لكن ربما تكون قصة باتريك رينغنبرغ مختلفة بعض الشيء، فهو باحث وأستاذ سويسري في جامعة لوزان، ويعتبر الحرم أعظم من مجرد مبنى فني بالنسبة له.
باتريك رينغنبرغ حاصل على درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة جنيف، وماجستير في الدراسات الدينية من جامعة سوربون في باريس وماجستير في السينما والفيديو وله عدة كتب في تاريخ الفن وتاريخ الأديان باللغة الفرنسية.
ويعد باتريك رينغنبرغ من الخدام الثمانية للثقافة الرضوية في مهرجان الإمام الرضا (عليه السلام) الثاني عشر، ولذلك تحدثنا معه وسألناه: بحسب بعض الباحثين، فإن مرقد الإمام الرضا (عليه السلام) هو متحف يجسد فن العمارة لعصور وفترات مختلفة، من العصر الصفوي إلى العصر القاجاري، ومن مدرسة هرات إلى مدرسة تبريز؛ ويمكن رؤية مجموعة متنوعة من الفنون من عصور مختلفة في هندسة الحرم المطهر؛ ما هو رأيك في هذا؟
رينغنبرغ: "الحرم في الحقيقة نوع من المتاحف الفنية التي لا تقتصر على الفن المعاصر فحسب، بل تعرض أيضاً فن العمارة من العصر السلجوقي حتى الوقت الحاضر".
ويرى أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أن المباني مع الزخارف التي أضيفت إلى الحرم الرضوي المطهر في عهد الجمهورية الإسلامية، هي جزء من تاريخ طويل، ولها خصائص مختلفة، مثل صحن القدس وصحن الجمهورية الإسلامية، فجودة البناء في هذه الصحون عالية جداً، وهو ما يعتبره أمرا مثيرا جداً بالنسبة له.
يقول هذا الباحث السويسري الحاصل على الجائزة العالمية لكتاب الجمهورية الإسلامية وكذلك جائزة فارابي الدولية: "إنني كمؤرخ، أعتقد أنه من المؤسف أن العديد من الزخارف الخزفية، خاصة في مسجد جوهرشاد، قد ضاعت. ولسوء الحظ، في العصر البهلوي، وبسبب عدم الاهتمام بأعمال الترميم، تم تدمير العديد من الزخارف والزجاج والبلاط، والبدائل الجديدة ليست ذات نوعية جيدة. ومع ذلك، فإن الحرم مبنى فريد من نوعه".
وعندما سُئل عن وجود مبنى مشابه في أوروبا قال: أريد أن أقول أنه في أوروبا هناك العديد من المباني التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، وهي مجموعة من الأعمال التي تمت إضافتها معاً في فترات وقرون مختلفة. ولذلك، فإن الحرم المطهر ليس فريداً في هذا الصدد. وان العامل الذي يجعل الحرم فريداً هو المزيج الصحيح من العناصر مثل الزيارة في فترات مختلفة مما أدى إلى تشييد أبنية مختلفة، وتحويل هذا المكان إلى عاصمة مقدسة للبلد.