على أعتاب إيفاد الحجاج الإيرانيين إلى بيت الله الحرام، استقبل قائد الثورة الإسلامية اليوم الأربعاء، جمعاً من المسؤولين والقائمين على شؤون الحج، في حسينية "الإمام الخميني (رض)".
واعتبر الامام الخامنئي ان الهدف الاساسي من الحج هو توحيد الأمة الإسلامية في مواجهة الكفر والظلم والغطرسة والأصنام البشرية وغير البشرية على مر التاريخ منذ عصر نبينا ابراهيم عليه السلام.
واضاف: على مسؤولي الحج أن يفعلوا شيئًا حتى أنه عندما يسمع شبابنا اسم الحج، تتبادر إلى ذهنهم مفاهيم مثل بناء الحضارة، والوحدة الجماعية، والقضاء على التمييز، وغيرها. ولهذا اؤكد كما أكد الإمام الخميني (رض) سابقاً بضرورة المشاركة في صلاة اهل السنة في المسجد الحرام.
وتابع ان مشكلة العالم اليوم هي تأثير القوى الإستكبارية، فيجب على الجميع أن يجتمعوا ليعلنوا وجودهم ويعلنوا قوتهم ويحتموا صدورهم مقابل هذه القوى المتغطرسة، لافتا الى القضية الفلسطينية، داعيا العالم الإسلامي كله الى توجيه رسالة ضد الكيان الصهيوني.
وأشار الى أن الحج يظهر الاسلام عملياً أنه يرفض الفروق الموجودة في العالم كالتمييز العنصري والتمييز الجغرافي والتمييز الطبقي، لفت اية الله الخامنئي الى ان هذه السمات المميزة للإسلام غير موجودة لدى الدول المتحضرة التي تدعي أنها حضارية وهي في الاساس لا تمت للحضارة بصلة في تعاملها مع قضايا التمييز كقضية التمييز العنصري والتمييز العرقي الأوروبي وغير الأوروبي وموضوع المهاجرين بحيث يهتمون بحيواناتهم الأليفة أكثر بكثير من أي شخص غريب يعيش في منطقتهم.
وأضاف ان الإسلام يمارس عملياً القضاء على التمييز العنصري والعرقي في مناسك الحج بحيث يعامل جميع الحجاج من مختلف الاطياف والدول بمساواة فجميعهم جزء من حضارة وتاريخ في هذا العالم، وجميعهم يطوفون ويقومون بأداء مناسك الحج سوياً وجنباً الى جنب دون تمايز بينهم وهذا سر من اسرار الحج.
ولفت قائد الثورة الى فلسفة الحج واسرار تشريعاته مستشهداً بقول للإمام الصادق (ع):" وَ جَعَل فِيهِ الإجتماعَ مِنَ المَشْرِقِ و الْمَغْرِبِ لِيَتَعارَفُوا وَ لِتُعْرَفَ آثارُ رسولِ اللَّهِ وَ تُعْرفَ أخبارُهُ وَ لا تُنْسي وَ لَو كانَ كُلُّ قَوْمٍ إنَّما يَتَّكِلُونَ عَلي بِلادِهِمْ وَ ما فِيها هَلَكُوا، وَ خَرِبَتِ الْبِلادُ وَ سَقَطَ الْجَلْبُ وَ الأَرْباحُ وَ عَمِيَتِ اْلأَخْبارُ وَ لَمْ يَقِفُوا عَلَي ذَلِكَ، وَ ذَلِك عِلَّةُ الْحَجِّ."وعليه .
وتابع: لا ينبغي إغفال النظرة العالمية والخارجية للمسلمين في مسألة الحج، ويجب ان نكون مطّلعين ومدركين لما يحدث في العالم كي لا نصبح ضعفاء ونتجنب تدمير وطننا والمنطقة التي تهمنا وايضا نتفادى انخفاض دخلنا القومي.
وأكد على اهمية معرفة ماهية عدونا ونقاط ضعفه وقوته وأساليبه واهدافه. وفي إشارة إلى الآيات القرآنية ، اعتبر قائد الثورة أن الكعبة المشرفة هي مصدر نهوض المجتمعات البشرية واستقرارها ،لافتا إلى الفوائد الدنيوية والآخرة لهذا الواجب العظيم ، قال: إذا لم يكن هناك حج ستنهار الأمة الإسلامية.
وأضاف أن الحج حدث دولي وعالمي مشيراً إلى ان هذه الدعوة الإلهية لـكل الناس لأداء فريضة الحج في كل التاريخ ليكونوا حاضرين في مكان معين وفي ايام محددة تبين الأهداف والفوائد العديدة والموجودة في هذه الدعوة الإلهية.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية وحدة الأمة الإسلامية ومواجهة الشياطين المتغطرسة من بين هذه الأهداف، مضيفا: من الفوائد الدنيوية العديدة للحج أن المسلمين في هذا التجمع الضخم يعلنون وجودهم وقوتهم ضد الكيان الصهيوني ونفوذ القوى المتغطرسة ويحمون انفسهم ضد ظالمي ومضطهدي العالم.
وتابع، ان الجهل بالعالم هو سبب تدمير أي مجتمع ، مؤكّداً على ضرورة اطلاع الناس والمسؤولين على أهداف وأساليب وسياسات ونقاط القوة والضعف لدى العدو وان يأخذوها على محمل الجد.
وأضاف، إذا كنا على دراية بالقضايا العالمية يمكننا أن نفهم الهدف الحقيقي للعدو وسبب إصراره على بعض القضايا. كما هو الحال في كثير من القضايا، كان المسؤولون حذرين وتصرفوا بشكل صحيح بحيث نتيجة لهذا الحذر، أغضب تقدم ايران المميز في القضايا الإقليمية والعالمية أمريكا .
ووصف انتصار الثورة الإسلامية بأنه اعتراف وإحياء جزئي لقدرات فريضة الحج، مشيراً الى ضرورة محاولة إحياء كل هذه القدرات واستغلالها في تحقيق الأهداف الأساسية للحج.