الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين.
من الصادقين المخلصين والاولياء العارفين المرحوم خادم اهل البيت ومحبهم واحد اعلام الامامية المرحوم الشيخ حسن علي النخودكي اعلا الله مقامه.
لدى التتبع والتنقيب والبحث عن شخصيات الماضي ارى الصورة تتجلى لي بهذا الشكل ان تراجم هؤلاء وتاريخهم احياناً نجده بهذا الشكل، يضيعون بين عامة الناس وبين البسطاء من النساء ومثلهم مثل الماسة التي تغيب في طبقة من الفحم فكم يعمل عمال المعادن في تكسير الفحم والبحث بين الشظايا والقطع المتناثرة حتى يعثروا على الماس، امثال هؤلاء الاولياء لما نقلب الاوراق القديمة واصفاط العتيقة نجد في خبايا هذه الاصفاط احداثاً وتاريخاً نفتخر به ويفترض ان يكون مدرسة لاجيالنا الحاضرة.
حينما نزور الامام الرضا(ع) هناك صحن من الصحون وهو الصحن القديم ويسمى بصحن السقاخانة، حينما نوجه وجوهنا صوب ضريح الامام الرضا(ع) يكون خلف ظهورنا قبر هذا العالم الجليل الشيخ حسن النخودكي الذي دفن بهذا المكان بموجب وصية دونها رحمه الله، وحتى اليوم ارى الناس يتجمهرون هناك يقرؤون له الفاتحة وبعضهم يقرؤون سورة ياسين وينذرون له نذراً وهذا على غرار احد الاولياء في النجف الاشرف وهو الشيخ خضر شلال وقد تحدثت عن الشيخ خضر شلال رحمه الله في حلقة من حلقات برنامج مع الصادقين. من هو الشيخ حسن علي النخودكي وما هو موقعه؟
هو من تلاميذ واصدقاء المرحوم السيد مرتضى الكشميري اعلا الله مقامه صاحب الكرامات وكان على صلة قوية باحد الجهابذة بالتقوى في خراسان وهو المرحوم حافظيان اعلا الله مقامه وغير ذلك من هؤلاء على اي حال:

عن المرء لا تسأل عن قرينة

فكل قرين بالمقارن يرتدي

الشيخ حسن علي النخودكي رحمه الله كان على درجة عالية من الارتياض الروحي والمعرفي، كان عارفاً واوصلته الرياضة الروحية والزهد والتقوى الى درجة يصعب نيلها بالنسبة لعامة الناس وفي الحقيقة لدى الوصول الى هذه المراحل يتحول العبد الى مستوى المكاشفة يعني الاتصال بالعوالم الخفية، هناك كتاب بالفارسية اسمه "نشاني از بي نشانها" يعني ترجة لافراد يغيبون عن الاذهان، يذكر الكتاب في الثناياه كثيراً من كرامات هذا العبد الصالح، لا يسعني وقت البرنامج الا ان يذكر نزراً يسيراً من كراماته مثلاً وينبغي ان لا يختلط علينا المعنى فهناك كرامة وهناك معجزة، المعجزة هي للمعصوم بواجب العصمة كالنبي ائمتنا من الامام امير المؤمنين الى الامام الثاني عشر هؤلاء واجبوا العصمة وهؤلاء ما ينسب اليهم من حالات خارقة للعادة هذا يسمى معجز من قبيل انشقاق القمر لرسول الله او يضع يده على ضرع الناقة او الشاه فتعطي من اللبن اضعاف ما هو المعتاد، كذا الحال لامير المؤمنين(ع) وبقية الائمة اما بالنسبة الى المعصومين عصمة مثالية يعني عصمة بالسلوك او الاولياء او هؤلاء الذين يصلون بالطاعة والتقوى الى اعلى درجات اليقين فما يحدث لهم يسمى بالكرامة مثلاً الشيخ حسن علي النخودكي اعلا الله مقامه كان معروف عنه انه يزور الامام الرضا(ع) ليلاً ويبقى عن الباب يؤدي النوافل الى ان تفتح باب الصحن فيكون هو اول داخل لحرم الامام الرضا(ع) فكان يأتي من شارع يسمى نادري وهناك كانت مدرسة تسمى بمدرسة صفوي وهذه المدرسة مشرفة بعض غرفها على الشارع احد الطليبة في هذه المدرسة مرت به حالة ارق لم ينم ثلاثة ايام متتالية حتى كاد ان يجن في الليلة الثالثة وكان في سهر وينظر من النافذة وقعت عينه على المرحوم الشيخ حسن علي النخودكي وهو لا يعرفه ولكن يترصد انه منذ مدة يمر من هنا بأتجاه الحرم ومشغول بذكر الله فنزل هذا الطالب الى الشارع فزعاً وذهب عند الشيخ النخودكي وقال: يا شيخ انقذني واقسم عليك بحق فاطمة(ع)، سأله: ما دهاك؟ 
فقال له: اني منذ ثلاثة ايام لم يأخذني النوم، فتأمل الشيخ حسن النخودكي اعلا الله مقامه ثم سأله بهدوء، قبل ثلاثة ايام اشتريت كتابا؟ قال اذهب واخرجه من الغرفة سيأخذك النوم، تعجب ذهب واخرج الكتاب وخلد الى نوم عميق.
وايضاً فلان عالم مهدوي دامغاني ابنه ليلة الزفاف لسعته عقربة وتحيروا وكان ليلة جمعة ولا طبيب وفي ذلك الزمان تحيروا، جاء رسول الى الشيخ حسن علي النخودكي بباب الصحن وقال له بالقضية، فجاءه بكأس ماء قرأ عليه وقال اشرب، قال الرسول ذاك الذي لسعته العقربة انا اشرب! 
قال: اشرب فشرب بنفس اللحظة واذا يبرئ ذلك العريس وسرت مراسم الزواج على احسن وجه. 
اخيراً اقول سؤل المرحوم الشيخ حسن علي النخودكي ذات يوم كيف وصلت الى هذه الدرجة؟ 
تأمل وقال: بثلاث اولها اداء الصلاة بأوقاتها وثانية كثرة الصلاة على رسول الله وثالثاً الاحسان الى ذرية النبي(ص) رجاء رضي النبي فلعل هذا من باب المكافأة. نسأل الله له علو الدرجات والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******