ومدينة "بوتراجايا" هي مدينة حديثة تتمتع بأنظمة إلكترونية في كل قطاعاتها وتعتبر العاصمة السياسية والإدارية لماليزيا وتستقطب سنوياً الكثير من السياح لحداثتها التقنية.
بالإضافة إلي مسجد "بوترا" و"المسجد المعدني" والتاج القرآني للمدينة هناك دار نشر قرآنية عنوانها "معهد ياياسان رستو" وهي أكبر مركز لخطّ المصحف وطباعته في شرق أسيا وثاني أكبر مركز لطباعة المصحف الشريف (بعد مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة) عالمياً.
وحاول "داتوك عبد اللطيف ميراسا"، مدير معهد "ياياسان رستو" لنشر وطباعة القرآن في مدينة "بوتراجايا" الماليزية بجد لبناء هذا المعهد منذ عام 2015 للميلاد بدعم من الحكومة الماليزية، وفي هذا الاطار سافر إلى دول مختلفة بما فيها إيران لتوفير أحدث المعدات التقنية لنشر وطباعة المصحف وكذلك التواصل مع نشطاء القرآن.
تم افتتاح المرحلة الأولى من هذا المعهد في 10 يونيو 2017 للميلاد، وذلك بحضور "احمد زاهد حميدي" نائب رئيس وزراء ماليزيا آنذاك.
وللدار قسمان الأول هو مصنع للطباعة حيث يضمّ العديد من أجهزة الطباعة والتغليف، والثاني هو المعرض التابع للدار حيث يضمّ أجنحة للتعليم وغرفاً للإجتماع ومطاعم وصالةً لرؤية مراحل طباعة المصحف الشريف في دار النشر.
وتتسع الدار لطباعة 3 ملايين نسخة من المصحف الشريف سنوياً وإنها تطبع حالياً مليون نسخة سنوياً منها مصاحف مترجمة إلي الإنجليزية والصينية والروسية والطائية واللغات الأخري.
ومن أعمال المركز هي طباعة المصحف الوطني الماليزي بالخط الماليزي "جاوي" وبتهذيب إيراني ونمط ماليزي كما يقوم بطباعة المصحف الشريف المترجم إلي ثمانية لغات وتوزيعها في دول جنوب شرق أسيا.
ومن الفعاليات الأخرى لدار نشر القرآن الكريم في ماليزيا هي تنظيم الورشات التعليمية في فروع الخط والتهذيب والتصحيف، وتنظيم المعارض المحلية والدولية للقرآن الكريم، وتعزيز التواصل الثقافي مع الدول الإسلامية، والتواصل مع الفنانين من مختلف دول العالم، وطباعة المصاحف التي تتناسب مع الهوية الثقافية لهذه الدول.
وهذا المعهد يعدّ أكبر مركز لطباعة المصحف الشريف في جنوب شرق آسيا، حيث يقوم بطباعة القرآن عن طريق تلقي الطلبات للمنطقة بأكملها وحتى بعض الدول العربية.
وفي هذا الاطار، زار الوفد الإيراني المشارك في الدورة الـ62 من مسابقة ماليزيا الدولية لتلاوة القرآن الكريم والذي ضمّ سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدي ماليزيا "علي أصغر محمدي"، والمستشار الثقافي الإيراني لدى كوالالمبور "محمد علي اورعي كريمي"، ونائب وزير الثقافة الإيراني في شؤون القرآن والعترة "علي رضا معاف"، وعدد من المسؤولين القرآنيين في الدولة معهد "ياياسان رستو" لنشر وطباعة القرآن في مدينة "بوتراجايا" الماليزية حيث إطلع علي فعالياته.
وخلال هذا اللقاء إقترح نائب وزير الثقافة الايراني في شؤون القرآن والعترة "علي رضا معاف" إنشاء لجنة تضم خطاطين ومذهبين من الجمهورية الاسلامية الايرانية وماليزيا لكتابة مصحف مشترك ليصبح رمزاً لوحدة الشعبين والبلدين.
وبدوره، قال نائب معهد "ياياسان رستو" لطباعة المصحف أن هذا المعهد يهدف الى تعزيز نمط الحياة القرآنية، مؤكداً أن المركز يعمل على تعريف الناس بالقرآن وتشجيعهم على تطبيق تعاليم القرآن في حياتهم بالاضافة الى تلاوته.
وفي ختام هذا اللقاء، تم التوقيع على اتفاقية التعاون بين الجانبين بهدف تبادل الخبرات بين إيران وماليزيا في مجال الخط والتذهيب والرسم وتصميم وطباعة المصحف حيث قام نائب وزير الثقافة الايراني نسخة مطبوعة من المصحف النفيس بخط "الأمير التيموري بايسنقر ميرزا" الى معهد "رستو" لطباعة المصحف.