّ البلوغ سواء كان ذكرًا أو أنثى، فالذي يكذِّبُ بالدين هو الذي يظلم اليتيم ويدفعه عن حقه.
أمَّا في قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}. فالويل هو العذاب وقيل أيضًا هو اسم وادٍ من أودية جهنَّم، وهاتان الآيتان مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا، فالويل والعذاب ليس للمصلّين فقط، بل للمصلين الذين يسهون عن صلاتهم، لذلك يجب أن تُقرأ الآيتان معًا حتَّى يتم المعنى، والسهو في الصلاة هو تأخيرها وعدم صلاتها في وقتها.