ويظهر الناس فيه أولا كشيوخ، ثم يولدون. ويبدو هذا الأمر جنونا، لكن من ناحية اخرى يبدو أن ذلك يحدث بطريقة ما، إلا أننا نعجز عن إلقاء نظرة إليه. وبيننا جدار لا يمكن اختراقه.
وقد نشرت جامعة كورنيل دراسة بهذا الشأن. وكان العلماء ينتظرون نشرها بفارغ الصبر لأنها تُزيل مشاكل كثيرة مطروحة أمامهم.
ولا تحتاج النظرية الجديدة إلى وجود مادة مظلمة، كما لا تحتاج إلى طاقة مظلمة وأبعاد عديدة أخرى، والأهم من ذلك هو أن الدراسة تتناسب تماما مع الحقائق المعروفة. ويمكن الحصول على حقائق جديدة أخرى لاختبارها، الأمر الذي يقيّمه علماء الفيزياء بشكل خاص.
وبالتالي فعندما حدث الانفجار الكبير، ولد كوننا. وفي الوقت نفسه ولد توأم آخر. وبدآ في التوسع، كما لو كانا ضمن بعضهما البعض. لكن أحدهما للأمام في الزمن وآخرهما للوراء.
وقال العلماء إن الكون متناظر بشكل مثالي، وكل شيء فيه متناظر باستثناء الزمن الذي يسير قدما، أي في اتجاه واحد فقط. ويعني ذلك أن هناك في مكان ما زمن متناظر يسير للوراء. وكان علماء الفيزياء لم يتجرأ على مدى عشرات أعوام على الاعتراف بذلك، وأخيرا اتخذوا هذه الخطوة الحاسمة.
بالإضافة إلى ذلك فإن العالَم مليء بالنيوترينوات، بصفتها أخف الجسيمات، وحتى عديمة الكتلة. وكلها تدور في اتجاه اليمين. ولا جسيمَ يدور نحو اليسار. وهذا شيء مستحيل، ولا بد أن تكون هناك في مكان ما نيوترينوات تدور في اتجاه اليسار. وصار الآن من الواضح أين يحدث ذلك - في كون آخر.
إذا كان الانفجار الكبير قد ولّد كونا واحدا، فلا بد أن يكون مكتظا بموجات الجاذبية. لكننا لا نرى شيئا من هذا القبيل. وقد بدأنا مؤخرا فقط في ملاحظة موجات الجاذبية، وهي ضعيفة للغاية. وصار من الواضح الآن أن كل موجات الجاذبية اتخدت للفصل بين عالميْنا.
وقوة الجاذبية أخيرا، لا تخضع للقواعد العامة، فلا ميكانيكا الكم ولا نظرية النسبية نجحا في "كبحها" حتى النهاية. وتقول النظرية الجديدة إن الجاذبية هي فقط تأثير ذلك العالم الآخر على عالمنا.
ومن المعتقد حتى الآن أنه ليس لدينا طريقة للدخول في الوقت المعاكس. وربما ستظهر في المستقبل مثل هذه الطريقة، لكن من المهم أن تتنبأ النظرية الجديدة ببعض الخصائص المثيرة للاهتمام في النيوترينوات. وإذا تم تأكيد كل ذلك، فإن الزمن سيعود للوراء بالفعل.