ان الموقع الاستراتيجي الخاص لجزيرة قشم الواقعة في مضيق هرمز، تعرّضها لتقلبات الاحداث والوقائع التاريخية منذ عصر العيلاميين الى يومنا هذا.
بلا شك ان تحرير جزيرة قشم من هيمنة الاجانب والمستعمرين خلال معركة قادها إمامقلي خان في العهد الصفوي يعتبر من الصفحات المشرقة لتاريخ الجزيرة، هذا من جهة؛ ومن جهة أخرى جاء اعلان الجمهورية الاسلامية في ايران، جزيرة قشم منطقةً صناعيةً تجارية حرة في عام 1990، جاء بمثابة فصل جديد من حياة هذه الجزيرة.
ان الحدود المائية لجميع الدول المتشاطئة للخليج الفارسي (ايران، والعراق، والكويت، والعربية السعودية، والبحرين، وقطر، والامارات العربية المتحدة، وسلطنة عُمان) تمر تقريباً بالسواحل الجنوبية لجزيرة قشم فضلاً عن ان كافة الرحلات الجوية في العالم شرقاً وغرباً تعبر من أجواء جزيرة قشم. فهي نافذة مطلة على الخليج الفارسي، حيث تتم عملية نقل الغاز والنفط في العالم من هذه الجزيرة. هذا الموقع الاستراتيجي الخاص بجزيرة قشم جعلها تتميّز عن مثيلاتها في الخليج الفارسي.
قشم عبر التاريخ
قشم هو الاسم الذي تُعرف به حالياً جزيرة قشم وميناؤها الواقعة في مياه الخليج الفارسي. أما الأسماء الأخرى لهذه الجزيرة، فقد وردت في الكتب والمصادر الاسلامية والتي تعود الى القرن العاشر الهجري ومنها: «كاوان» او« بني كاوان» و«لافت».
وفي "مروج الذهب"، وعند ذكر الجزر الكائنة في الخليج الفارسي، كتب المسعودي يقول: ومن ضمن هذه الجزر، «لافت» والتي تُسمَّى «بني كاوان» ايضاً.
أما الدمشقي في "نخبة الدهر" (القرن الثامن الهجري) فيقول بهذا الصدد: هذه الجزيرة تُعرف بـ "لافت" و "بني كاوان"؛ ويعتبرها من ضمن الجزر العامرة آنذاك.
منذ عصر السلالة الصفوية (907- 1148 هـ.ق) وفي الفترات اللاحقة، عُرفت هذه الجزيرة في المصادر الجغرافية والتاريخية بـ "قِشْم" او "كِشْم"، وذلك عند لغة اهالي شواطئ الخليج الفارسي. هذا وكان العرب القاطنون في هذه المنطقة يسمّون الجزيرة هذه بـ "الجزيرة الطويلة".
لقد كان بعض المؤرخين يعدّون كيش، و هي جزيرة أخرى في الخليج الفارسي، اسماً آخر لجزيرة قشم، فيما كانوا يسمون جزيرةَ كيش بـ"قيس"، قائلين ان تسمية كيش بهذا الاسم جاءت لأن شكل هذه الجزيرة يشبه "الخرطوشة" فعُرفت بهذا الاسم.
كما ذكر اعتماد السلطنة في كتاب "مرآة البلدان": جزير قشم او كيش تُسمَّى "باسعيدو" ايضاً، لانها تشبه خرطوشة، فسُمّيت بـ "كيش" في الفارسية.