وقال إيرواني، إن هذه الرسالة تتعلق بالذكرى الثالثة لعملية الاغتيال الدنيئة للشهيد الفريق قاسم سليماني (قائد قوة القدس التابعة لحرس الثورة الإسلامية، الفرع الرسمي للقوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية) ورفاقه، من قبل الحكومة الأمريكية في مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني 2020. وفي هذا الصدد أود أن ألفت انتباهكم إلى ما يلي:
1- الفريق قاسم سليماني اغتيل بصورة متعمدة ودنيئة خلال زيارة رسمية للعراق تمت بناء على طلب رسمي من الحكومة العراقية. وتعتبر هذه الجريمة، التي ارتكبتها الحكومة الأمريكية ووفقًا لأمر مباشر من الرئيس الاميركي آنذاك، عملاً إرهابياً وانتهاكاً صارخاً لالتزامات أميركا الدولية بناءً على القانون الدولي وتتحمل الحكومة الأمريكية مسؤولية دولية عن ذلك.
2- علاوة على ذلك، وكما ورد في الرسالة المؤرخة في 3 كانون الثاني (يناير) 2022 (S / 2022/5)، كان الكيان الإسرائيلي متورطاً في ارتكاب هذه الجريمة الشنيعة، وقد اعترف الرئيس السابق للمخابرات العسكرية للكيان الإسرائيلي رسمياً بتدخل وتورط كيانه في ذلك وأعلن أن "المخابرات الإسرائيلية لعبت دوراً في هذا الاغتيال" ووصفها بأنها "إنجاز" وأنها إحدى أهم عمليتي اغتيال خلال فترة مسؤوليته. كما استخدمت أمريكا قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا وبعض قواعدها العسكرية في المنطقة لتنفيذ هذه العملية الإرهابية.
3- عطفاً على رسائلنا في 3 و 7 و 29 يناير 2020 (S / 2020/13 و S / 2020/16 و S / 2020/81) و 3 يناير 2022 (S / 2022/5)، تؤكد الجمهورية الإسلامية الايرانية مرة أخرى أن جميع الذين ساعدوا أو ساهموا أو دعموا هذه الجريمة بشكل مباشر أو غير مباشر بأي شكل من الأشكال، بما في ذلك الكيانين الإسرائيلي والألماني، هم مسؤولون عن تورطهم المباشر أو غير المباشر في ارتكاب هذه الجريمة الارهابية ويجب محاكمتهم ومعاقبتهم وفقًا لذلك.
4- بالنظر إلى العواقب الخطيرة لاغتيال الفريق قاسم سليماني على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وعلى الرغم من أن قرارات مجلس الأمن العديدة تقر بأن جميع أعمال الإرهاب إجرامية وغير مبررة وأن جميع الآمرين والمنفذين والمنظمين والممولين يجب تحديدهم وتقديمهم إلى العدالة، فمن المقلق للغاية أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مُنِع عن القيام بواجباته ذات الصلة بموجب ميثاق الأمم المتحدة من قبل مرتكبة الجريمة، أميركا. إن تقاعس مجلس الأمن عن اتخاذ أي إجراء لن يؤدي إلا إلى تقويض مصداقيته وسلطته الضعيفة.
5- ومن الجدير بالذكر أن الفريق قاسم سليماني كان له دور بارز في مساعدة شعوب ودول المنطقة، بما في ذلك الجمهورية العربية السورية وجمهورية العراق، وذلك بناءً على طلبهما، في محاربة الجماعات الإرهابية. وقد حظيت تضحياته بالاعتراف على نطاق واسع ومتكرر من قبل سلطات هذه الدول وحصل على ألقاب بطل مكافحة الإرهاب وجنرال السلام. اغتياله خدم المصالح المشتركة لاميركا والكيان الإسرائيلي وداعش وغيره من التنظيمات الإرهابية في المنطقة، التي أشادت بالجريمة باعتبارها "عمل من الله أفادهم".
6- أؤكد مرة أخرى أن القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية عازمة على مواصلة طريق الشهيد سليماني بقوة في مساعدة شعوب وحكومات المنطقة بشكل فعال في محاربة الجماعات الإرهابية المدعومة من قبل الأجانب في المنطقة حتى القضاء عليها تماماً.
يذكر ان الفريق الشهيد الحاج قاسم سليماني قائد قوة القدس التابع للحرس الثوري، وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي ورفاقهما استشهدوا حينما كانوا في طريق خروجهم بمركبتين من مطار بغداد فجر الجمعة 3 كانون الثاني عام 2020، في هجوم إرهابي نفذته القوات الأميركية باطلاق صواريخ من طائرات مسيرة وبأمر من الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب".
وكانت أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة السابقة المعنية بجرائم القتل التعسفي وخارج نطاق القانون، قد ذكرت أن اميركا فشلت في تقديم وثائق وأدلة قوية حول ضرورة مهاجمة القافلة التي تقل الجنرال سليماني، في خطابها في الاجتماع الرابع والأربعين لمجلس حقوق الانسان في تموز عام 2020 وقالت، إن اغتيال قائد قوة القدس عمل تعسفي غير قانوني وانتهاك لحقوق الإنسان. وقدمت هذا التقييم في تقرير خطي إلى مجلس حقوق الإنسان.