الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
احد خيار الصادقين ورجالاتهم هو المرحوم المجاهد والمحامي عن امير المؤمنين وناصره شريك بن الاعور او ابن الحارث الهمداني، اشتهر بشريك بن الاعور هو في الواقع شريك بن الحارث الهمداني(رض) هذا العنصر المهم كان من خيار محبي اهل البيت وصمد على ذلك حتى رحل الى ربه سعيداً بذلك هو سيد قبيلته وهو احد القواد المسددين الذين اعتمدهم الامام امير المؤمنين يوم صفين، ابلى بلاءاً حسناً في واقعة صفين وكان له صولات وجولات وهو احد الذين نجوا وما رزق الشهادة في سبيل الله كما انه لعب دوراً في نصرة مسلم بن عقيل سفير الحسين الى الكوفة واول شهيد في واقعة الطف باب الحوائج مسلم بن عقيل شريك بن الحارث الهمداني كان مطارداً من قبل معاوية والامر انه بعد واقعة صفين وبعد وفاة امير المؤمنين(ع) كان معاوية في فورة طغيانه يلاحق كل من ساهم في واقعة صفين او كل من وقف مع الامام بوفاء كان يطارده ولم ينجو من هذه الحملة المسعورة لا الطاعن بالسن والا المرأة المسنة ولا الطفل ولا الرجل لا حقهم، في كل زاوية وفي كل مكان فمن الاشخاص الذين كان يطاردهم معاوية هو شريك بن الحارض، ظفروا به وادخل على معاوية في مجلسه، رغم ان معاوية كان يعرفه حق المعرفة لكن تنكر له وهذا سلوكه العام واول ما سأله قال له ما اسمك قال شريك بن الاعور فقال معاوية ابن من؟
قال بن الاعور فأخذ معاوية يتنكى به ويقول ما اهونك على اهلك اذ سموك بهذا فأسمك شريك وما لله من شريك وانك لابن اعور والصحيح خير من الاعور وانك لذميم الخلق فكيف سدت قومك، التقط شريك انفاسه ثم صاح بصوت عال وانت والله يا معاوية وما ادراك ما معاوية تعلم ما معنى معاوية انها كلبة عوت فأستعوت منها الكلاب فسميت معاوية، (اذ انقرأ كتاب لسان العرب يذكر صفة معاوية، يقول الكلبة المستحرمة التي تعوي الى الكلاب فيقال لها معاوية) فيقول له شريك ويواصل كلامه انت ابن صحر والسهل خير من الصخر وانك لابن امية وامية امة صغرت فصارت امية فكيف اصبحت اميراً للمؤمنين، في الواقع معاوية افلس وشعر بالخسارة فصار يعالج الموقف بالطرافة واللطيفة فقال واحدة بواحدة فقال شريك ولكن البادئ اظلم ثم انشأ شريك يقول في المجلس: 

ايشتمني معاوية بن حرب

وسهمي صارم ومعي لساني

فلا تبسط لسانك يابن حرب

فأنك بلغت مدى الاماني

متى ما تدعو قومك ادعو قومي:

وتختلف الاسنة بالطعان

فأن تك للشقي لنا اميراً

فانا لا نقيم على الهوان

معاوية غلق الموقف بسرعة، شريك بن الحارث الهمداني دوره كان مشهور ايام معاوية وايام خلافة يزيد كان مشهوداً ووقف موقفاً معارضاً وحينما نصب يزيد عبيد الله بن زياد والياً على الكوفة واخذ بتعبئة الناس لقتال الحسين رغم ان كانت علاقات ظاهرية بين ابن زياد وبين شريك لكن شريك رحمة الله عليه يريد التخلص من ابن زياد حتى انه ايام مأساة مسلم بن عقيل في بدايات دخوله كان شريك بن الحارث مريضاً وفي بيت هاني وقرر بن زياد ان يعود شريكاً وكان مسلم آنذاك نزل في بيت هاني بن عروة فعلم شريك ان بن زياد سيعوده استغل الفرصة وعرض على مسلم بن عقيل ان يطيح بأبن زياد ويقتله هناك، فعلاً ‌كان مسجاً على الفراش لكن رفض مسلم بن عقيل ولم يوافق حينها، وشريك على الفراش ودخل لعيادته في تلك اللحظة تغيب مسلم وشريك كان في هيجان وينظر يميناً وشمالاً ويردد هذه الابيات:

ما الانتظار بسلمى لاتحيوها

كأس الندامة بعد الموت تسقوها

كأس المنية بالتعجيل اسقوها

يردد هذه الابيات ويكررها

ولكن مسلم لم يحضر، ابن زياد ارتاب من سماعه هذه الابيات فسأل بعض الحضار، احدهم قال المرض اثقل عليه، احدهم قال انه يرددها من الامس ولاعلاقة لها بحضورك، ابن زياد ارتبك وخرج بسرعة، بعد خروجه شعر شريك انها فرصة ذهبية كانت للتخلص من هذا المجرم، فسأل شريك مسلماً عن عدم تنفيذ الخطة، فأجابة مسلم بن عقيل انه امتنع لسببين ويقول الاول كراهية هاني وان احسست ان هانياً ‌لم يكن موافقاً بهذا العمل والسبب الثاني قول رسول الله ان الاسلام قيد الفتك فلا يفتك مسلم بمسلم نحن اصحاب مواجهة وجهاً لوجه ولسنا غدارين، نأتي بأبتسامة ثم نقتل ونضرب من الخلف فيقول مسلم بن عقيل لشريك، متعتي هذا فيقول شريك لو قتلته لقتلت كافراً فاسقاً وبعد ذلك الموقف بثلاثة ايام توفي شريك وشيع ودفن في مقبرة الاصحاب، اذكر هذه الملاحظة ابن زياد بعد مدة علم بالمؤامرة فلما علم كانت مرت فترة على وفاة شريك كان يتهدد عبد الله بن زياد لانه علم من مصادره الخاصة ان شريكاً دبر خطة لمقتله وتفهم اسباب امتناع مسلم للفتك به وكان يردد متأسفاً انه ليته علم بذلك من قبل ولم يسمح بدفنه في مقبرة الصحابة ومراراً هم بن زياد ان ينبش قبره لان اخلاق بني امية ومن مظاهرها انهم لما يحاربوا شخصا‌ً حتى قبره يلاحقوه فكان مراراً يهدد لولا ان قبر ابي زياد في المقبرة لنبشت قبر شريك، فكان وفاة شريك بن الحارث رحمه الله عام 60 هـ اواخر شهر ذي الحجة قبل واقعة الطف بأقل من شهر تقريباً ودفن في الكوفة في المقبرة المشهورة بين مسجد الكوفة ومسجد السهلة. تغمده الله برحمته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*******