وأوضحت الصحيفة في مقال لهيئة التحرير، أنه لا أحد يتعرض للحساب في "إسرائيل" على جرائم قتل الصحفيين.
ولفتت إلى أن اغتيال أبو عاقلة "وهي واحدة من أشهر الصحفيين العرب، ليس محزنا ومدمرا فقط لأصدقائها ومعجبيها، وإنما أيضاً نذير فتاك بأن الحريات الصحفية في الأرض المقدسة تحت العدوان".
ورأت الصحيفة أن الرد الإسرائيلي كان معهوداً، "إذ زعم أن مطلق النار كان فلسطينياً. ثم سرعان ما تم التخلي عن هذه المقاربة عندما انكشف بطلان ادعاء الجيش. تقول "إسرائيل" الآن إن قواتها لربما أطلقت النار عليها عرضاً. إلا أن التصريحات الرسمية حول المقذوفات تفيد بأن "إسرائيل" تعتقد بأنه لا بد من إثبات التهمة بلا أدنى شك، وإلا فإنه لا يمكن توجيه تهمة القتل لأحد".
وأياً كان الذي أطلق النار على شيرين أبو عاقلة فلا بد أن يحاسب. إلا أن الفلسطينيين لا يثقون بالتحقيقات التي يجريها الجيش الإسرائيلي بنفسه، ولن يكون مثل هذا التحقيق محل ثقة بقية العالم.
منذ عام 2000 قتلت قوات الإحتلال ما لا يقل عن 47 صحفياً. والفلسطينيون بالذات أكثر عرضة من غيرهم، إذ كثيراً ما يعاملون لا كمراقبين محايدين وإنما كما لو كانوا متحزبين، يندر منحهم تصاريح رسمية، وتقيد حركتهم ويُعتدى عليهم بينما يحظى المعتدون بحصانة من المساءلة.
لم يحاسب في "إسرائيل" أحد على قتل أي من الصحفيين. ولذلك يريد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التوجه بقضية شيرين أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية.
قبل عملية القتل الأخيرة، كان الاتحاد الدولي للصحفيين قد تقدم بدعاوى إلى المحكمة تفيد بأن استهداف جيش الاحتلال للصحفيين يرقى إلى ارتكاب جرائم حرب. وكانت "إسرائيل" في مايو / أيار الماضي قد قصفت برجاً إعلامياً في مدينة غزة يضم مكاتب شبكات إعلامية فلسطينية ومكاتب وكالة الأسوشيتد بريس.
يغلي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على نار هادئة، ولكنه يهدد بالفوران. منذ أن تسلمت الحكومة الإسرائيلية الحالية مقاليد الأمور في شهر يونيو / حزيران الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة 76 فلسطينياً، بما في ذلك 13 طفلاً على الأقل.
مقلق أن يتم تجاهل القانون الدولي في "إسرائيل"، ومن ذلك منح الضوء الأخضر للتهجير الجماعي وهدم البيوت في القرى الفلسطينية، بينما يتم توسيع المستوطنات المقامة فوق الأراضي المحتلة.
ينبغي أن يكون الصحفيون قادرين على تغطية الاحتجاجات التي تنظم ضد الاحتلال وتوثيق أفعال الجيش الإسرائيلي دون أن تتعرض حياتهم للخطر.