وخلال هذه المرحلة، نجحت صواريخ كروز قدر-110، قدر-380، قدير إضافة إلى الصاروخ الباليستي 303، المنطلقة من مواقع داخل عمق البلاد، في إصابة الأهداف المحددة مسبقاً في بحر عُمان بدقة عالية وتزامن كامل.
كما نفذت أسراب الطائرات المسيرة هجمات ناجحة على قواعد معادية افتراضية، وأصابت أهدافها بدقة، فيما أجرت أنظمة الدفاع الجوي المثبّتة على الوحدات البحرية تدريبات على مواجهة مكثفة للأهداف الجوية التي تحاكي تهديدات للقوارب السريعة والسواحل الإيرانية.
وتستهدف المناورات رفع جهوزية القوات البحرية، وتعزيز القدرة على التصدي للحرب الإلكترونية في ظروف قتالية مشابهة للواقع، بما يرسخ دور هذه القوات في حماية الأمن البحري الإيراني ضمن الممرات الدولية الحيوية.
تأتي مناورات "الاقتدار" البحرية في سياق استعراض متواصل لقدرات حرس الثورة الإسلامية في حماية الممرات البحرية الاستراتيجية، ولاسيما في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، حيث يشكل هذا الممر أحد أهم طرق نقل الطاقة في العالم.
وتحرص القوات البحرية الإيرانية على تنفيذ تدريبات دورية تشمل تطوير منظومات الصواريخ والمنظومات المسيرة والرادارية والدفاع الجوي، بهدف رفع مستوى الجهوزية القتالية وتعزيز قدرات الردع.
وخلال الأعوام الأخيرة، ركزت إيران بشكل خاص على إنتاج صواريخ بحر-بحر وبحر-بر بعيدة المدى، إضافة إلى بناء أسطول من الطائرات المسيرة القتالية والاستطلاعية، ما يشكل جزءاً من استراتيجية "الدفاع الذكي" القائمة على الضربات الدقيقة والعمليات المشتركة.
وتأتي المرحلة الجديدة من المناورات في ظل تصاعد التهديدات في المنطقة والتحركات الأجنبية في مياه الخليج، ما يجعل هذه المناورات رسالة ردع تؤكد قدرة إيران على حماية حدودها البحرية وتأمين الممرات الحيوية ومواجهة أي سيناريو غير مرغوب فيه.